يمثل المدافع السابق الشهير والمدرب الحالي حسين الحبشي (46 سنة) أحد نجوم الجيل الذهبي في الهلال، وغير كونه ظهيراً بارزاً وحجر عثرة امام هجوم الخصم والحيلولة دون وصوله للمرمى الأزرق، كانت له إسهامات مشهودة في تسجيل الأهداف الخالدة في ذاكرة الجماهير، وكان آخرها في مرمى المنافس التقليدي (النصر) في نهائي كأس الملك عام 1409 يومها فاز «الزعيم» 3 - صفر حملت الى جانب توقيع الحبشي توقيع زميليه حسين البيشي وعبدالرحمن التخيفي، وقبل ذلك فهو تخصص في هز الشباك الصفراء بسبعة أهداف في مشواره الرياضي، وعلى الرغم من اعتزاله عام 1417ه واتجاهه الى التدريب إلا ان ذلك لم يلغِ اسمه من ذاكرة جماهير ناديه والجماهير السعودية، فهو الى جانب نجوميته كان لاعباً خلوقاً وعلى علاقة مميزة مع الحكام ونجوم الأندية الأخرى، قبل أن يتجه الى مجال التدريب في الهلال وخاض تجربة ناجحة وقاد الفريق الاولمبي الى نهائي كأس الأمير فيصل الذي خسره بركلات الترجيح أمام الاتفاق عام 1425، وقد أبدى استعداده لخوض التجربة مع «الزعيم» مرة أخرى متى ما طلب منه ذلك لثقته بنفسه وقدرته على تحقيق النجاح. حسين الحبشي تحدث اليوم عن جوانب أخرى من مشواره الرياضي على مدى 17 عاماً من خلال الأسطر التالية: البطاقة الشخصية حسين الحبشي في الثالثة من عمره (1387) ه. - الاسم: حسين فرج عبدالعزيز الحبشي. - تاريخ الميلاد: 1384 ه. - الحالة الاجتماعية: متزوج وأب ل (صيتة ونواف - مستوى رابع كلية الطب - وعبدالله - بكالوريوس كيمياء - وسلمان 12 سنة ومشاري 10 سنوات) - النادي: الهلال. - المركز: ظهير أيمن. - العمل حالياً: مدرب في كلية الملك فيصل الجوية. البداية في العود بدايتي مع الكرة عام 1395ه في حي العود وكنا نلعب ضد فرق حواري حلة بن نصار والطرادية وكان فيها ناصر الدوسري (سدوس) وهاشم سرور ومحيسن الجمعان ثم في مدرستي المتوسطة (حطين) وهذا ما اعطانا خبرة مبسطة قبل التحاقي بالنادي الهلالي عام 1399ه، وكنت ألعب حارساً للمرمى ثم تحولت للهجوم وانتهيت ظهيراً أيسر كجناح ورأس حربة، وبالمناسبة يؤلمني في الوقت الحاضر غياب دوري المدارس لأنه من أبرز مواهبنا واكتشف قدرتنا الكروية سيما إذا كان المدرس من حملة البكالوريوس او دبلوم تربية رياضية يمكنه من معرفة كيفية توزيع اللعب والاحمال وتنظيم في اللعب ولما يتعلمها الطالب الرياضي وعمره يتراوح ما بين 12 -15 سنة في المرحلة المتوسطة حتماً سيمنحه ذلك خبرة مبسطة قبل التحاقه بالنادي الذي يهواه. وبعد انضمامي للهلال أواخر عام 1399ه اخترت لمنتخب المملكة للاشبال ثم تدرجت من شبل الى ناشئ (شباب حالياً) عام 1404ه ولعبت في صفوف المنتخب الأول عام 1405ه.. وتخللها مشاركتي تلك المنتخبات في التصفيات التأهيلية لبطولة آسيا ونهائي شباب آسيا في ابوظبي المؤهلة لكأس العالم في موسكو. وحين وصلت المنتخب الاول 1405/1406ه تعرضت لإصابة في قدمي اليسرى حرمتني مشاركة المنتخب في دورة الخليج بالبحرين وايضاً مع النادي في بطولة مجلس التعاون الخليجي وقد سجلت طوال تلك السنوات هدفين في المنتخب وخمسة أهداف مع النادي. مع يوسف الثنيان والعواضي في معسكر لندن مع الهلال 1402ه تحطيم الأقدام! وتحضرني قصة قبل انضمامي للهلال حين انفرد بي أخي الأكبر يوسف(رحمه الله)، وكان يشجع الهلال بجنون وقال لي: "لو تسجل في النصر كسرت رجولك" وقال لي ذلك حين لاحظ تردد زميلي في المدرسة ولاعب النصر فيما بعد محيسن الجمعان مع زميله لاعب النصر أيضاً محمد الدبيس وكان بيننا علاقة قوية منذ الصغر. والدتي والهلال! كما كان لوالدتي (رحمها الله) دور كبير في تسجيلي في كشوفات نادي الهلال إذ حرصت في بدايتي على كسب رضاها وأخذ موافقتها والوالد في الالتحاق بالهلال لقناعتي ان المرء لن يوفق الا برضا الوالدين - بعد الله عز وجل - وأتذكر أيضاً ان مشجعاً هلالياً متعصباً يدعى حسين الصومالي تابعني في مدرستي المتوسطة (حطين) وكان يأخذني معه للقاءات الهلال وأولها المباراة الدورية الشهيرة بين الهلال والنصر عام 1397ه بأهدافها الستة.. وكان الصومالي رجلاً محترماً ومؤدباً تحدث بشأني مع زميله عبدالله باقازي وكان الأخير يملك سيارة ونيت نتجمع فيه ونذهب لمشاهدة تمارين الأندية، وقام باقازي بتعريفي على عبدالرحمن الريس الذي طلب حضوري في اليوم التالي لأداء أول تمرين في نادي الهلال وجئت وبعد نهاية التدريب قال لي سلطان بن مناحي: تعال نعطيك ورقة تأخذ فيها ملابس وحذاء رياضي بعد انتهائي من التسجيل والتوقيع للهلال مقابل طقم ملابس رياضية فقط. هدية عبدالله بن سعد قيمة وبعد انضمامي للهلال أواخر عام 1399ه واختياري لمنتخب الاشبال في مشاركته بدورة كأس ليون في سنغافورة في الموسم التالي أهداني الأمير عبدالله بن سعد - رحمه الله - سيارة مازدا سبور موديل 1981 وكان يرأس وقتها رابطة المشجعين بنادي الهلال فكانت تلك أول هدية اتلقاها في مشواري الكروي. يتجاذب الحديث مع ماجد قبل إحدى مواجهات العملاقين الهلال والنصر 1408ه في حين كان محمد الخراشي أول مدرب يشرف علي، وخضت اول مبارة مع الهلال على مستوى الأشبال امام فريق الشباب وفزنا بها 4/1 ومع الفريق الاول امام الرياض في تصفيات كأس الملك وكسبناها 2/1 في حين سجلت في الهلال كنت ألعب في خط المقدمة كرأس حربة وجناح أيسر واستمررت حتى درجة الشباب. فلهو اقنعني بالدفاع وفي إحدى المرات اعتذر الظهير الأيسر خالد الجهيمي عن الاستمرار مع الفريق لظروفه الخاصة فشعرت خانته ولم يجد ان يستطع سد هذا المركز غير كلاعبين يوسف جازع وأنا، وكان المدرب البرازيلي (اوتن فلهو) فاشرك جازع اولاً ولم يقنعه.. واشركني بعده فنجحت في كسب رضاه التام وقال لي: خلاص أنت مكانك هنا على مستوى الشباب اذا كنت تنشد النجاح وأنسى مركز رأس الحربة.. فاداؤك كظهير من شأنه ان يتيح لك الفرصة لتلعب في كل المراكز الخلفية إن كان محوار ارتكاز او قلب دفاع او وسط ايسر او ظهير ايسر اما المراكز الامامية فلن تستطيع البروز بالشكل الذي تتمناه.. لأن جسمك كبير وعمرك الآن 16 عاماً فما بالك لو وصل عمرك 20 او 22 سنة.. حركتك ستزداد بطئاً والهجوم يتطلب حركة دائبة ودخولاً سريعاً واقنعني فلهو ووافقت. وعندما رحل فلهو عام 1402ه استعان بروشتش بي للفريق الاول ومعي مجموعة صعدت للفريق الاول: طارق العوضي - يوسف جازع - صالح السلومي - يوسف الثنيان - سعد مبارك - عبدالرحمن اليوسف - صالح الخلف. الاجواء التنافسية جميلة عرفك جمهور الهلال بتألقك الدائم في مباريات المنافس التقليدي (النصر) وتميزك بروحك العالية وادائك القتالي.. ما السر في ذلك؟ «مواجهة النصر مباراة غير عادية لا من حيث الاهتمام ولا الحديث المتزايد عن وقائعها فحتى التمارين تحظى بكثافة جماهيرية من المتابعة قبل موعد اللقاء باسبوع وكذا وسائل الاعلام تتابع بنهم ومقر النادي يشهد حضوراً لافتاً من جانب اعضاء الشرف من الامراء ورجال الاعمال وكل تلك العوامل تمنحنا روحاً عالية وحماساً كبيراً وتحفيزاً لتحقيق الفوز في موقعة القمة الاعتبارية. يروي ذكرياته الرياضية للزميل فهد الدوس اسرار كأس النصر اتذكر ان مدربنا البرازيلي الداهية «خوسيه كندينيو» جاءنا في الاجتماع التحضيري للمباراة وقال لنا: «عكفت في الايام الثلاثة الماضية على مشاهدة مباريات النصر السابقة.. ونحن نبغى نسقيهم من نفس السم حقهم.. هم يلعبون دفاعاً ويعتمدون على الكرة المرتدة.. احنا بندافع ونلعب على المرتدة». وعندما احرزت الهدف الاول بدأ النصر يتخلى مرغماً عن تحفظه الدفاعي ونهج الهجوم لتعديل النتيجة فجاء الهدف الثاني بتوقيع زميلي عبدالرحمن التخيفي واصبح لديهم شعور مفعم بالاحباط لتعديل النتيجة مع انهم دخلوا الحصة الثانية باصرار الفوز وقال لنا «كندينو» بين الشوطين.. «احذركم من اول عشر دقائق في الحصة الثانية لا يسجل فيها هدف بمرماكم». لاعتقاده ان املهم بالتعديل سيزداد في حال تسجيل هدف في مرمى الهلال وسيكون امامهم متسع من الوقت لتعويض ما فات بادراك التعادل.. واذا لم يحدث ذلك سيتسلل اليأس الى نفوسهم وتزداد مهمتهم صعوبة وهذا ما حدث بالفعل. خلافات زرقاء ومن خفايا تلك المباراة التي لا تنسى نشوب مشاكل داخل نادي الهلال بين بعض اعضاء الشرف من جهة ورئيس النادي الأمير عبدالله بن سعد من جهة اخرى حول مسألة ذهاب الفريق الى جدة قبل موعد المباراة النهائية بثلاثة ايام ورغبة المدرب كندينو لدواعي نفسية بتأخير موعد السفر الى ما قبل المباراة بيوم واحد خوفاً من شحن اللاعبين وتأثير ذلك سلباً على ادائهم في المباراة. لكن الأمير عبدالله بن سعد «رحمه الله» استطاع بذكائه وخبرته ابعاد اللاعبين عن هذه الاجواء الملبدة بالغيوم بين الادارة واعضاء الشرف وما خلانا ندري عنها إلا بعد مضي فترة ان فيه مشكلة بين المدرب كندينو واحد اعضاء شرف الهلال فأبعدونا عن هذه الاشكالية وريحوا الفريق من تداعايتها. الأمير سلطان بن فهد يتوج الكابتن حسين بكأس البطولة العربية 1415ه وفي المقابل كان النصراويون على ثقة كبيرة من حسم النتيجة لصالحهم من منطلق تجارب مماثلة في نهائيات سابقة فافرطوا في الثقة واستيقظوا على هزيمة مزلزلة والحمدلله حالفنا توفيق رب العالمين. اهداف المدافعين اعجوبة اهي مصادفة.. ام تكتيك جديد نجاح مدافعي الهلال الثلاثة في القيام بمهمة التسجيل على اكمل وجه؟! - بصراحة وللتاريخ اقول بعد ان مضىت (21 عاماً) على تلك المباراة: انها مصادفة.. فحسين البيشي على سبيل المثال سجل هذا الهدف وكان الأول له في حياته الكروية وكان وقتها امضى عشر سنوات في صفوف الفريق الاول لم يحرز اصابة اخرى فهل كان مرتباً له ذلك؟! حتى انه كان يقبل رأس زميله يوسف الثنيان بقوة ويقول له: «هذه الحطة ما يحطها الا ابو يعقوب». كانت تصدر منه كلمات غريبة مفعمة بفرحة تاريخية لم يسبق ان عاشها بعد هدفه. والهدف الثاني الذي احرزه عبدالرحمن التخيفي كان في الأصل فاولاً للنصر ونفذ فارتدت الكورة للتخيفي والغلطة التي وقع فيها النصر ان لاعبيه كلهم كانوا مهاجمين ومندفعين في ملعب الهلال باستثناء مدافع واحد هو الظهير مساعد الطرير ونفذت باصاً خاطئاً وقطع التمياوي الكرة منه ليوسف الثنيان الذي كان يرمي الى تمريرها للظهير فقطعها خالد ومررها للتخيفي فصاروا كلهم في وضع انفراد تام ثلاثة هلاليين (جازع +التيماوي + التخيفي) مقابل مدافع نصراوي واحد (مساعد الطرير) ولم تكن الكرة تسللاً لانها قامت من داخل ملعب الهلال فكانت غلطة فادحة ارتكبها دفاع النصر بدخولهم ملعب الهلال وتركهم ملعبهم مكشوفاً. حسين الحبشي: والدتي اقنعتني باللعب للهلال عام 1399ه مع السلامة!! خضت تجربة ناجحة كمدرب وطني في الهلال خلال موسم (1424/1425) وقدت فريق الهلال لنهائي كأس الأمير فيصل وخسرت بشرف وجاء ابتعادي بسبب طلبي مقدم عقد سنة وكان تفكيري ان يكون للمدرب الوطني قيمة ولكن للأسف لم اجد من يساعدني للوقوف على اقدامي فلما وجدت نفسي وحيداً في الساحة اتخذت قراري بالابتعاد وكان رئيس النادي الأمير محمد بن فيصل بن سعود والمفاوض خالد المعمر وما ادري كيف نقلت الصورة عن وجهة نظري للأمير محمد بن فيصل وارجو الا يفهم على انه تشكيك في الرجل. إذن قالوا لك مع السلامة عندما طلبت منهم مقدم عقد؟! - قالوا لي مع السلامة وعطوها غيري!! من تقصد؟ - اكون صريحاً معك.. انا طلبت مقدماً (150) الف ريال فجاء عبدالعزيز الخالد واعطوه نفس المبلغ وقد فرحت بذلك لكن لا ادري ما المقصود بهذا التصرف!؟ ومصدر سعادتي ان هدفي بوضع قاعدة اعتبارية للمدرب الوطني قد تحقق ولكن للأسف لسنا على قلب واحد والاحظ في المدرب الوطني وكأنه يتصيد اخطاءك ليحتل مكانك!! الثالث من اليمين وقوفاً مع منتخب الشباب 1405ه الثاني من اليمين وقوفاً مع المنتخب الأول 1409ه
