@@ يعتقد البعض أن السعادة لا تتحقق له إلا في ظل تحقق رغباته.. @@ كما يعتقد أن أفضل درجات السعادة هي التي ترتبط بحصوله على أي شكل من أشكال الراحة.. بعيداً عن العيون.. والموانع.. والسدود.. @@ وأنها يمكن أن تصل بالإنسان إلى قمة هناءته، إذا اقترنت بالحصول على المال الموفور.. والهدوء التام.. وعدم الارتهان للمخاوف على "الصحة" أو "السمعة" أو "الطموح" أو "المركز" أو الإرضاء لذات الرغبة. @@ وأنه بدون أن تتوفر الحرية التامة.. وتنعدم الضوابط فإن السعادة تصبح منقوصة بل ومقيدة.. ومشروطة.. وتحققها ليس أكثر من وهم، لا يلبث أن يتبدد.. باعتبار أن السعادة فضاء مفتوح.. وأفق لا نهاية له.. وسماء لا أثر فيها "للغيوم" أو الأجواء "العاصفة" أو "المحمومة". @@ تلك هي السعادة لدى بعض الناس.. @@ فيما السعادة لدى البعض الآخر.. تتمثل في "التقوى".. و"الصلاح" و"الإعراض" عن الدنيا.. @@ في الوقت الذي يرى آخرون أن السعادة تتحقق في ظل حصول "الرضا" والقبول.. والبعد عن الطمع والجشع.. والتكالب على الحياة.. والانتصار على شهوات النفس.. ونزوات الجسد.. وفي الاستقامة.. وترسّم طريق الفضيلة.. وحب الخير.. وغسل النفس من الداخل من الأحقاد والكراهات.. والنوم الهادئ مساءً.. @@ لكن أناساً آخرين يجدون السعادة في النجاح.. وفي التفوق.. وفي التأكيد بأنهم الأجدر بثقة الآخرين.. وحبهم.. ورضاهم.. @@ ومهما اختلف الناس في فهم السعادة.. وطلبها.. والجري وراءها.. إلا ان الكل ينشدها.. ويأمل فيها.. ويتشوق إليها.. ويتعب من أجل الحصول عليها.. أو الظفر بها.. @@ وعلى أية حال.. @@ فإن السعادة ليست "رجساً" حتى يتهيب منه الناس.. كما أنها ليست "جنة" حتى يتشوقون إليها بمثل هذه الصورة.. ويدفعون - من أجل الحصول عليها - حياتهم كل حياتهم في بعض الأحيان.. @@ ذلك أن "السعادة" وهم.. @@ والسعادة "إيحاء". @@ والسعادة "جنة" و"نار".. تبعاً لطبيعة تركيبتنا النفسية.. وحالتنا "المزاجية".. @@ فنحن الذين نخفي الشعور بالسعادة.. أو الحزن في دواخلنا.. @@ ونحن الذين نسعد أنفسنا.. أو نتعسها.. بمجرد الشعور بأننا سعداء.. أو تعساء مرتاحون.. أو مكتئبون.. متفائلون أو متشائمون.. مقبولون.. أو مرفوضون من الغير.. أقوياء.. أو متخاذلون.. @@ فلا يجب أن نتوهم.. أن سعادتنا بيد غيرنا.. وأن تعاستنا بفعل سوانا.. @@ فنحن الذين نجلب السعادة.. أو الشقاء لأنفسنا بقوة إرادتنا.. أو بضعفنا.. وباندفاعنا.. أو بقدرتنا على التوازن.. والتماسك.. وبالحفاظ على "كرامتنا" و"آدميتنا" و"مشاعرنا". @@ وإلا.. فإننا سنظل "كالريشة" في مهب الريح مدى عمرنا.. بفعل الابتزاز الدائم لمشاعرنا. @ @ @ ضمير مستتر: @@ (التعساء.. هم الأكثر احتياجاً إلى السعادة.. عبر الوهم).