المكرم سعادة رئيس تحرير جريدة "الرياض" وفقه الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد: وأشير إلى موضوعكم الذي نشر في جريدة "الرياض" في عددها 14531بتاريخ 1429/3/29ه بعنوان (ما موقف الدعاة؟) حيث تساءلتم عن ظاهرة استمرار الارهاب وما عمله من فكر تكفيري، وانتهاج أسلوب القتل والتدمير في الداخل والخارج وما أفرزه تجييش شباب مندفع مغرر بهم ليتبعوا كل ناعق في التزهيد في الدنيا ومتاعها وزينتها والإقبال على اهلاك نفسه وغيره بدون فقه ولا وجه حق، ليحصل على الشهادة ودار الكرامة في الآخرة بزعمهم. وإجابة على تساؤل سعادتكم حول الدور الذي يقوم به الدعاة إلى الله ممن هم تحت إشراف وتوجيه الوزارة، أود ان أذكر بعض الحقائق والأرقام التي تجدون في ثناياها الإجابة الشافية - بإذن الله - لما قامت به الوزارة من جهود لمواجهة التطرف الفكري الديني وما أنتجه من قتل وتدمير ومنها: 1- ضمن جهود أئمة المساجد والخطباء ومن خلال رسالة المسجد فقد أعدت الوزارة خطة طويلة الأجل لمحاربة الأفكار المنحرفة والمتطرفة عبر أكثر من 72ألف مسجد في المملكة ورصد ما يزيد عن 250ألف خطبة جمعة تركزت حول الفكر الضال. 2- عقد معالي الوزير عدة لقاءات مع الدعاة والأئمة والخطباء في مختلف مناطق المملكة (كل منطقة على حدة)، مؤكداً معاليه للجميع في تلك اللقاءات على أهمية العناية فيما اختصت به هذه الأمة عقيدة وسلوكاً ووسطية وخيرية وان الدعوة إلى الله تكون كما أمر الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والتأكيد أيضاً على اجتماع الكلمة ووحدة الصف، والسمع والطاعة لولي الأمر، والوقوف صفاً واحداً ضد مزاعم وتيارات الجهل والحقد والغلو. 3- توجيه الخطباء إلى تناول بعض الموضوعات ذات العلاقة بالارهاب والتدمير والفكر الضال في خطب الجمعة ومن الأمثلة على ذلك: نعمة الأمن، فتنة التكفير، خوارج العصر، موقف المسلم من الفتن، الخوارج وتاريخهم، الغلو في الدين، كيفية التعامل مع غير المسلمين، حق المسلم على أخيه المسلم، الافساد في الأرض حرمته وخطره وآثاره، حقوق ولاة الأمر.. إلى غير ذلك. 4- نظمت الوزارة عبر فروعها المتعددة العديد من المحاضرات لأعضاء هيئة كبار العلماء وأساتذة الجامعة والدعاة وطلبة العلم، ومن أبرز تلك الموضوعات: الوسطية في الإسلام، شبهات حول الثوابت، تعظيم حرمة الدماء المعصومة في الشريعة، خطر التفرق والاختلاف، حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، تحصين عقول الشباب من الأفكار المنحرفة. 5- قامت الوزارة بإصدار العديد من الكتب والمطويات التي تهدف إلى نشر العلم المؤصل وما فيه من وسطية واعتدال مع الإشارة إلى سبل مكافحة الغلو في الإرهاب ومن تلك الكتب: المواطنة ومفهوم الأمة الإسلامية، القطوف الجياد من حكم وأحكام الجهاد، أسباب ظاهرة الإرهاب، العنف في العمل الإسلامي المعاصر، التفجيرات والاغتيال، فقه الأزمات، أقوال أهل العلم في طاعة الولاة، الضلال الفكري، خطر الغلو في الدين وغيرها من الكتب التي تركز على تنوير الشباب، وتعريفهم بمبادئ دينيهم، وتحذيرهم من دعاة الفتن والضلال. 6- إقامة العديد من المخيمات الدعوية في معظم مدن ومحافظات المملكة وذلك عندما أطلت فتنة التكفير والافساد في الأرض، وهي تعد وسيلة مناسبة لدعوة المجتمع وخاصة فئة الشباب واستغلال أوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة وتوجيههم إلى ما فيه صلاحهم، وتحذيرهم من الأفكار الضالة المنحرفة. وقد ساهمت المخيمات الدعوية في علاج المنهج التفكيري، كما ساهمت في توعية المجتمع وترسيخ مفهوم المواطنة والانتماء إلي الوطن والولاء والاخلاص لولاة الأمر وتعظيم قدر العلماء لأنهم ورثة الأنبياء، وقد صاحب تلك المخيمات إقامة المعارض المشتملة على عرض لوحات ارشادية تحمل آراء العلماء في الأعمال الاجرامية من قبل البغاة الذي عاثوا في الأرض فساداً وقتلاً وتدميراً. وعرض شاشات كبيرة لصور تلك المآسي التي قامت بها الفئات الضالة. إلى غير ذلك من الجهود الموفقة التي ساهمت الوزارة في القيام بها تضافراً من الجهود المشكورة الموافقة التي قامت من الجهات والأجهزة الأخرى من مدينة وأمنية.آمل التفضل بالاطلاع والتنويه عن ذلك في جريدتكم الغراء. شاكرين لسعادتكم غيرتكم الصادقة وجهودكم المتواصلة فيما فيه مصلحة هذه الوطن ومواطنيه. حفظكم الله وأعانكم،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد محبكم د. توفيق بن عبدالعزيز السديري