قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف بأنه سيتعاون مع الأحزاب التي ستفوز في الانتخابات الباكستانية، وقال ان الأحزاب التي ستفوز في الانتخابات سيحق لها تشكيل الحكومة المقبلة، جاء ذلك في تصريحات صحافية أدلى بها بعد إدلائه بالصوت الانتخابي بصفته مواطناً في احد مراكز التصويت في العاصمة إسلام آباد، هذا وكانت الانتخابات الباكستانية قد بدأت صباح امس، وشارك فيها أكثر من ثمانين مليون ناخب للتصويت ل 839مقعداً للبرلمان الاتحادي الوطني والبرلمانات الإقليمية الأربعة، وسط إجراءات أمنية مشددة وترتيبات اتخذتها السلطات الباكستانية لضمان نزاهة الانتخابات وتأمين سلامتها وسلامة الناخبين، واستخدمت لجنة الانتخابات الباكستانية صناديق اقتراع شفافة ويوجد في كل مركز انتخابي صندوق للتصويت لمقعد البرلمان الاتحادي وصندوق آخر للتصويت لمقعد البرلمان الإقليمي، وتم تخصيص أكثر من أربعة وستين ألف مركز انتخابي في مختلف أنحاء البلاد، بينما تم تكليف خمس مئة وستين ألف موظف للإشراف على عملية الاقتراع. وشاركت في الانتخابات جميع الأحزاب السياسية باستثناء بعض التي أعلنت مقاطعتها، ومن أبرز الأحزاب التي شاركت حزب الشعب الباكستاني، حزب الرابطة الإسلامية الذي يتزعمه نواز شريف، حزب الرابطة الإسلامية فئة القائد، الحزب العوامي القومي، حزب حركة المهاجرين المتحدة، إلى جانب عدد كبير من المرشحين المستقلين. ويشارك آلاف الجنود من القوات شبه العسكرية مع الشرطة لتأمين سلامة الانتخابات والناخبين وحراسة الأماكن الحساسة، بينما راقبت وحدات من الجيش الباكستاني للتعامل مع أي ظروف تخرج عن السيطرة. وأوضحت مصادر لجنة الانتخابات الباكستانية أن هناك نحو 2234مرشحاً ل 269مقعداً في البرلمان الاتحادي الوطني، و 262مرشحاً ل 32مقعداً في برلمان إقليم الحدود الشمالي الغربي، و 179مرشحاً ل 11مقعداً في منطقة القبائل الشمالية، وفي العاصمة الفيدرالية إسلام آباد 34مرشحاً لمقعدين، وفي إقليم البنجاب الأوسط 999مرشحاً ل147مقعداً، وفي إقليم السند الجنوبي 617ل 60مقعداً، وفي إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي 143مرشحاً ل 14مقعداً. هذا وقد قام المراقبون الدوليون الذين وصلوا إلى باكستان بمراقبة عملية الاقتراع بالانتشار في مختلف المدن الباكستانية لمشاهدة الاقتراع وتقييم حريتها ونزاهتها. وكانت مشاركة الباكستانيين في الانتخابات ضعيفة مقارنة بالأعوام الماضية، وذلك نظراً لتدني الأوضاع الأمنية وتكرار العمليات الانتحارية والأخرى التفجيرية، وكذلك عدم ثقة بعض المواطنين من صحة الانتخابات، ولوحظ مشاركة النساء أكثر مقارنة بالرجال، كما لوحظت مشاكل عدم توفر قائمة صحيحة بأسماء المصوتين في بعض مراكز التصويت، وعلى العموم لوحظت نسبة المشاركة الشعبية في المدن الرئيسية أقل من المناطق النائية البعيدة. وحول أمن الانتخابات وقعت اشتباكات حزبية في مختلف الأقاليم الباكستانية تقدمها إقليم البنجاب الباكستاني حيث سقط ثلاثة نشطاء سياسيين بما فيهم ممثل حزب نواز شريف في مدينة لاهور آصف أشرف وأربعة من رفقائه. وكذلك شهدت المدن كراتشي، حيدر آباد، لاهور ، سيالكوت، ناروال، كجرات، جته، كجرانواله، ومنطقة بدخيله، وكويته، وباراشنار وعدد من المدن والقرى الصغيرة في مختلف أرجاء باكستان، بينما تم تأجيل عملية التصويت في منطقة باشارا شنار، إلا أنها لم تؤثر على مواصلة عملية التصويت العام. إلى ذلك اعلنت الشرطة الباكستانية امس ان ستة اشخاص بينهم احد مرشحي المعارضة قتلوا الاحد والاثنين في شرق باكستان حيث تجرى انتخابات تتخللها اعمال عنف في عدد من المناطق. وقال قائد شرطة مدينة لاهور مالك اقبال لوكالة فرانس برس ان مجهولين اطلقوا النار على مرشح لحزب رئيس الوزراء السابق المعارض نواز شريف في لاهور كبرى مدن ولاية البنجاب. وقتل المرشح لمجلس الولاية آصف اشرف مع سكرتيره وحارسه الشخصي وشخص ثالث. وتوفي احد مؤيدي اشرف متأثرا بجروحه صباح امس في المستشفى. وطالب نواز شريف بتوقيف قتلة مرشحه بينما ارجأت اللجنة الانتخابية عمليات التصويت في هذه الدائرة. وقال نائب رئيس الحزب نفسه جواد هاشمي ان موظفا في حزب شريف الرابطة الاسلامية الباكستانية-جناج نواز قتل خارج احد مراكز الاقتراع في سيالكوت شمال لاهور. وفي ولاية السند جنوب البلاد، جرح ستة اشخاص في صدامات بين انصار حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو ومؤيدي الرابطة الاسلامية-جناح القائد التي تدعم الرئيس برويز مشرف. واحرق عدد من الآليات لكن الحوادث لم تؤثر على عمليات التصويت. وفي المنطقة القبلية الحدودية مع افغانستان حيث يتمركز مقاتلون اصوليون قريبون من تنظيم القاعدة، القيت قنبلة على مركز للاقتراع اصطف امامه حوالى 300شخص لكن لم تسفر عن اصابات. وقال احد الناخبين نعمت خان "لا نخاف الموت فالله حدد ساعته ولا مفر منها. لذلك علينا ان نقوم بواجبنا كمواطنين".