قرأت في جريدتنا الغراء في عددها رقم 14745ليوم الخميس الموافق 1429/11/8ه تعقيباً لسعادة مدير التربية والتعليم للبنات بالرياض المكلف د.عبداللطيف العوين على مقال الأخ منصور الحسين، وكان تعقيب د.العوين من منطلق مسؤوليته عن هذا الصرح التربوي الكبير وكانت خلاصة كلامه أن إدارة التربية والتعليم لا تدعي المثالية ولا تتبرأ من الخلل.. وبعد تأملي لرد سعادته كان لا بد من وقفات صريحة وتساؤلات تبحث عن إجابات؟ الوقفة الأولى: ذكر الدكتور العوين أن إدارة التعليم لا تدعي المثالية ولا تتبرأ من الخلل وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على موضوعية طرحه وإن الإيمان بأن هناك مشكلة جزء من حلها، بل هي بداية الحل. والتساؤل المطروح ماذا فعلت إدارة التعليم لهموم أخواتنا المعلمات والتي لا أظن أحداً أياً كان لم يسمع بها. هل تم وضع هاتف مجاني لسماع مشاكلهن أو سماع مشاكل بعض المدارس التي لا أظن أن د.العوين يجهلها. هل تم وضع دراسة استطلاعية لمشاكل المعلمات. الوقفة الثانية: لقد أعجبني كلام د.العوين عن الاستراتيجية التي وضعوها محاولين تطبيقها وهذا فكر عصري جديد (يجب أن يحذى حذوه في جميع أمور إدارة التعليم سواء ما يتعلق بالمدرسة أو المنهج أو المعلمة). والتالي لم تنجح هذه الاستراتيجية؟ لأن عناصرها لم تكتمل. لأن الاستراتيجية بتعريفها المبسط هي التنبؤ للمستقبل. وبالتالي لا بد من الاستعانة بفريق عمل متكامل ليس فقط على مستوى إدارة التعليم بل على من يعنيهم الأمر، لأن أبسط عناصر الاستراتيجية في فريق العمل وبالتالي لو أن الاستراتيجية وضعت أمامها عنصر الوقت لكان الأمر على خلاف ما ذكر وتساؤلي هو لماذا لا توضع استراتيجية للمعلمات في الرياض لتعالج وضعهن ومشاكلهن. ولماذا لا يكون هناك فريق عمل من التربويين في الإدارة للوقوف على أوضاع المدارس. لأننا نسمع كثيراً من المشاكل في بعض المدارس. ولماذا لا يتم إعادة تقييم المشرفات والتربويات ومديرات المدارس وإحلالهن بأخريات يجددن الأسلوب ويواكبن التقدم. الوقفة الثالثة: ذكر د.العوين مراقبة المدارس والنظافة فيها وهذا شيء طيب. لكن هل هذه المراقبة مقتصرة على هذا الجانب؟ فأين مراقبة مكاتب الإشراف التربوي وأين هم من مراقبة وضع المدارس؟ وأينهم من مراقبة وضع حراس المدارس. أظن أن هناك حلقة مفقودة بين إدارة التعليم وبين المعلمة لن تجبر ولن تسد إلا بمصادرة وجهاً لوجه بين المعلمة والمسؤولين في الإدارة دون وسيط وبعيداً عن التعقيدات.