يتابع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل رئيس اللجنة العليا لتطوير المنطقة باهتمام بالغ أعمال فريق العمل المتخصص باستكشاف مدينة فيد التاريخية - شرقي مدينة حائل-، حيث يتابع الفريق في الأعمال الميدانية الدقيقة من خلال القيام بعمل دراسات مسحية تسجيلية توثيقية، بالإضافة إلى تنقيبات أثرية وفق أسس علمية وتجهيز الخرائط والمخططات التفصيلية لمدينة فيد ومعالمها التاريخية والعمرانية. وتعد قرية فيد الواقعة شرق حائل على بعد 100كلم من القرى التاريخية والاثرية المليئة بمشاهد العصور التاريخية القديمة، ويرتادها السياح والمهتمون بالآثار، فهي مدينة مختلفة تحمل قيمة سياحية واثرية في وقت واحد.. وكانت الهيئة العليا للتطوير بحائل قد تابعت مشروع تطوير اثار مدينة فيد منذ سنوات من خلال دعم كبير لاجل اكتشاف هذه المدينة التاريخية، حيث يواصل فريق العمل اعمالهم لاكتشاف المزيد من التنقيب، كما تعمل الهيئة في مدينة فيد الأثرية بشكل مستمر ومتواصل وفق الخطط المرسومة والجداول الزمنية المعدة لاكتشاف المزيد من أسرار هذه المدينة العريقة. وكشف الباحثين الاثريون أن الأعمال التنفيذية المتعددة والتي تعمل على قدم وساق في مشروع تطوير الاثار بالمدينة من خلال جهود الهيئة العليا للتطوير سيكون لها اثر ملموس في تطوير مختلف اوجه النشاط السياحي والاثري. ومن ابرز الاعمال التي تم التنقيب عنها اكتشاف أقدم نقش إسلامي بمنطقة حائل بقرب المدينة، كما تم الكشف عن أقدم جامع في منطقة حائل يعود للفترة المبكرة من الإسلام/ كذلك تم الكشف عن تحفة معمارية لايوجد مثيل لها في الجزيرة العربية وهي فسقية الحصن. وكان الباحثون قد اكتشفوا عدداً من المواقع في القرية منها قصر خراش الذي يتوسط المدينة القديمة المدفونة تحت الصخور المتراكمة، ورأى الباحثون أنه حصن قصر حاكم المدينة، كما كشفت الحفريات الأثرية في المبنى وقرب سور الحصن في الجهة الجنوبية عثر على العديد من الغرف ومرابط للخيل وسكن للحراس وإقامة للتجار فيما تركز في الجهة الغربية من المدينةمساكن الأهالي في المدينة الأثرية والتي كشفتها التنقيبات الأثرية عن طريق المجسات والحفريات التي أظهرت أن الأهالي كانوا يعتمدون على بركتين شمالية وجنوبية ورصد الباحثون عدداً من الآبار مطوية بالحجر وعميقة، ووصل قطر إحدى تلك الآبار إلى عشرة أمتار إضافة إلى البرك التابعة لدرب زبيدة الذي يمر بالمدينة. وتعود معظم المعثورات في المدينة إلى العصور الإسلامية ويصل عمرها إلى 1300 سنة، ومن المعثورات العملات المعدنية والأواني الخزفية والفخارية ويعرض جزء منها في المتحف الذي بني في الموقع، كما تحتوي المدينة الأثرية على أكثر من 100 وحدة معمارية، متمثلة بأساسات مبان بعضها يشكّل وحدات معمارية متكاملة، إضافة إلى منشآت مائية، تظهر أساسات مبانيها على السطح مع آثار آبار قديمة، أما الرسوم الصخرية والنقوش والكتابات القديمة فرصدت رسوم صخرية على واجهات الجبال عبارة عن رسوم لحيوانات مختلفة وكتابات ثمودية قديمة وكتابات إسلامية مبكرة. والأبرز في المعثورات والمسجلة في الموقع البرك الثماني التي تقع في الجهة الشمالية من المدينة وتتصل بها قناة تأتي من الوادي الجنوبي وتتصل أيضاً ببركة تزيد على السبعة كيلو مترات في الجهة الشرقية وتعتبر هذه البركة من أهم البرك المكتشفة حديثاً.