علم الجواهر أو الأحجار الكريمة هو علم يبحث في خواص وأهمية وقيمة الأحجار الكريمة، بالإضافة إلى كيفية تكونها ومعرفة جيدها ورديئها بشكل علمي، ويمكن اعتبار علم الجواهر أو الأحجار الكريمة نوعاً من علم المعادن، كما أن خبراء الجواهر متخصصون في تحديد وتقييم الأحجار الكريمة. وقد جاء ذكر الأحجار الكريمة في الديانات القديمة، حتى آخر الديانات السماوية مثل: الإسلام والمسيحية. وقد جاء وصف الجواهر أو الأحجار الكريمة في القرآن الكريم في قوله تعالى: (يخرج منها اللؤلؤ والمرجان) سورة الرحمن، وهي أحجار كريمة عضوية تنتج بواسطة إفرازات عضوية للكائنات البحرية. كما وصف سبحانه وتعالى الحور العين في الجنة بالجواهر في قوله عز وجل: (كأنهن الياقوت والمرجان) سورة الرحمن، وكأن هؤلاء القاصرات الطرف اللواتي هن في هاتين الجنتين يشبهن في صفاتهن حجر الياقوت الذي يرى السلك الذي فيه من ورائه، فكذلك يرى مخ سوقهن من وراء أجسامهن، وفي حسنهن الياقوت والمرجان. ولا مجال هنا في الإفاضة للحديث عن الجواهر من ناحية تركيبها الكيميائي أو نظامها البلوري الذي يعكس ما تتميز به هذه الجواهر من جمال وصلادة عالية، وبريق يخطف الأبصار. وكان القدماء يعتقدون في وجود علاقة قوية بين الجواهر أو الأحجار الكريمة وشهور السنة، كما كانوا يعتقدون بأن بعض الأحجار الكريمة تجلب لهم الحظ السعيد، وربما تحجبهم من الأمراض، وتمنع عنهم الحسد والأرواح الشريرة، وقد استخدم القدماء بعض الأحجار الكريمة سواء كانت أحجاراً كريمة أو غير كريمة، للشفاء من بعض الأمراض، فقد استخدمت الأحجار الحمراء، مثل: الهيملايا والجارنت لوقف نزيف الدم من الجروح، واستخدمت الأحجار الصفراء للشفاء من أمراض الكبد ومنها مرض اليرقان، أما الأحجار السوداء فقد استخدمت للوقاية من الحسد والعين، ومحاربة الاكتئاب، وجميع ما تقدم من معتقدات هي مجرد خرافات واعتقادات خاطئة، لا تثبت أبداً بالفحص العلمي أو الطبي، ومن الخرافات الغريبة الاعتقاد بأن حجر العقيق (agate) يطيل عمر من يحمله أو يلبسه كخاتم أو عقد تتحلى به النساء، ومن الخرافات أن حجر الزمرد (EMERALD)، وخاصة الذي يستخرج من شبه جزيرة سيناء بمصر يمنح من يحمله السعادة والصحة، ولا سيما للمتزوجين. كما أنهم كانوا يعتقدون بأن لحجر الزمرد علاقة بالشفاء من بعض أمراض العيون. أما حجر الزفير فقالوا بأنه يعطي من يستخدمه أو يلبسه على شكل خاتم راحة وسعادة وشفاء من الأرق، ولا شك بأن معظم هذه الخرافات أو الاعتقادات خاطئة، وربما كان وراءها هدف تجاري. ولذلك فقد قام كثير من المشعوذين وكذلك بعض المنجمين بإشاعة هذه المعتقدات والخرافات من أجل جذب اهتمام الناس لشراء تلك الأحجار أو الجواهر والإسهام في زيادة أسعارها، بالإضافة إلى استغلال عواطف بعض الناس. ومع ذلك فإن الجواهر أو الأحجار الكريمة ستظل ملاذاً جميلاً ورائعاً وثميناً في بيوت الأثرياء، وتتويجاً لبعض الملوك والأباطرة في العالم، وسيظل الرجال يدفعون الكثير من المال لإهداء زوجاتهم أو أمهاتهم وبعض من يحبون أغلى الجواهر الثمينة من الألماس والياقوت والزمرد واللؤلؤ.. إلخ؛ من أجل تعميق رباط المحبة، والاحتفاظ بالثروة في أحجار نفيسة لا تتغير مع مرور الزمن.