أقامت الجمعية السعودية للأدب المقارن أمسية ثقافية بعنوان «سلطة الناقد» بالتعاون مع هيئة الأدب والنشر والترجمة في مقهى صوفيا قدمها الدكتور صالح زياد الغامدي تحدث فيها عن سلطة الناقد، أشار فيها إلى دور المؤسسة الأدبية في توجيه الأدب وتحديد قيمته، حيث تعتبر السلطة الناقدية جزءًا لا يتجزأ من هذه المؤسسة. ولفت د. زياد إلى أن النقد الأدبي يستند إلى ممارسة مؤسسية للقيمة الأدبية وتطبيقها، وأنه يتأثر بالعوامل الاجتماعية والثقافية. بالإضافة إلى ذلك أشار إلى أهمية تأثير المؤسسات الاجتماعية الأخرى على المؤسسة الأدبية، مما يبرز أهمية التنوع في الأفكار والرؤى داخل المؤسسة الأدبية لتعزيز قوتها وتطويرها. كما عرجت الورقة النقدية التي قدمها الناقد صالح زياد على الناقد وكيف أن دوره يتجلى في إصدار أحكام القيمة في حقل الأدب، حيث يميز النصوص الأدبية ويرفعها عن النصوص العادية، ويعزز مكانتها بتمييزها عن غيرها. يتفاوت رأي النقاد فيما يتعلق بالقيمة الأدبية للنصوص، ولكن دورهم يكمن في تحديد هذه القيمة وإبراز الجودة والرداءة في الأعمال الأدبية. مؤسسة القيمة الأدبية تمثل السلطة النقدية في جوهرها، حيث يستمد الناقد سلطته من هذه المؤسسة ويعمل على حمايتها وتطويرها، يشمل دور الناقد إعلان أحكام القيمة بالإضافة إلى دراسة الأدب وتحليله بشكل شامل، ويسهم في تأسيس ثقافة أدبية وعقلانية تمهد لازدهار الفنون الإبداعية. كما لفتت الورقة إلى تتنوع وجهات النظر في دور الأدب وقيمته، حيث يمكن أن يكون الأدب محورًا للإبداع الفني فقط، أو أن يحمل رسائل ومعاني غير أدبية، مثل: الرسائل السياسية أو الاجتماعية. يتناول النقد الأدبي هذه التحديات في تحديد قيمة الأدب ودور الناقد، حيث يتأثر تقدير الأعمال الأدبية بسياقات التلقي والتفاعلات الشخصية للقراء، مما يؤدي إلى تقديم أحكام قيمة متنوعة حول النصوص. بالإضافة إلى التطرق لمجموعة من العوامل التي زعزعت سلطة الناقد الأدبي وأثرت على مكانته في المؤسسة الأدبية، منها التحولات في النظريات الأدبية، وتفاقم الحرب على أحكام القيمة الأدبية، وثورة الإعلام الرقمي، وتحولات في الدراسات الإنسانية، وتراجع الحماس العلمي. يجدر بالنقاد المتخصصين البحث عن طرق جديدة للتعبير والتحليل لتحافظ سلطتهم ودورهم في المجتمع الأدبي، ومواجهة التحديات التي تواجهها المؤسسة الأدبية. بعد ذلك فتح باب المداخلات للنقاش حول سلطة الناقد التي شهدت تفاعلاً نوعياً من الحضور. د. صالح زياد وحديث عن سلطة الناقد د. إبراهيم الفريح مديراً للحوار جانب من الحضور