بعث العاهل المغربي محمد السادس رسالة إلى رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي، وذلك على إثر تدنيس قبور موتى المسلمين أغلبهم مغاربة الأحد الماضي بمقاطعة بادو كلي. ووصف العاهل المغربي هذا الفعل ب"العمل المشين، الذي ينم عن حقد دفين تجاه جالية قدمت تضحيات جسام في سبيل الدفاع عن فرنسا، ليبعث على الحزن والأسى، لكونه يعيد إلى الأذهان عملية التدنيس المقيت التي تعرض لها قبل سنة 52قبرا بالمقبرة ذاتها". وأكد العاهل المغربي أن هذا العمل المشين يعد "حقا مظهرا غير مقبول من مظاهر العنصرية، لكونه يتنافى مع كل القيم والمبادئ السامية التي نتقاسم التشبث بها". وأعرب في نفس الإطار عن أصدق عبارات تقديره للرئيس الفرنسي "لما أبديتموه من حزم وسرعة في التنديد بهذا العمل البغيض، المنافي لقيم التسامح. وكما تفضلتم بالتأكيد على ذلك، فإن هذا السلوك الدنيء يشكل مسا وإساءة لذاكرة كافة المحاربين، الذين ضحوا بحياتهم من أجل فرنسا". وأضاف "ولي اليقين أنكم، بصفتكم حاميا لحرية العبادة والمعتقد بفرنسا، البلد الذي يحظى بتقدير العالم أجمع، لما يوليه من احترام للكرامة الإنسانية، لن تدخروا جهدا لاتخاذ كافة الإجراءات الضرورية حتى يتسنى للجمهورية الفرنسية أن تستمر في السهر على احترام ذاكرة كل أولئك الذين اختاروا الأرض الفرنسية مثوى أخيرا لهم". وقال "لا يخامرني أدنى شك بأن السلطات العمومية الفرنسية ستعمل على متابعة وإدانة الضالعين في هذا العمل الإجرامي الشنيع، بكل ما يلزم من صرامة وحزم". وكان تدنيس 148قبرا من قبور موتى المسلمين المتواجدة في المربع المخصص لهم بالمقبرة العسكرية "نوتردام دو لوريت" بقرية ألبان سان نازير بمقاطعة "بادو كلي" يوم الأحد 6أبريل الجاري خلف استياء واستهجانا كبيرين في صفوف مختلف فئات المجتمع الفرنسي التي أبدت تضامنها مع الجالية المسلمة.