أعلم أن رسائل الجوال تمثل انتفاضة جديدة في عالم العلاقات الإنسانية.. في البداية كان الجميع يتلهف على قرائة الرسالة لدرجة ان البعض يكون خارج الخدمة نهائياً رغم وجوده بين الناس حيث ينشغل بالاستقبال والارسال كما لو كان يتابع معركة عسكرية تحتاج لتوجيهاته المؤثرة.. انخفض معدل الشغف وبقيت الرسائل جزءاً من الحدث الاجتماعي الاقتصادي حيث يمكن من خلالها قياس الرأي العام نحو قضية أو أخرى بشكل شبه دقيق ومهم.. استمرت الرسائل الجوالية باعتبارها الوسيلة الدائمة للسلام والتهنئة بالمناسبات خاصة الأعياد الدينية واليوم الوطني الذي بات حدثاً وطنياً يعني للكثير شيئاً مهماً ومبهجاً رغم زحمة الطرقات فيه فهو كما يبدو يشبه انتصار المنتخب أو الهلال في مدينة الرياض والاتحاد في مدينة جدة رغم الازدحام فإن حالة الرضا تكون عامة عند قادة العربات وعند أغلب رجال المرور حقيقة لا أعرف السر ولكن.. عموما نعود لرسائل الجوال حيث نجد انها ما زالت تؤكد أهميتها وتؤكد أيضاً بعدها الاقتصادي وليس الاجتماعي فقط.. بعضنا يؤكد أنه ما زال يتذكرك ويهنئك عبر رسالة جواليه لا عيب فيها إلا أنها متشابهة وهي تذكرني برسائل الجوال المتداولة بين بعض الأزواج والزوجات حيث يتبادلون رسائل الجوال المنقولة من موقع أو آخر مؤكدين انها تعبير خاص يحمل مشاعرهم والتي أخشى أساساً أنها غير موجودة أقصد عند البعض..؟؟ عموماً نعود لمحاور موضوعنا حيث نستشعر من تلك الرسائل ان الأمر يتطور مع تطور التقنية حيث اخترق الفاكس يوماً مسار علاقاتنا وتجاوزه اليوم الايميل ليخترق مسار آخر ويتفق مع الجوال على إيصال مشاعرنا عبر موجات لاسلكية مما يفقدها الكثير من دفئها وسخونتها التي تتوفر في عملية الالتقاء المباشر.. الجميل في تلك الرسائل انها تخترق الكثير من المسافات وتساعدك على تقديم التهنئة بشكل سريع وجماعي دون أن تتحرك من مكانك بل أحياناً من سريرك..؟؟ والسيئ فيها انها لا تعبر عن حقيقة المشاعر لأنها لغة مجاملة واضحة لا تحتاج لاكتشاف بل هي رسالة يتم تداولها من جهاز لآخر ومن شخص لآخر بعضنا لا يكلف نفسه القراءة ويكتفي بعملية معاودة الإرسال مع تحري الدقة بحيث لا تعود رسالة الشخص له فقط.. وتستمر العلاقة بين الإنسان ورسائل الجوال مع التقنين حيث غابت تلك النغمات المستمرة وبقيت فقط متزايدة في الأعياد وأيضاً في المناسبات وليست جزءاً دائماً من يومنا وهذا بحد ذاته جيد.. لأن الأمر أيضاً طفرة ولكن الكترونية وليست شيء آخر..