يتناول كتاب علم اجتماع الهجرات للباحثة الفرنسية سيلفي مازيلا ترجمة شادي سميع حمود موضوع الهجرة بطريقة علمية تبحث في الأسباب والآثار والانعكاسات الشخصية والمجتمعية. ويشير الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية إلى آثار الهجرة الاجتماعية والاقتصادية على خلاف الشرائح العمرية ومؤهلاتهم العلمية وظهور معان جديدة للهجرة بعد انتشار مصطلح العولمة مع شرح منوع لكثير من علماء الاجتماع الأوروبيين، ولا سيما الفرنسيين منهم. ويتطرق الكتاب إلى العلاقات الاجتماعية الناشئة عن الهجرة في مجالات مختلفة وفق ما يتفاعل معهم المجتمع المستضيف، وما ينتج عنه من تبادل ثقافات وتمازج أعراق تحدث فرقاً على المستويين الفردي والمجتمعي. ولم تفعل الباحثة التناقضات الكامنة خلال وسائل العبور وطرقها الشرعية وغير الشرعية وما ينتج عن وصول المهاجرين من أضرار جسدية ونفسية وقانونية. ويسلط الكتاب الضوء على التنقل الاقتصادي والاجتماعي وعدم المساواة للمهاجر الذي يساهم في التنمية الاقتصادية والثقافية وفق هجرات انتقائية مؤقتة ومتنوعة فالهجرات انعكاس لصورة العالم ومتغيراته، وكيفية الهجرة من دولة إلى أخرى لتحسين دخلهم المادي أو لتطوير تحصيلهم العلمي والأكاديمي أو للعيش بأمان خوفاً من الإرهاب الذي ربما أصاب أوطانهم. ويوضح الكتاب أشكال الهجرات وأنواعها وطرق التعامل معها وإعطاء كل مهاجر طريقة بالتعامل وفق ما يحمله علمياً او اقتصادياً او مادياً أو اجتماعياً، كما يسعى إلى توضيح مفاهيم وآثار الأزمات وأسباب الهجرات وإعادة تجديد المقاربات التي تسمح بفهم ظاهرة الهجرة ودراستها من خلال علم الاجتماع الذي يصل إلى مفاهيم منهجية. يقع الكتاب ب 125 صفحة من القطع الكبير ولمؤلفته سيلفي مازيلا عدد من الكتب في اللغة الفرنسية، منها العولمة الطلابية مارسيليا جادة الجمهورية بين مدينتها ومرفئها والتعليم العالي في العولمة الليبرالية.