ذكر المؤسس الأول لجمهورية سنغافورة، والوزير الناصح في الحكومة الحالية، السيد لي كون، أنه عندما استلم قيادة سنغافورة قبل سنوات طويلة كانت تعاني من الفقر والانقسامات العرقية، وأول ما فكر به هو كيفية جعل هذا البلد يتحد وينهض ليندمج مع العالم ويكون ثروة تحظى بالاحترام والتقدير. وقد تحدث لي كوان خلال مؤتمر التنافسية الدولي عن تجربة سنغافورة في بناء دولة متقدمة وذات اقتصاد قوي وطاقات بشرية مؤهلة في فترة قصيرة. فقد كان لتوحيد اللغة، والتركيز على تطوير التعليم بشكل خاص، الدوران الأساسيان في النهوض باقتصاد البلاد. وأشار الى أن التغيير يبدأ من العقول اولا وأخيرا، واستثمار الطاقات العقلية بالشكل الصحيح. وقال بأن المملكة بما تملكه من نفط، تستطيع أن تستثمر هذه الثروة وتحولها الى معرفة، وبالتالي ستتحول الى الانتاج ويحدث عندها اكتفاء اقتصادي ذاتي، تؤمن معها مستقبل البلد حتى وان نضب النفط، فحسن ادارة احتياطي هذه الثروات هي أهم ما تملكه المملكة. ويرى لي كوان أن السبب الرئيسي وراء تفوق أمريكا وادراجها في مقدمة قائمة الدول التنافسية حول العالم هو أنها تجتذب المهارات والكفاءات من حول العالم، وتوفر لها جميع التسهيلات والوسائل التي تساعد هذه الطاقات على الابداع والابتكار. ويرى كوان ان على السعودية أن تركز بشكل أساسي على تطوير التعليم وابتكار أساليب تعليمية تساهم في تخريج أجيال جديدة قادرة على الابداع والابتكار، وتشجيع الطلبة على طرح الأسئلة والبحث عن الاسباب ورفع درجة الفضول لديهم في اكتشاف الأشياء والاستفسار عنها، ونبذ الاساليب التقليدية والتلقينية في التعليم، ويضيف أن سنغافورة لم تنهض الا عندما توقفت عن كبت الاجيال الجديدة، وفتحت أمامها قنوات الابداع والانتاج وطرح الاسئلة دائما. وشجع على تعليم الفتيات بشكل خاص وارسالهن للتعليم الى الخارج ان كانت الخيارات أمامهن محدودة في الداخل دون الاخلال بالتوازن الاجتماعي. خاصة وان مهارات النساء لا تقل عن الرجال، ومن مصلحة أي بلد الاستفادة من الطاقات العقلية النسائية. وقد لقت كلمة الوزير لي كوان - الذي يتجاوز عمره الثمانين عاما - اعجابا وتقديرا كبيرا بين الحضور، خاصة السيدات، حيث وجدن أنها بالفعل تترجم قصة نجاح سنغافورة وتألقها.
