النادي الأهلي الاسم الكبير والتاريخ الكروي الرياضي والفخامة عندما تقلب صفحاته وتبحر في التاريخ تجد المسافة طويلة والوصول إلى النهاية صعباً إذ لا نهاية لمعقل أبطال في الملاعب وفي مختلف الألعاب وأيضاً خارجه لرؤساء ورموز إدارية وشرفية ذهبية مروا عليه وتسلموا مهام عديدة وصنعوا منه أنموذجاً لنادٍ نخبوي يجمع كل مقومات البطل الذي يجبر على عشقه وتشجيعه. الأهلي مرت به ظروف عصفت به وأثرت على مسيرته أبرز أسبابها داخلية ومن أشخاص عملوا في إدارته لم يقدروا اسمه وتاريخه وجعلوه في يوم من الأيام يهبط للأولى حتى وإن نهض وعاد بسرعة البرق لكنه جرح لن ينسى على مر الزمن أبداً ولن ينسى من تسبب في هبوطه ورفض علاج أزماته ومشاكله حتى وقع الفأس في الرأس وحدث ما حدث. كان بعض من يدعون حبه والغيرة عليه يتفرجون عليه وهو يئن ويترنح بل ويصفقون من إداريين وشرفيين وإعلاميين توجهوا لفريق آخر وأسهبوا في الدعاية له والتحريض على منافسه على طريقة (نصير البسطاء) وما تبعها ويتبعها إلى اليوم من عبارات مكتوبة وتقدمها البرامج الرياضية على لسان هؤلاء الذين تخلوا عن الأهلي وعن حب الأهلي وإن ادعوا ذلك ولم يجعلوه أولاً ويهتموا به وبمشاكله قبل أن يهبط وبعد عودته وظهوره بشكل فني في أغلب مبارياته وآخرها مباراة النصر التي كان فيها الفريق مضيفاً يكرم ضيفه على طريقة أداء لاعبيه بلا إحساس ولا روح ولا حماس. * جماهير الفريق المغلوبة على أمرها مشكلتها أنها عاشقة له بجنون ووفية معه في كل الظروف وهي صاحبة الأرقام القياسية خصوصاً عندما يلعب على أرضه بل إن أرقام حضورها قياسية وهي الأعلى وعندما كان الفريق في يلو اختلف هذا الدوري وحظي بزخم إعلامي وجماهيري وكان الحضور هو الأعلى في تاريخ دوري أندية الدرجة الأولى ولن يتكرر. * حالياً يمكن تحليل وضع الأهلي وأداء لاعبيه ووصفه بأن الأهلي جماهير بدون فريق فهي تملأ الملعب ولكن لا حياة لمن تناديها هذه الجماهير وتتغنى بهم فالنتيجة هي خذلان لا يتوقف وبرود عجيب وأخطاء تتكرر في كل مباراة وكأن الإدارة ومعها الأجهزة الفنية والإدارية لا تراقب ولا تتابع ولا تدون ملاحظات وتكشف مواطن الخلل وتحاسب كل مقصر وتحفز كل مجتهد إن كان هناك مجتهد لتبقى ظاهرة أن هناك فريقاً كبيراً في الدوري السعودي أداؤه عكس طموحات عشاقه الكثر الذين حالياً هم النادي وهم الفريق وربما لو منحوا فرصة اللعب لحققوا وأسعدوا وقلبوا الإحباط إلى تفاؤل واليأس إلى أمل وسنوات العجاف والبعد عن منصات التتويج والألقاب إلى حضور متكرر وعلاقة متينة مع الذهب تعود بعد غياب طويل آن له ألا يطول إن أدرك مسيرو النادي الخطر الذي يمر به الفريق وعالجوه قبل أن تستفحل جراحه أو تركوه لمن هو قادر على إعادته من مدرجه الوفي قبل أن يندموا، وهنا لن ينفع الندم عندما يبدأ الجمهور بالملل ويعيد النظر في حضوره ويفقد الدوري متعته والمشاهد إعجابه بما يرى من حضور جنوني وأهازيج وتيفو وكرنفال تجتمع فيه كل جماليات كرة القدم وتشرف ليس محلياً فقط بل خارجياً وفي كل العالم.