يدور الحديث هذه الأيام عن إنشاء أندية للمعلمين وصدور لائحة بهذا الشأن تنظم عمل تلك الأندية، والتوجه بحد ذاته يعتبر توجهاً إيجابياً نشيد به ونطالب بالإسراع بتنفيذه، لكننا نعتقد أنه بالإمكان تنفيذ ذلك المطلب وفق طريقة أسهل وأفضل مما ورد في اللائحة. ورد في اللائحة تعريف لنادي المعلمين بأنه منشأة تربوية، وهنا أول اللبس في كون المسمى يشير إلى أنها منشأة تربوية ثم يشير إلى أن خدماتها ثقافية واجتماعية ورياضية وترويحية. في البداية توقعت أن المقصود أنها منشأة تقع ضمن أملاك وزارة التربية لكنني وجدت أن المقصود أنها ستكون ضمن إدارات وزارة التربية تقريباً، حيث سيرأس مجلس إدارتها مدير إدارة التربية وكبار مسؤوليها بالمنطقة، وهنا أختلف مع وزارة التربية والتعليم في هذا التوجه وأرى أن نادي المعلمين (بغض النظر عن المسمى) يجب أن يكون ناديا اجتماعيا وليس تربويا، للمعلمين ومن المعلمين وبإدارة المعلمين وليس مسؤولي التربية، مع تقديرنا لهم جميعاً. الأمر أكثر بساطة مما يتصوره مسؤولو وزارة التربية في تنفيذ هذه النوادي، فهناك نظام الجمعيات التعاونية يمكن تطبيقه بسهولة في هذا الشأن، كما يتم تطبيقه في الجامعات على أعضاء هيئة التدريس. لماذا لا تكون مساهمة وزارة التربية محصورة في توفير الأراضي والمقرات (إذا كان ممكناً) وتترك للمدرسين المساهمة في تأسيس وتنظيم جمعياتهم التعاونية وفق رغباتهم واللوائح المنظمة لهذا الأمر وهي لوائح ثبتت عمليتها في أرض الواقع؟ لماذا لا يصبح في الرياض أربع أو خمس جمعيات تعاونية للمعلمين وليس مجرد ناد واحد يدار بطريقة بيروقراطية تنفر المعلمين من المشاركة فيه؟ أفضل الأمثلة هنا نجده في الجمعية التعاونية لأعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود (أختارها لقربها من وزارة التربية)، حيث تحقق هذه الجمعية أرباحاً جيدة وتختار مجالسها وفق آلية انتخاب واضحة وتنفذ برامجها وفق توجهات ورغبات أعضائها وليس وفق توجيهات إدارية من قبل إدارة الجامعة. على أن هذا القول لا ينفي حاجة وزارة التربية والتعليم إلى مراكز تطويرية بكل منطقة سأفرد لها مقالاً خاصاً. البعض يرى أن أندية الضباط بالقطاعات العسكرية نموذجاً، والحقيقة أن بعض تلك الأندية تواضع أداؤه وصيانته والاهتمام بمنشآته وبعضها أقفل، ولم تعمم في جميع المناطق والاستفادة منها ليست عالية من قبل الجميع، لذلك أرى دراسة تجربتها قبل تقليدها من لدن وزارة التربية والتعليم. ملاحظة أخيرة في موضوع الأندية، لم أجد أية إشارة في اللائحة للمعلمات. أليست وزارة التربية والتعليم معنية بهن كما هي معنية بالمعلمين الذكور؟ هل ستنشئ لهن أندية مماثلة أم ستكون الأندية المزمع إنشاؤها شقين للرجال والنساء؟ هل ستشارك المرأة في هذه الحالة في إدارة النادي ولجانه المختلفة؟