أكد الحكم الدولي المعتزل والخبير التحكيمي السعودي المعروف محمد فودة على أهمية وجوب أن يمنح الحكام الدوليون الذين سيتم ترشيحهم للقائمة الدولية لعام 2010م فرصة كافية لإدارة المباريات التنافسية والجماهيرية مثل لقاءات الهلال والنصر والأهلي والاتحاد أو لقاءات الهلال والاتحاد والشباب والهلال، أوغيرها من المواجهات القوية في المسابقات المحلية، مؤكداً أنه يتمنى أن يشاهد الحكام الدوليين وهم تسند إليهم المباريات ذات العيار الثقيل سواء للحكام الجدد منهم أمثال عبدالرحمن القحطاني وخالد الزهراني، وغيرهم. "دنيا الرياضة" بدورها التقت مع محمد فودة المحلل التحكيمي لقنوات art وتحدثنا معه عن بعض الأمور التحكيمية التي تهم الشارع الرياضي خلال الموسم الرياضي المنصرم، والتي أبرز فودة عدة نقاط رصدها في متابعته الدقيقة لأغلب المباريات القوية في دوري المحترفين للموسم الماضي والأولى، وإليكم أبرز ما جاء في الحوار. * ما هو تقييمك للتحكيم السعودي في دوري المحترفين الموسم الماضي؟. - شاهدت بعض المباريات أبرزها لقاءات غير جماهيرية، وهناك لقاءات جماهيرية أديرت بصافرة محلية، كون من أدار المباريات المصيرية والنهائيات حكام أجانب، ويمكن القول إن البداية كانت جيدة، خصوصاً وأن هذه المباريات قادها حكام دوليون يملكون خبرة جيدة، وتمرسوا في المجال التحكيمي ولقد قدم الحكم الدولي عبد الرحمن الجروان عند قيادته لبعض المباريات التي لا أتذكرها مستوى جيد، وبدرجة مقبولة جداً، وظهرت لياقته البدنية اغلب المباريات بشكل جيد، تؤكد اهتمامه بمستواه البدني ومواظبته على التمارين، وهناك حكام آخرون ظهروا بمستوى جيد، إلا أن الفرصة بعد ذلك تقلصت أمام الحكم السعودي، خصوصاً للقاءات الجماهيرية، اعتبارات عدة معروفة، ومنها منح الاتحاد السعودي الأندية حرية جلب الحكام الأجانب، وأهمية بعض المباريات. كما إن الحكمين الدوليين عبدالرحمن العمري، وخليل جلال قادا عدد من المباريات بنجاح وتفاعل جيد، بحيث يمكن القول انه يمنح تقدير جيد جداً إذ تفاعل مع أحداث المباريات التي قادوها، وبلاشك قدما أداءً متوقعاً منهم حكام بارزون ليس على مستوى المملكة أو القارة بل على المستوى الدولي، وفي اللقاء الأخير الخارجي الذي قادة خليل جلال بكأس ملك البحرين دور قبل النهائي بين المحرق والرفاع، ظهر فيه بأداء مميز، ولياقة بدنية عالية برغم حرارة الطقس. *كثرة الانتقادات للحكام الدوليين مازالت مستمرة أثناء قيادتهم لمباريات بدوري المحترفين من بعض الإطراف.. ما تعليقك؟ - أكرر ما سبق أن ذكرته خلال تعليق على الأخطاء التحكيمية عبر برنامج الجولة أنني أتمنى أن يجد الحكم السعودي سواء الدولي أو الدرجة الأولى نفس التعامل الذي يقوم به اللاعبون السعوديون عندما يواجهون حكماً أجنبياً بالملاعب السعودية، إذ أن اللاعب السعودي عندما يحصل على البطاقة الصفراء من الحكم الأجنبي نجده يتقبل القرار، ويقوم بالسلام على الحكم الأجنبي بعد إشهار البطاقة في وجهه، إلا أن هذا الأمر يختلف كلياً عندما يشهر الحكم السعودي بطاقة صفراء للاعب السعودي إذ لا يتم تقبل هذا القرار من معظم اللاعبين السعوديين للأسف الشديد والأمثلة كثيرة في هذا الموضوع. قرارات الإبعاد. * اللجنة الرئيسية للحكام أصدرت قرار بإبعاد عدد من حكام الدرجة الأولى البارزين الموسم المقبل للتحكيم بالمناطق أبرزهم ياسر مدني وعبد الرزاق المقهوي.. ما هو رأيك في مثل هذا القرار؟ - حقيقة يجب القول إن إنني استغربت حقاً هذا القرار من لجنة الحكام، والمتمثل بإبعاد الحكمين الساحة أولى ياسر مدني وعبد الرزاق المقهوي من قائمة حكام النخبة للموسم الرياضي المقبل، لأنهم مستواهما أفضل من بعض الحكام الدوليين، وكنت أتمنى وأقولها بصراحة أنه من المفترض ألا يتم الاستغناء عن الحكمين ياسر مدني وعبد الرزاق المقهوي للتحكيم في دوري المحترفين والأولى لما يملكان من خبرة كبيرة، وأكرر هذا القرار اعتبره متسرعاً وخاطئاً. * ما وجهه نظرك في اعتماد القائمة الدولية الجديدة للحكام السعوديين لموسم 2010؟ - لا شك أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عند طلبه من الاتحادات الأهلية أن يكون الحكام المرشحون الجدد للقائمة الدولية من صغار السن وضع اللجنة الرئيسية بالاتحاد السعودي في ضرورة إحداث تغييرات، ولهذا أتمنى أن يتم السير محلياً بالتحكيم السعودي، وفقاً للمتغيرات التي أحدثها الاتحاد الآسيوي كشروط العمر المحدد للحكم الدولي الذي يتم تلقائياً لقائمة النخبة بالاتحاد الآسيوي إذا كان عمره متوافقاً مع التعديلات الأخيرة، ولهذا لابد أن نهتم بالقاعدة التحكيمية من الدرجة الثالثة والدرجة الثانية، إذ أن الاهتمام بالحكام البارزين جداً من القاعدة هو الحل لهذا المخرج، خصوصاً وانه يتوجب أن يتم تقليص عدد سنوات التدرج من درجة إلى الدرجة الأعلى حتى يمكن أن يصل الحكم "درجة ثالثة" إلى الدرجة الأولى بسنوات تتواكب مع خبرته وتمرسه وقدرته على التميز في حالة وصوله للقائمة الدولية. * كيف تقييم المستوى العام للحكم السعودي الموسم الماضي.. ومن جميع النواحي؟ -بصراحة التقييم العام ومن خلال متابعتي الدقيقة لمباريات دوري المحترفين، والأولى، أجده بصفة عامة"متذبذباً" فتارة تجده مرتفعاً وأخرى هابطاً تكثر فيه الأخطاء التقديرية، إضافة إلى ذلك لحظت وجود معاناة حقيقة للحكم السعودي من الناحية البدنية، فالواضح أن هناك خللاً في المخزون البدني للحكم المحلي. *ما هي الخطوة التي تتمنى اتخاذها تجاه الحكام الذين تضمهم القائمة الدولية الجديدة؟ - بدون شك منحهم فرصة كبيرة لقيادة مباريات تنافسية وجماهيرية بين الأندية المتنازعة على البطولات مثل الهلال والنصر والاتحاد والأهلي والشباب، إذ يجب أن يمنح الحكام الدوليون المحليين جمعياً الفرص الكافية، ولا نريد أن نتكلم فيما حدث في المواسم الأخيرة حول الحكام الدوليين ولكن الآن أقولها بالفم المليان أن الحكم الدولي غير القادر على قيادة المباريات المحلية التنافسية، ولماذا نطلب أن يشارك خارجياً إذ أن هذه المعادلة واضحة المعالم للجميع، وينبغي أن نقول انه على سبيل المثال أن الحكمين الدوليين الجدد خالد الزهراني وعبدالرحمن القحطاني والذين تم ترشيحهم الموسم الماضي للقائمة الدولية يجب أن نعطيهما فرصة جيدة لقيادة المباريات الجماهيرية التي ستمنحهما الخبرة، وهذه الفرص يجب أن تمنح بالتدرج وفق أسس ومعايير وضوابط، والزملاء في اللجنة الرئيسية للحكام برئاسة عبدالله الناصر وبقية الأعضاء لديهم من القدرة على التعايش مع مثل هذه الظروف التي يحتاجها الحكم الجديد على القائمة الدولية. جلال الأفضل *ما هو تقييمك لأداء الحكام الدوليين الموسم الماضي؟ - لو أخذنا على سبيل المثال الحكم المميز خليل جلال لوجدنا انه يعطي المشاهد والمراقب لأي مباراة يقودها بأن اللقاء يقوده حكم متمكن، ويكفي أن جلال بروزه متعدد خارج أسوار الكرة السعودية إذ انه من أفضل "46" حكماً بالعالم، ومرشح لتحكيم بالمونديال المقبل بجنوب إفريقيا، وأما الحكم الدولي عبدالرحمن العمري فهو مميز من المواسم الثلاثة الماضية، وهو بارز بشكل واضح للجميع وأداؤه رائع ولياقته البدنية عالية والجرأة داخل الملعب متوافقة مع كل أحداث المباريات التي يقودها، ويميز العمري بأنه لا يتردد في احتساب أي خطأ في أي توقيت وفي أي موقع في الملعب، وكذلك للحكم الدولي الآخر ظافر أبوزنده فاعتبره من الحكام الجيدين الموسم الماضي، ومستواه مقبول، فهو يملك خبرة جيدة، إلا انه يعاني من عدم ثبات على مستوى وأداء في معظم المباريات. *وماذا عن تقييمك للحكمين الدوليين مطرف القحطاني وسعد الكثيري؟ - لا شك أن مطرف والكثيري من الحكام الجيدين ويملكان خبرة في المجال التحكيمي والشخصية التي يمتلكانها جيدة، خصوصاً الكثيري فهو من الحكام الذين يحاولون الاستفادة السريعة من أخطائهم. *من وجهه نظرك ماذا يحتاج الحكم السعودي للبروز بشكل قوي؟ -مازال هناك بعض الخلل في بعض النواحي، ولكن من المهم هو تكثيف الدورات الداخلية والخارجية للحكام، وإعطاؤهم مزيداً من الفرصة، وكذلك منح الشارع الرياضي الحكم الثقة للإبداع والتألق، فواقع الأخطاء التحكيمية، ليست حكراً على الحكم السعودي، ففي أغلب المباريات الكثيرة التي شاهدنها الموسم الماضي بصافرة أجنبية نشاهد مسلسل الأخطاء مستمر، وأحياناً بأخطاء فادحة. * كيف تجد أداء لجنة الحكام الرئيسية برئاسة الناصر للموسم الماضي؟ -هناك أشخاص ولجان أخرى تقيم أداء اللجنة، ولكن من وجهة نظري كل عمل مهما كانت دقته تجد الايجابيات والسلبيات. * كيف وجدت ورشة العمل التي أقامها الاتحاد السعودي لكرة القدم مؤخراً بالرياض لتطوير التحكيم بتواجدك أنت ونخبة من المحاضرين الدوليين؟ -بلاشك اعتبرها ناجحة من جميع النواحي، والفترة المقبلة سوف تشهد خطوات موفقة لتطوير التحكيم السعودي.
