خبير سيبراني: تفعيل الدفاع الإلكتروني المتقدم يقي من مخاطر الهجوم    «هيئة العقار»: 18 تشريعاً لمستقبل العقار وتحقيق مستهدفات الرؤية    مقتل 3 فلسطينيين على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على رفح    السفارة السعودية في تشيلي تنظم حلقات نقاش بعنوان "تمكين المرأة السعودية في ظل رؤية المملكة 2030"    الأهلي يضمن الثالث.. الحزم يحرج الرياض.. التعاون رابع الكبار    لقب الدوري الإنجليزي بين أفضلية السيتي وحلم أرسنال    صقور السلة الزرقاء يتوجون بالذهب    تنظيم جديد لتخصيص الطاقة للمستهلكين    «التعليم».. تكشف شروط نجاح الطلاب والطالبات بجميع المراحل    خادم الحرمين يأمر بترقية 26 قاضيًا بديوان المظالم    «تيك توك» تزيد مدة الفيديو لساعة كاملة    330 شاحنة إغاثية إلى اليمن وبيوت متنقلة للاجئين السوريين    اشتباك بالأيدي يُفشل انتخاب رئيس البرلمان العراقي    طبخ ومسرح    اطلع على مشاريع التطوير لراحة الحجاج.. نائب أمير منطقة مكة المكرمة يتفقد المشاعر المقدسة    زيارات الخير    سمو ولي العهد يستقبل الأمراء والمواطنين    النقطة 60 كلمة السر.. من يرافق القادسية لدوري روشن ؟    محتالة تحصل على إعانات بآلاف الدولارات    مواقف مشرّفة    البرق يضيء سماء الباحة ويرسم لوحات بديعة    الماء (2)    جدول الضرب    «التعليم»: حسم 15 درجة من «المتحرشين» و«المبتزين» وإحالتهم للجهات الأمنية    قرى «حجن» تعيش العزلة وتعاني ضعف الخدمات    ضبط أكثر من 16 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    المقبل رفع الشكر للقيادة.. المملكة رئيساً للمجلس التنفيذي ل "الألكسو"    27 جائزة للمنتخب السعودي للعلوم والهندسة في آيسف    انطلاق المؤتمر الأول للتميز في التمريض الثلاثاء    «باب القصر»    عبر التكنولوجيا المعززة بالذكاء الاصطناعي.. نقل إجراءات مبادرة طريق مكة إلى عالم الرقمية    للسنة الثانية.. "مبادرة طريق مكة" في مطار إسطنبول الدولي تواصل تقديم الخدمات بتقنيات حديثة    تحدي البطاطس الحارة يقتل طفلاً أمريكياً    دعاهم إلى تناول السوائل وفقاً لنصائح الطبيب.. استشاري: على مرض الكلى تجنّب أشعة الشمس في الحج    مختصون ينصحون الحجاج.. الكمامة حماية من الأمراض وحفاظ على الصحة    جماهير المدينة (مبروك البقاء)!    كيلا يبقى تركي السديري مجرد ذكرى    وزير التعليم: تفوّق طلابنا في «آيسف 2024» يؤسس لمرحلة مستقبلية عنوانها التميّز    كيان عدواني غاصب .. فرضه الاستعمار !    أمير عسير يُعزّي أسرة «آل مصعفق»    أهمية إنشاء الهيئة السعودية للمياه !    الهلال يحبط النصر..    الخبز على طاولة باخ وجياني    الرئاسة العامة تستكمل جاهزيتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام هذا العام ١٤٤٥ه    المملكة رئيسا للمجلس التنفيذي للألكسو حتى 2026    نيابة عن ولي العهد.. وزير البيئة يرأس وفد المملكة في المنتدى العالمي للمياه    إسرائيل تواجه ضغوطا دولية لضمان سلامة المدنيين    التخصصي: الدراسات السريرية وفرت نحو 62 مليون ريال    "إرشاد الحافلات" يعلن جاهزية الخطط التشغيلية لموسم الحج    توطين تقنية الجينوم السعودي ب 140 باحثا    نعمة خفية    البحث العلمي والإبتكار بالملتقى العلمي السنوي بجامعة عبدالرحمن بن فيصل    قائد فذٌ و وطن عظيم    رئيس جمهورية موريتانيا يغادر جدة    الأمير سلمان بن سلطان يرعى حفل تخرج طلاب وطالبات البرامج الصحية بتجمع المدينة المنورة الصحي    ولي العهد في المنطقة الشرقية.. تلاحم بين القيادة والشعب    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كوادرنا نسائية 100% ومن ضمن خطتنا فحص 75ألف امرأة في المنطقة
مدير برنامج القصيم للفحص الإشعاعي المبكر للثدي.. د. الهبدان ل"الرياض":
نشر في الرياض يوم 10 - 02 - 2008

انطلقت في مطلع العام الماضي أول تجربة في المملكة للكشف المبكر على سرطان الثدي على النساء في المملكة في منطقة القصيم ويشتمل هذا البرنامج على فريق متكامل وموزع على عدد من محافظات منطقة القصيم إلى جانب ان عمليات الكشف الكامل تتم من قبل فريق نسائي بالكامل إلى جانب تصنيع وتجهيز سيارة هي الأولى من نوعها لزيارة المناطق النائية والتي لا يوجد بها مستشفيات ومراكز صحية متخصصة يمكن من خلالها اجراء الفحص.
وللتعرف على هذا البرنامج المتميز نلتقي مع الدكتور محمد بن علي الهبدان المدير التنفيذي لبرنامج القصيم للفحص الإشعاعي المبكر للثدي استشاري الفيزياء الطبية التشخيصية والعلاجية والمشرف على أقسام الأشعة بصحة القصيم.
@ كم عمر هذا البرنامج؟
- هذا البرنامج بدأ بحمد الله ليستمر في خدمة هذه الشريحة المهمة من مجتمعنا، حيث ان المجتمع النسائي السعودي يعتبر من المجتمعات الشابة حسب البيانات الاحصائية الرسمية، وكما يعلم الجميع بأن بنات اليوم هن أمهات المستقبل.
وحسب سياسات البرنامج التنفيذية فإن الفئة المستهدفة لهذا البرنامج هي شريحة النساء بين 35- 60سنة على أن يتم إعادة الفحص المبكر للثدي مرة واحدة لهن كل 18شهراً.
ومن هذا المنطلق نلاحظ حتمية الاستمرارية لمثل هذه البرامج وذلك من أجل تحقيق أهدافها الوقائية السامية.
@ كم عدد الفريق العامل في البرنامج؟
- تفتخر وزارة الصحة، ممثلة بالإدارة التنفيذية لهذا البرنامج بأن تنفذ مثل هذه الخدمات الطبية الوقائية بكوادر نسائية 100% مما ساعد على نجاح مثل هذه البرامج الحساسة من الناحيتين الاجتماعية والنفسية، حيث ان هذا البرنامج يتعامل مع عضو حساس جداً له خصوصيته الذاتية والاجتماعية.
هذا البرنامج يتكون من خمسة مراكز ثابتة في كل من مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة ومستشفى الملك سعود بمحافظة عنيزة ومستشفى الرس العام ومستشفى البكيرية العام ومستشفى المذنب العام، إضافة إلى مركز متجول تم تجهيزه بوحدة متحركة "سيارة" تم تصميمها وصناعتها لتتناسب مع الخصائص الاجتماعية للمجتمع السعودي والتي تحوي على استقبال وغرف للتبديل وغرفة للتصوير وأخرى للتشخيص كما تم تجهيز هذه الوحدة بسلم خاص لنقل ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، كما تم تجهيز هذه الوحدة بمولدات كهربائية تمكننا من أداء هذه الخدمة في المحافظات الصغيرة والمناطق الصحراوية.
جميع هذه المراكز تدار بكوادر نسائية مدربة تعمل كفريق عمل لتصوير ومسح الثدي، حيث يحوي كل مركز خمسة عناصر مؤهلة لإدارة مثل هذه البرامج الحيوية.
ولقد تمكن بحمد الله فريق العمل النسائي السعودي في مراكز البرنامج المختلفة من كسر جميع الحوائز النفسية والاجتماعية لدى الفئة المستهدفة من خلال اتباع سياسات تنفيذية تعتمد على حفظ الحقوق الخاصة للفئة المستهدفة وذلك من خلال شرح جميع الخطوات العملية وتجنب كشف منطقة الصدر واستبدال ذلك بالازاحة الجانبية للقطعة العلوية من الملابس أثناء فترة التصوير، كما ان لتوفير التقنيات التصويرية الحديثة أثر واضح في تقليل نسبة الألم أثناء فترة الضغط الانبساطي للثدي والذي تم تصميمه آلي الإزالة وذلك لتقليل زمن التعرض للضاغط الآلي.
@ هل هناك ميزانية مرصودة للبرنامج؟
- لا يوجد لهذا البرنامج أي ميزانيات مخصصة ويحتاج ميزانيات مستقلة تشمل التجهيز والتشغيل والتموين والمتابعة، خاصة بأن هذا البرنامج صمم ليكون رقمياً 100%. وحقيقة بأن هذا البرنامج تم تجهيزه بشكل جيد من قبل وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة القصيم، ويحتاج إلى المزيد من التجهيزات لبعض المراكز الأخرى ولعيادات المتابعة للحالات غير السالبة.
ونأمل بأن يتم تخصيص ميزانيات تشغيلية خاصة لهذا البرنامج تمكننا من التوسع في هذه الخدمة والمحافظة على مستوى معين من الأداء والذي يضمن بإذن الله الدقة التشخيصية المطلوبة.
14% من الفئة المستهدفة
@ كم عدد النساء اللاتي قام البرنامج بفحصهن حتى الآن؟
- هذا البرنامج تم تدشينه رسمياً من قبل معالي وزير الصحة في بداية محرم 1428ه بمرحلته التجريبية بمحافظة عنيزة ومركز عقلة الصقور وتم بحمد الله فحص 14% من الفئة المستهدفة حتى الآن، علماً بأن هذه المرحلة تضمنت مراجعة السياسات التنفيذية وسياسات المتابعة في عيادة صحة الثدي في تلك المراكز، وسوف يعمل البرنامج في هذا العام 1429ه بكامل طاقاته التشغيلية في مدينة بريدة ومحافظة الرس بإذن الله حيث يوجد شريحة كبيرة من الاخوات المستهدفات يجب خدمتها بأسرع وقت إن شاء الله. علماً بأن سجلات الحصر من واقع سجلات الرعاية الصحية الأولية تؤكد وجود 75ألف عينة من الفئة المستهدفة، إضافة إلى نسبة 5% من الفئة الانتقالية من سن 34سنة.
@ ما هي الميزانية البشرية والمادية التي يحتاجها في السنوات القادمة بحيث يقوم باجراء الفحص الدوري للنساء اللاتي سبق الكشف عليهن؟ والفتيات اللاتي سيبدأ البرنامج فحصهن؟
- اعتقد بأن مثل هذه البرامج تحتاج إلى كوادر بشرية مؤهلة تتناسب مع حجم العينة المستهدفة في جميع المناطق، مع الأخذ بالاعتبار النسبة الطبيعية في الزيادة السكانية ونسبة الزيادة في عدد الحالات غير السالبة والتي تحتاج إلى متابعة واجراءات طبية أخرى. هذه الحيثيات تؤكد الحاجة إلى تعزيز كوادر البرامج بعناصر نسائية مدربة وموارد تشغيلية أخرى لا تخفى على المختصين في الخدمات الصحية.
@ هل هذا هو البرنامج الأول من نوعه في المملكة؟
-يعتبر برنامج القصيم للفحص الإشعاعي المبكر للثدي الأول من نوعه على مستوى المملكة والخليج والدول العربية وجنوب وغرب آسيا باستثناء اليابان، علماً بأنه يوجد مرض المراكز الخدمية لأغراض التصوير الطبي للثدي كما في مملكة البحرين وسنغافورة (service oriented programs) بينما نحن ندير برنامجاً متكاملاً يستدعي الفئة المستهدفة بشكل علمي دقيق ومن خلال برامج توعوية عامة وخاصة. وتتم عملية الاستدعاء من خلال مراكز طب الأسرة حسب نماذج الاحالة الخاصة بهذا البرنامج. واتمنى أن تفتخر المملكة العربية السعودية قريباً ببرامج الاكتشاف المبكر لسرطانات الثدي كما تفتخر حالياً ببرامج التحصين والتطعيم للأطفال.
@في ظل عدم وجود سرر في المستشفيات للمرضى الذين يحتاجون إلى تنويم أو مواعيد قريبة للكشف على المرضى هل يمكن أن ينجح برنامجكم ويستمر في ظل عدم زيادة الميزانية المخصصة للبرنامج؟
-تم تخصيص عيادات تخصصية للحالات المشتبه بها وذلك بطريقة جديدة، حيث يتم ومن خلال زيارة واحدة مناقشة الحالة من قبل فريق طبي متعدد المهارات (MDT) حيث يوجد في نفس العيادة استشارية جراحة الثدي واستشارية الأورام واستشارية الأنسجة واستشارية الأشعة، كما قامت وزارة الصحة بتأمين أجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية والمتخصصة بتصوير سرطانات الثدي لكل من تلك العيادات. ويلاحظ بأن هذا الاجراء تم من أجل المحافظة على الصحة النفسية للاخوات المراجعات ولتسريع عملية التشخيص النهائي للحالات المختلفة حسب نظام البايراد. واعتقد بأن أقسام الجراحة بالمستشفيات المعنية ستكون قادرة على احتواء هذه النسبة القليلة للحالات التي ربما تحتاج إلى جراحة عاجلة ومتابعة بمراكز الأورام المختلفة.
@ كم عدد حالات السرطان التي تم اكتشافها في هذا البرنامج وهو في مراحله الأولية؟
- تم بحمد الله اكتشاف أربع حالات سرطانية في مراحلها البدائية الأولية حتى الآن، والتي تمكن الفريق الطبي المتخصص من تأكيد التشخيص والعلاج المناسب والذي وفر الجهد والمال وسيضمن بإذن الله الشفاء الكامل لهذه العينات، إضافة إلى اكتشاف بعض الأورام غير السرطانية لدى بعض الاخوات ممن لم يكن لديهن أي أعراض مرضية أو احمرار جلدي أو أي افرازات. ومن خلال هذه النتائج تتضح الأهمية الحقيقة لمثل هذه البرامج الوطنية المهمة.
@ كيف يتم استدعاء النساء في هذا البرنامج والكشف عليهن في ظل الخصوصية التي تعيشها النساء في المملكة وفي منطقة القصيم خصوصاً؟
- في اعتقادي الشخصي بأن التخطيط الجيد والمبني على الدراسات الأكاديمية والاجتماعية للفئة المستهدفة يمثل عامل النجاح والفشل لمثل هذه البرامج، حيث ان المجتمع السعودي يفتخر بخصوصياته الاجتماعية والتي تختلف من منطقة لأخرى، ومن أجل ذلك تم تصميم برامج التوعية بسرطان الثدي بشكل عام لجميع الفئات المستهدفة وبشكل خاص يسبق التنفيد الحقلي والذي يتناسب مع ثقافة وبيئة المجتمع الصغير. فليس من الصواب أن تعمم الأساليب التوعوية على سكان المدن الكبيرة والقرى الصغيرة على حد سواء. ومن هذا المنطلق نجحنا باستدعاء الكثير من الحالات من خلال منسقة البرنامج في المراكز الصحية المختلفة حسب نماذج الاحالة الخاصة بهذا البرنامج، وبحمد الله وجدنا تجاوباً منقطع النظير من سيدات القصيم واللائي لم يبخلن علينا بملاحظاتهن وآرائهن الإيجابية والتي ساعدتنا في تحسين درجة الأداء إلى الأفضل. كما ساهمت كثير من الاخوات بتشجيع من مجتمعها وأسرتها للاستجابة لخدمات البرنامج بشكل دعائي محترف.
@ ذكرتم أن لديكم فريقاً وسيارة مجهزة للفحص فهل يمكن تعريفنا بهذا البرنامج والجهود المبذولة في ذلك؟
عمدت وزارة الصحة لتنشيط حملات التوعية العامة والخاصة بسرطان الثدي وأهمية الاكتشاف المبكر لهذا المرض الخطير والذي يمثل 19% من السرطانات التي تصيب النساء في المملكة. وبناء على النتائج التحليلية للاستبانات الخاصة بهذه المشروعات فإننا وجدنا رغبة شديدة لدى كثير من الأخوات لعمل الفحوصات اللازمة التي تؤدي إلى الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي. هذه الاستجابة الايجابية من الأخوات بمنطقة القصيم اعطتنا الضوء الأخضر لبدء برنامج القصيم للفحص الإشعاعي المبكر للثدي حيث أن الاكتشاف المبكر لسرطانات الثدي يعتمد بشكل مباشر وبنسبة 90% تقريباً على التصوير الطبي للثدي خاصة بالطرق الرقمية الحديثة. وحيث إن التصوير الطبي الرقمي للثدي يعتبر من التقنيات الطبية المتقدمة الذي حرصت وزارة الصحة على تأمينه في جميع المستشفيات المرجعية، فقد تم تصميم برنامج القصيم للفحص الإشعاعي المبكر للثدي ليكون رقمياً بنسبة 100% ما سيساعد على دقة التشخيص وتقليل نسبة الإعادة لهذه التطبيقات في الحالات التي تحتاج إلى متابعة من قبل عيادة صحة الثدي. وحيث أن مثل هذه التطبيقات الطبية للأنسجة الرخوة تعتمد بشكل كبير على درجة الاقناع الذاتي والاجتماعي للفئة المستهدفة فقد صمم البرنامج التنفيذي ليدار بواسطة كوادر وطنية نسائية متخصصة بمثل هذه التطبيقات لضمان حسن الأداء المتزامن مع الحفاظ على الخصوصيات الاجتماعية لامهاتنا واخواتنا وزوجاتنا وبناتنا الغاليات.
هذا البرنامج تم تصميمه ليتناسب مع التوزيع الجغروسكاني لمنطقة القصيم، حيث تم اعتماد خمسة مراكز ثابتة في المستشفيات المرجعية في القطاعات الصحية المختلفة، كما تم تأمين وحدة متحركة (سيارة) ومتكاملة للفحص تجوب المحافظة الطرفية بالمنطقة والتي تغطي عينة صغيرة من الأخوات المستهدفات. هذه الوحدة تحوي جهاز أشعة رقمياً لتصوير الثدي ومحطات للتشخيص وغرفة للتبديل واستقبالاً مجهزاً بوسائط التوعية الحديثة.
وحسب سياسات البرنامج الاستراتيجية فسوف يتم استدعاء الفئة المستهدفة من الأخوات بين سن 35- 60سنة على أن تكون غير حامل ولا مرضعة عن طريق مراكز الراعاية الصحية الأولية حسب القوائم التي سبق حصرها بطريقة علمية متخصصة. علماً بأنه وحرصاً على الدقة التشخيصية وتقليل عامل الخطأ فستتم قراءة جميع الحالات عن طريق ثلاثة من أطباء الأشعة المتخصصين بطريقة التشخيص الفردي غير المعلوم، وسيتم تدوير هذه النتائج وإرسال التقارير الخاصة بالفحوصات باستخدام نظام البايراد (Birads) العالمي للتشخيص عن طريق المكتب التنفيذي لهذا البرنامج والواقع بمستشفى الملك فهذ التخصصي ببريدة حسب نماذج الإحالة الرسمية التي صممت خصيصاً لهذا البرنامج.
@ كم حجم تزايد المرض سنوياً في المملكة وهل الزيادة طبيعية أم زيادة متسارعة؟
- كما لا يخفى على أحد فإن عدد الحالات الجديدة التي سجلت على مستوى العالم بلغت 10.9ملايين حالة وأن الذين يعيشون مع هذا المرض يقدرون ب 24.61مليون نسمة، ويتوقع الباحثون في هذا المجال أن تقتل الأمراض السرطانية في نهاية عام 2020م 10.3ملايين حالة، وفي المملكة العربية السعودية يتوقع أن تزيد نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية لدى النساء بنسبة 75- 100% لذلك ومن خلال هذه المعطيات تأتي أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي لدى النساء حيث إن الاكتشاف المبكر بضمن بإذن الله الشفاء الكامل وتجنيب الأخوات الكريمات الاستئصال الجراحي الكلي لهذا العضو الغالي لدى النساء.
أقسام أساسية
@ وهل الجهود والمبالغ المرصودة لمكافحة هذا المرض (علاجياً ووقائياً وبحثياً.. إلخ) تتواكب مع انتشار المرض ونموه؟
- لقد تم تجهيز المستشفيات المرجعية بتجهيزات عالمية مثل (VCT. HDMRI. DR. PACS) التي ستضمن بإذن الله مستوى عالياً من الدقة التشخيصية والتداخلية في أقسام الأشعة والتصوير الطبي خاصة وأن هذه الأقسام لم تعد من الأقسام المساعدة في نجاح العلاج فحسب، بل أصبحت من الأقسام الأساسية التي تعتمد عليها العملية التشخيصية والعلاجية لكثير من الأمراض المستعصية والحالات الحرجة والتي تتطلب تدخلاً طبياً لحظياً وخدمة طبية متخصصة تضمن التبريرات والتفسيرات الإشعاعية التكاملية بنظام رقمي حديث. علماً بأن هذه التجهيزات الحديثة ستسهم في اكتشاف المرض مبكراً قبل أن يتطور لدى المريض إلى مستويات لا ينبع معها إلا التدخل الجراحي.كما ستسهم في الحد من إجراء الكثير من العمليات الجراحية، إضافة إلى تخفيف العبء على الدولة في علاج هذه الأمراض من حيث التكلفة والوقت والجهد. كما ستمكن هذه التجهيزات الحديثة جميع المناطق الصحية من البدء بعمل برامج المسح المبكر للكثير من الأمراض الخطيرة خاصة برامج الكشف المبكر لسرطان الثدي.
@ هل مرض السرطان يظهر بسبب البيئة أم الوراثة أم أنه غير معلوم الأسباب؟
- يعتبر سرطان الثدي عند النساء أكثر السرطانات شيوعاً، بينما هو من السرطانات النادرة لدى الرجال فهو يمثل فقط 1% من مجموع المصابين بسرطان الثدي على مستوى العالم. إن الأسباب الحقيقية والمباشرة لحدوث السرطان غير معروفة بشكل واضح حسب علمي، ولكن هي تعتبر من الناحية الوراثية من الأمراض المتعددة الأسباب. فهي لا تنتج في العادة من مسبب واحد بل هي ناتج اجتماع عدة أمور وعوامل وراثية وبيئية. فالعامل الوراثي عبارة عن خلل أو تغير في أحد المورثات يجعل هذه الفئة المعينة من الناس لديها القابلية للإصابة بهذا المرض إذا تعرض إلى شيء ما في البيئة المحيطة به.
@ ما الصعوبات التي تواجهكم في تطوير هذا البرنامج وما احتياجاتكم؟
- هذه البرامج تعتبر من البرامج المهمة في معيار تقدم الأمم، حيث أن الاكتشاف المبكر لسرطانات الثدي يضمن بإذن الله الشفاء التام دون ترك أي آثار خارجية قد تؤثر على الأخوات المصابات من الناحية الجمالية والاجتماعية وكذلك تقليل التكلفة المادية المستقبلية. ولكن التحدي الحقيقي لمثل هذه البرامج هو تحديد السياسات التنفيذية للاكتشاف المبكر لسرطان الثدى وعيادات صحة الثدي خاصة وأن نجاح مثل هذه البرامج مربوط بشكل دقيق مع العوامل البيئية والاجتماعية للفئة المستهدفة، حيث أننا لا نستطيع تطبيق البرتوكولات الأوروبية أو الكندية مثلاً على مثل هذه البرامج المحلية وذلك لأن الفئة العمرية المستهدفة والتي تناسب المجتمع السعودي تبدأ من سن 35سنة مقارنة بالفئة العمرية الأوروبية التي تبدأ من 50سنة، وذلك ناتج من الفروقات الاجتماعية بين الشريحتين. إضافة إلى أن غالبية الشعب السعودي يعتبر من الفئة الشابة خاصة بين النساء مما أعطانا التبريرات العلمية لبدء عملية الفحص المبكر من سن 35سنة. ولذلك فإن مثل هذه البرامج تحتاج من العناية الكثير خاصة في عملية توحيد السياسات التنفيذية على مستوى جميع القطاعات الصحية في المملكة، وأقدر شخصيا لمعالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع توجيهه الكريم بأن يقوّم برنامج القصيم للفحص الإشعاعي المبكر للثدي بعد مرحلته التجريبية وتراجع السياسات التنفيذية من قبل اللجان المختصة وذلك تمهيداً لإقراره على مستوى المملكة ما سيسهل على جميع المناطق الصحية تطبيق هذه البرامج بكل دقة ونجاح. وبهذه المناسبة أقدم الدعوة لجميع الزملاء الباحثين للتعاون مع مثل هذه البرامج الحيوية والتي تهم شريحة غالية من مجتمعنا السعودي والخليجي بشكل عام وتنعكس ايجابياً على صحة المجتمع بشكل عام حيث إن مرض الأم هو بداية لمرض الأسرة بشكل عام، ومرض الأسرة هو مرض للمجتمع الذي نعيش فيه جميعاً.
@ ما خططكم المستقبلية في هذا المجال؟
- لدينا خطط استراتيجية تنفيذية نتمنى أن تتحقق خلال السنوات القادمة حيث يجب علينا تغطية الشريحة المستهدفة حسب قوائم الحصر والبالغة 75ألف امرأة في منطقة القصيم موزعة على مدن ومحافظات المنطقة. كما تم التخطيط الاستمراري لهذا البرنامج حيث إن جميع الأخوات المستهدفات سيتم إعادة فحصهن مرة أخرى كل ثمانية عشر شهراً لاكتشاف أي سرطانات جديدة تكونت خلال هذه الفترة. إضافة إلى دخول عينات جديدة ممن كانت أعمارهن 34سنة للفئة المستهدفة لهذه البرنامج. كما نخطط لتعميم تجربة برنامج القصيم للمسح الإشعاعي المبكر للثدي ونجاحه بتغطية الوحدات المختلفة للبرنامج بكوادر نسائية 100% لديها القدرة على تطبيق السياسة التنفيذية للبرنامج حيث إن نجاح مثل هذه الفحوصات مقرون بدرجة معينة من الاسترخاء لمنطقة الصدر حيث يجب ضغط الثدى أثناء التصوير بطريقة تضمن نجاح التشخيص بإذن الله. كما نخطط حالياً لعقد مؤتمر متخصص لتحكيم سياسات البرنامج وتقويم أدائه إن شاء الله وذلك من أجل ضمان الجودة العالية للأداء المتزامن مع المحافظة على الخواص الاجتماعية لهذه الفئة الغالية من مجتمعنا السعودي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.