اذكت التهديدات التي أطلقها الرئيس الفنزولي هوجو شافيز أمس الأول بقطع الإمدادات النفطية عن الولاياتالمتحدةالأمريكية على خلفية القضية التي رفعتها شركة أكسون وطالبت بتجميد أصول فنزولية بالإضافة إلى إخلاء منصة بحرية في بحر الشمال أسعار النفط لترتفع بمقدار 5دولارات للبرميل عن مستوياتها للأسبوع الماضي وتصل إلى مستوى 92دولار لجميع الخامات القياسية في أسواق الطاقة. ومع أن التهديدات الشافيزية ليست جديدة على الساحة الدولية فقد اعتاد العالم على سماع مثل هذه النغمة من الرئيس اليساري ضد البلد الذي يستورد أكبر كمية من نفط بلاده إلا أن قضية أكسون هذه المرة أعطت مؤشراً للأسواق النفطية بأن هناك خلافاً حقيقياً يطل برأسه بصورة قانونية فالشركة الأمريكية لجأت إلى القضاء البريطاني للحصول على هذا الحكم ضد فنزولا كما حصلت كذلك على أحكام إضافية من محاكم في هولندا وجزر الانتيل الهولندية ضد الشركة الوطنية الفنزويلية لتجميد أصول تعود لها فيهما بقيمة 12مليار دولار وهو الأمر الذي نفته فنزولا على لسان وزير طاقتها. وعزز من المسار الصاعد لأسعار النفط توقف بعض الإنتاج من حقول الشمال ما أثر على السوق الأوروبية فقد قالت شركة توتال إنها أجلت العمل في حقل فرانكلين في بحر الشمال الذي توقف منذ الأسبوع الماضي نتيجة إلى عطل فني وهذا الحقل له مساهمة فعالة في الإمدادات إذ إنه ينتج 280الف برميل يوميا منها حوالي 175الف من المكثفات بالاضافة إلى 15.5مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي الامر الذي أثر على تدفق الإمدادات إلى أسواق برنت. وتناغمت هذه العوامل مع القلاقل التي تتنامي في نيجيريا وتعرقل انسياب النفط من أهم بلد منتج للنفط في القارة الأفريقية فالاضطرابات المستمرة منذ أمد في دلتا نهر النيجر حيث يأتي معظم الانتاج النيجيري من النفط الممتاز ضغطت على مستوى التدفقات النفطية التي تأتي إلى الأسواق وترفد مصادر الطاقة العالمية. وتشير التوقعات إلى أن أسعار النفط تتعزز نتيجة إلى ارتفاع السلع العالمية ونمو الاقتصاد العالمي وكذلك الاقبال الشديد على استخدام الوقود الاحفوري كمصدر رئيس للطاقة وتفوقه على المصادر الاخر، بيد أن صعود الأسعار إلى مستويات تتعدى 100دولار للبرميل غير وارد على الأقل هذا العالم لوفرة الإنتاج من النفط الخام. وقد جر هذا الارتفاع في أسعار النفط أسعار الفحم الحجري إلى تسجيل مستويات قياسية حلقت به إلى سعر 126دولاراً للطن المتري ما اعتبره المحللون مؤشراً إلى ارتفاعات قادمة في أسعار السلع الاخرى لا سيما وأن الفحم له مساهمة فعالة في توفير مصادر الطاقة الرخيصة لكثير من الصناعات وكان يعول عليه في كبح جماح أسعار النفط للجوء المستهلكين إليه رغم أضراره البيئية التي تحد من استخداماته، الا أن صعود أسعار النفط والغاز إلى هذه المستويات جعلته ينساق إلى هذا المسار الصاعد للأسعار. أسعار ناميكس حامت في بداية التعاملات الأسبوعية في الأسواق الأمريكية حول مستوى 92دولاراً للبرميل تغذيها الأحداث السياسية والقلاقل الأمنية بينما دارت أسعار خام برنت القياسي قرب 91دولارا للبرميل وتراجع بعد صعوده إلى 93دولارا في أوساط التعاملات ليوم أمس، وكان الصعود الأقوى لخام وست تكساس الذي وصل إلى آفاق 93دولارا للبرميل، وتأثرت أسعار وقود التدفئة بالإقبال الشديد من قبل المضاربين حيث ارتفعت إلى 2.57دولار للجالون ، وارتفع الغاز الطبيعي إلى 8.50دولارات لكل الف قدم مكعب. أسعار المعادن النفيسة عاودت إلى الصعود من جديد متأثرة بصعود أسعار النفط حيث ارتفع الذهب إلى 927دولارا للأوقية كما ارتفعت الفضة إلى 17، 4دولار للأوقية وحام سعر البلاتين قرب المستويات القياسية التي بلغها الأسبوع الماضي عند سعر 1.892دولارا للأوقية بعد مخاوف نقص الإمدادات من جنوب أفريقيا.