ارتكب الجيش الاسرائيلي جريمة حرب جديدة امس في مسلسل جرائمه المتواصلة في قطاع غزة، حيث سقط أمس أكثر من 55شهيداً فلسطينيا بينهم نجل نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني وعدد من الاطفال فضلا عن اصابة نحو 200آخرين بجراح مختلفة، وفي المقابل اعترف المعتدي الاسرائيلي بمقتل اثنين من جنوده وجرح خمسة آخرين في الاشتباكات مع رجال المقاومة شمال قطاع غزة وقالت مصادر طبية فلسطينية ان عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الاسرائيلي المتواصل على غزة ارتفع إلى 55شهيدا، مشيرة إلى ان هناك شهداء لم يتم التعرف على هويتهم بسبب الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي. وقال الدكتور معاوية حسنين مدير الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية ان قوات الاحتلال تنفذ مجزرة حقيقية في قطاع غزة مستخدمة كافة الاسلحة المحرمة دوليا بما فيها القذائف المسمارية والقنابل الفراغية. وأضاف أن بين الشهداء خمسة اطفال سقطوا امس سبقهم 12طفلاً سقطوا منذ الاربعاء الماضي ليرتفع عدد الشهداء الاطفال إلى 17شهيداً، كما ان من بين شهداء الامس ثلاث سيدات وحوالي 28مدنياً سقطوا في قصف استهدفهم داخل منازلهم. وأوضح أن الطواقم الطبية في حالة طوارئ قصوى منذ الاربعاء وان كافة سيارات الاسعاف تعمل على اخلاء الجرحى في ظروف غاية في الصعوبة مشيراً إلى تعرض العديد من سيارات الاسعاف وطواقمها لاطلاق نار من قبل قوات الاحتلال. وحذر حسنين من نقص الوقود في المستشفيات وسيارات الاسعاف ما قد يؤدي إلى تعطل جزء من هذه السيارات عن اداء عملها في نقل الجرحى من مواقع القصف والتوغل. واعلنت المصادر الطبية عن استشهاد عبد الرحمن محمد شهاب احد اعضاء المكتب الاعلامي لكتائب الشهيد عز الدين القسام ونجل النائب في المجلس التشريعي د. محمد شهاب. كما استشهد الطبيب وحيد بدوي برصاص الاحتلال داخل منزله في محيط جبل الكاشف، واستشهدت الشقيقتان سماح وسلوى عسلية بعد أن استهدفت طائرات الأباتشي منزلهما في منطقة التوغل، حيث ينفذ جيش الاحتلال الاسرائيلي عملية توغل ما يرفع عدد الشهداء إلى خمسة وعشرين شهيدا في سلسلة الغارات الجوية وحدها. وقالت المصادر ان الشهيدتين هما سلوى زيدان عسلية ( 12عاما) وسماح ( 11عاما) وقد قضتا بقذيفة سقطت في منزل العائلة في شرق بلدة جباليا". وقالت مصادر طبية ان احد مقاومي كتائب القسام محمود سليم من حي الدرج استشهد في المعارك التي دارت شرق بلدة جباليا. ونفذت القوات الاسرائيلية الخاصة بمساندة الدبابات توغلا في منطقتي الكاشف شرق جباليا وأبو صفية شرق غزة ومنطقة القرم بغطاء من الطائرات الحربية الاسرائيلية التي اخذت تمطر المنطقة بالصواريخ والقذائف. واكدت مصادر طبية أن طائرات الاحتلال ودباباته تطلق الصواريخ والقذائف ونيران الرشاشات صوب منازل المواطنين وسيارات الإسعاف التي تحاول الوصول إلى المكان لانتشال الشهداء والجرحى بشكل كثيف. وقالت المصادر الفلسطينية ان من بين الشهداء تم التعرف على الشهيدين فتحي ثابت وطلعت دردونة، وسقط قبلهما بأقل من ساعة الشهيدان ابراهيم الزين وسعيد الهشيم بعد إطلاق قذيفة مدفعية باتجاههما بالقرب من منطقة الزاوية شرقي مخيم جباليا. وحسب مصادر طبية فان احد الصواريخ سقط على منزل عائلة ابو شباك، ما ادى إلى استشهاد الطفلة جاكلين ( 12عاما) وشقيقها الطفل اياد محمد ابو شباك، اضافة إلى استشهاد بسام عبيد ( 45عاما) ونجله محمد في غارة مماثلة كما استشهد محمد الجمل وعبد فرج من عناصر القسام في قصف شرق جباليا. واستشهد محمد دردونة، عبد الله فرج، سعيد أبو جلالة، محمد المبحوح، القائد الميداني في كتائب القسام عبد الحميد حمادة ( 30عاماً)، والقساميان مصطفى منون وطلعت درودنة وثابت جنيد وإبراهيم الزين ومعتصم محمد عبد ربه، والمقاوم في ألوية الناصر صلاح الدين علي جبر الكتناني من حي التفاح، وحسين سامي البطش من سرايا القدس. كما نقلت كوادر الاسعاف جثمان شهيد مجهول الهوية إلى مشفى كمال عدوان شمال القطاع فيما تم التعرف على هوية شهيدين هما عبد الحميد حمادة ومصلح ابو علي من حي التفاح شرقي مدينة غزة. واعلنت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي ان مصلح محمد صالح من نشطائها استشهد في غارة اسرائيلية استهدفت مجموعة من المقاومين في منطقة الكاشف شرق جباليا، كما اصيب اثنان اخران بجراح نقلوا جميعا إلى مستشفى كمال عدوان فجر أمس. وفي وقت سابق استشهد احد القادة الميدانيين في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) في غارة اسرائيلية على سيارة في منطقة زمو بجباليا منتصف الليل. وقالت الكتائب ان اياد الاشرم قائد وحدة المدفعية في القسام استشهد في غارة استهدفت سيارته بصاروخ بمنطقة زمو في جباليا كما استشهد المقاوم من القسام عبد الله فرج في المواجهات المستمرة شرق جباليا. واطلقت المقاومة قذائف صاروخية باتجاه مدينة عسقلان صباح أمس ما اسفر عن اصابة اسرائيلي بجروح من شظايا احدى القذائف التي اصابت منزله. وذكرت اذاعة العدو ان سيارة احترقت بعد اصابتها بقذيفة واصيب عدد من سكان المدينة بالهلع. واشارت الاذاعة إلى انه اطلقت قبل ذلك قذيفتان صاروخيتان باتجاه النقب الغربي ولم تقع اصابات بينما لحقت اضرار بالممتلكات في احدى المستعمرات اليهودية في المنطقة. نيران اسرائيلية على سيارات الصحافيين واصيب مصور صحافي فلسطيني بجروح طفيفة برصاص اطلقه الجيش الاسرائيلي على سيارة لصحافيين عالقين شرق مدينة جباليا. واطلق الجيش الاسرائيي النار وقذائف دبابات على مجموعة من الصحافيين والمصورين عالقين في شرق جباليا بسبب كثافة اطلاق النار. وقال مصور من (أ.ف.ب) "احد المصورين المحليين اصيب بجروح طفيفة نتيجة سقوط احدى القذائف بجوار مجموعة من الصحافيين" واضاف ان "عددا من سيارات الصحافيين من بينها سيارة لوكالة (فرانس برس) وطاقم قناة الجزيرة تعرضت لاطلاق نار وقذائف المدفعية الاسرائيلية". وتابع ان سيارة (فرانس برس) وعدة طواقم تلفزيونية تابعة لعدة وكالات ما زالت عالقة. وقال نائب وزير الحرب ماتان فيلناي "انني اطلق على ذلك اسم عملية واسعة وليس عملية برية كبيرة. اننا نتحرك خصوصا مع الطيران ولو اننا سنلجأ ايضا إلى قوات برية". وبذلك نفى الجنرال في الاحتياط فيلناي وردا على سؤال، ان تكون عملية التوغل هذه تشكل شرارة عملية برية واسعة النطاق تقضي باعادة احتلال جزئي لقطاع غزة كان اشار اليها في الاسابيع الاخيرة المسؤولون ووسائل الاعلام الاسرائيلية. واضاف فيلناي "اننا نتحرك في قطاع غزة بشكل دائم، وما نقوم به حاليا يندرج في اطار هذه النشاطات. لا شيء جديدا باستثناء التوتر الذي ساد في الايام الاخيرة". لكنه اشار إلى انه "كلما ازداد التصعيد كلما كانت هناك فرص للجوء إلى قوات اكبر" - على حد قول مجرم الحرب الاسرائيلي" وكان مجرم الحرب فيلناي حذر الجمعة من ان الفلسطينيين "يستجلبون عليهم كارثة اسوأ بتكثيفهم اطلاق الصواريخ وزيادة مداها، لاننا سنستخدم كل الوسائل للدفاع عن انفسنا" - على حد تعبيره، وعلى رغم العملية الجارية التي تشنها وحدات المشاة والمدرعات، فان نحو ثلاثين صاروخا اطلقت امس على مستعمرات النقب انطلاقا من قطاع غزة، كما اوضحت اذاعة الجيش الاسرائيلي العنصري عزار يحرض لقتل هنية. من جهته، قال وزير البيئة الاسرائيلي عضو الحكومة الامنية العنصري جدعون عزرا مرة اخرى للاذاعة انه ينبغي "القضاء على كل المتورطين في اطلاق الصواريخ بمن فيهم اسماعيل هنية". وقال العنصري عزرا "يتوجب ضرب مرسلي مطلقي صواريخ (القسام) ومرسلي مرسليهم.. موقفي الشخصي هو انه يتوجب المس برئيس حكومة (حماس) في غزة اسماعيل هنية، ودعا العنصري عزرا ايضاً إلى تقليص امداد قطاع غزة بالوقود، وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيحاي ادرعي في اتصال مع (يونايتد برس انترناشونال) امس ان العملية العسكرية الحالية في القطاع "ليست العملية البرية الواسعة التي يتحدث عنها الجميع ولا علاقة للعمليات الحالية بها". واضاف ادرعي "سنواصل تصفية نشطاء (حماس) وكل من يتعاون معهم سيصاب وهذه العمليات تتم دون تردد". وتابع ان الجيش الاسرائيلي وزع مناشير على سكان مناطق بيت لاهيا وبيت حانون والعطاطرة في شمال القطاع وطالبهم بالابتعاد عن الفدائيين الفلسطينيين، وقال ادرعي ان كل بيت يطلق المسلحون منه النار سيتم ضربه لان (المسلحين) يطلقون النار والصواريخ من داخل البيوت ولذلك فان (حماس) هي التي تتحمل مسؤولية سقوط قتلى من المدنيين" - على حد ادعائه. مقتل جنديين اسرائيليين واعترف الجيش الاسرائيلي امس بمقتل اثنين من جنوده واصابة خمسة آخرين بجروح في اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية اثناء التوغل في قطاع غزة ليل الجمعة، وقال متحدث عسكري ان "جنديين قتلا واصيب خمسة جنود آخرين بجروح". مشعل يتهم عباس "بتوفير غطاء" للهولوكوست الإسرائيلي وفي دمشق، اتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في مؤتمر صحافي السبت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "بتوفير غطاء" للهجوم الاسرائيلي على غزة. ودان مشعل الغارات الاسرائيلية على غزة معتبرا انها "هولوكوست حقيقي" ضد الفلسطينيين، واتهم اسرائيل باستخدام "الهولوكوست غطاء وحصانة لها لتفعل ما تشاء". وكان عباس صرح ان "ما يجري (في قطاع غزة) هو اكثر من محرقة"، مؤكدا انه "لا يعقل ان يكون رد الفعل الاسرائيلي على الصواريخ التي ندينها بهذا الحجم الثقيل والرهيب". واضاف ان "هذه العملية هي ضد النساء والاطفال والشيوخ وهي حقد على هؤلاء الاطفال وهؤلاء الشيوخ وهؤلاء النسوة". ودعا عباس المجتمع الدولي الى ان "يرى بعينه ما يحصل هنا (....) نقول للعالم انظروا واحكموا على ما يجري ومن يقوم بالارهاب الدولي".
