من الطبيعي وجود افرازات مهبلية. ان المهبل في طبيعته رطب و هذا جزء من التنظيف الذاتي. فهذة الافرازات الرطبة تنظف المهبل من الخلايا الميتة و البكتريا، و مصدرها الرئيسي غدد في عنق الرحم وهي حامضية التركيب قليلاً، و هذا ما يضع البكتريا في وضع محرج. و الحموضة هنا حموضة لبنية تنشأ عن البكتيريا النافعة عندما تقوم بتفكيك السكريات. تختلف كمية هذه الافرازات المهبلية من امرأة الى أخرى و تختلف حسب الدورة الطمثية. كثير من النساء يلاحظن انه أثناء الاسبوع الأول بعد الدورة قلما يوجد أية إفرازات و اذا ما وجدت تكون ذات كثافة سميكة. و حوالي منتصف الدورة اي بعد اسبوعين من بدايتها تزداد الكمية، تصبح رقيقة الكثافة بيضاء صافية زلقة كزلال البيض النيء. و عندما تتعرض هذه الافرازات للهواء تصبح صفراء مائلة للبني، لذلك من الطبيعي ان توجد بقع صفراء على الملابس الداخلية عند منتصف الدورة الطمثية و قد يكون هناك احساس بالرطوبة و باللزوجة. الافرازات ايضاً تزداد اثناء الحمل كما تزداد اثناء الاثارة الجنسية إذ إن غدتين تقعان قرب فوهة المهبل و تعرف بغدتا بارثولين تفرزان مخاطاً لزجاً اضافيا لتسهيل العملية الجنسية. رائحة كريهة ليس للإفرازات المهبلية رائحة و لا تسبب اي تهيج او حكة و هي امر غير طبيعي في الحالات التالية: ان اعطت رائحة كريهة او ان كانت سميكة بيضاء كالجبن او ان كان لونها ضارباً للخضرة و رائحتها كريهة او اذا اختلطت بالدم ما عدا في مرحلة الطمث او اذا سببت حكة و صاحبها تقرحات تناسلية او في حال وجود ألم في البطن او أثناء الجماع. اذا كانت الافرازات سميكة و بيضاء و مثيرة للحكة فمن المحتمل عندها ان تكون التهابات فطرية لذلك فان استعمال اية حبوب او كريم مضاد للفطريات يفيد و لكن في حال وجود اي من الظواهر السابقة ينبغي مراجعة طبيبة امراض النساء. ليست الافرازات غير الطبيعية بالضرورة ناتجة عن الالتهابات الفطرية و انما السبب الاكثر احتمالاً هو التهابات المهبل البكتيرية حيث تعطي التهابات المهبل البكتيرية افرازات نتنة الرائحة بدون اي تقرح او حكة. تنشأ الالتهابات الفطرية عن خميرة الكانديدا (candida albicans) و هناك امرأة من بين كل خمس نساء لديها كانديدا في المهبل بدون ان تترافق مع اية أعراض لان الهرمونات في الإفرازات المهبلية و البكتيريا النافعة في المهبل تبطل تأثيرها و لذلك تظهر المشاكل عندما يختل التوازن الطبيعي فتتكاثر فطريات الكانديدا و هذا يحدث في الحالات التالية: @ أثناء الحمل. @ عند تناول المضادات الحيوية لان المضادات الحيوية تقضي على البكتيريا النافعة. @ عند الأصابة بالسكري و خاصة اذا كان مستوى سكر الدم مرتفعاً جداً بشكل دائم. @ في حال ارتداء ثياب داخلية ضيقة غير نافدة و خاصة المصنوعة من النايلون لان الفطريات تنتعش في الظروف الرطبة الدافئة. @ في حال كون الفرج او المهبل متقرحاً لاي سبب لان الانسجة الميتة أكثر عرضة للاصابة بفطريات الكانديدا. @ في حال الامراض المزمنة اي كان نوعها. @ في حال تناول اية ادوية مثل الستيروئيدات (الكورتيزون) التي تخفض من مقاومة الجسم للمرض. الفوط الصحية المهبلية (Tampons) المنسية غالباً ما تكون سبباً شائعاً للافرازات. لانه من السهل ان تنسى إزالة آخر فوطة في نهاية الدورة و يحدث بعد اسبوع او اسبوعين ان تبدأ الفوطة بالتفسخ فتنتج افرازات كريهة الرائحة. من الامراض المعدية السيلان واحد من الامراض المعدية التي تنتقل جنسياً و هو مرض خطير لانه اذا لم تتم معالجته يمكن ان ينتشر باتجاه الاعلى الى قناتي فالوب و يسبب العقم. حوالي 20% من النساء اللواتي يعانين من السيلان لديهن افرازات كريهة صفراء تميل الى الخضرة و حوالي 20% من النساء يعانين من اعراض غامضة مثل ازدياد بسيط في الافرازات المهبلية او الم عند الجماع او الم في اسفل البطن بينما حوالي 20% لا يبدين اية اعراض بينما الرجال المصابين بالسيلان يشاهدون افرازات واضحة. الدويبات الشعرية (الترايكومونوس) : تنشأ عن كائن صغير اشبه بالمتحول الزحاري يدعى Trichomonas vaginalis . كان شائعاً جداً في الماضي و لكن لاسباب غامضة يقل وجوده هذه الايام لذلك انخفضت حالات به فخلال السنوات العشر الاخيرة انخفض عدد الاصابات في انجلترا و ويلز من 17000اصابة في السنة الى 5000إصابة. يسبب هذا الكائن افرازات غالباً ما تكون رغوية و لونها ضارب للخضرة او الصفرة و احياناً تكون رقيقة و قليلة الكمية و هذه الافرازات تكون كريهة الرائحة و تسبب الماً في الفرج و قد يكون التبول هنا مؤلماً و تنتقل العدوى من رجل مصاب به من دون أن يعرف لان معظم الرجال المصابين به لا يعانون من اية عوارض و هو ليس خطيراً رغم ان بعض الأطباء يعتقدون انه يمكن ان ينتقل الى قناتي فالوب. الفحوص المطلوبة تقوم الطبيبة المعالجة بفحص الفرج لملاحظة اية علامات تدل على الفطريات و بعدها يستعمل منظار المهبل لفحص جوف المهبل. يمكن الحصول على عينات من الإفرازات بمسح المهبل بواسطة اداة مخصصة لاخذ عينات من الافرازات المهبلية حيث ترسل للمختبر لمعاينتها و تزريعها و دراستها لمعرفة نوع الجرثوم المسبب لهذة الاعراض. العلاج و العناية الذاتية: ان الاهتمام بالنظافة الذاتية من افضل الطرق للوقاية من الالتهابات المهبلية وعدم اهمال اي عارض طبي و مراجعة الطبيب في الوقت المناسب يساهم في سرعة التخلص من هذه المشاكل و ينصح بعدم استخدام العلاجات إلا بعد استشارة الطبيب لان الكثير من السيدات يستخدمن علاجات بمشورة صديقاتهن لان لكل نوع من الالتهابات علاجه الخاص ومن الضروري اتباع تعليمات الطبيب بدقة و عندما يطلب الطبيب العودة مرة آخرى لاجراء فحص طبي ثان فيجب على المريضة ألا تتردد في القيام بذلك حتى في حال اختفاء الافرازات. عند الاصابة بالامراض الفطرية فإنه يجب تجفيف منطقة الفرج بدقة بعد كل حمام و تجنب مغاطس الفقاقيع و والصابون المعطر و عدم استعمال اي معقم في المغطس.كما يجب الاستحمام جيداً بعد السباحة في بركة اضيف الكلور الى مائها و الحرص على ألا تبقى في ثياب السباحة المبللة لفترة طويلة كما يجب ارتداء البسة داخلية قطنية كما يجب تغيير اللباس الداخلي بعد التمارين الرياضية. كما ينصح بعدم استعمال مساحيق غسيل بيولوجية او مزودة بالانزيمات لغسل الثياب الداخلية. اما الفوط الصحية العادية و المهبلية فيجب تغييرها بشكل متكرر. و لا بد في حال تكرار مشاكل الافرازات المهبلية من فحص الزوج. جفاف المهبل يكون المهبل عادة رطباً من الداخل و هذا ما يمنع جوانبه من الاحتكاك بعضها ببعض أثناء المشي و تكون الرطوبة حمضية قليلاً و هذا ما يساعد على ابقاء الالتهابات داخل المهبل كالفطريات و غيرها في حالة كمون و تنشأ هذه الحموضة عن البكتيريا النافعة التي تعيش في المهبل و تحافظ على سلامته.
