أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، توقف خارطة الطريق الأممية لوقف إطلاق النار مع الحوثيين، جراء "تصعيد مليشيا الحوثي في البحر الأحمر". جاء ذلك في تصريح لرئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، خلال ترؤسه اجتماعا عبر الاتصال المرئي، لسفراء بلاده الممثلين في الدول العربية والأجنبية. وقال بيان نشره موقع الحكومة على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، إن بن مبارك تطرق إلى الوضع السياسي وعملية السلام مع الحوثيين، بعد توقف خارطة الطريق المعلن عنها من المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج. وأوضح البيان، "أن توقف خارطة الطريق بسبب التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية". وذكر البيان، أنه "بتوقف خارطة الطريق تراجع أفق الحل السياسي للصراع"، دون ذكر مزيد من التفاصيل. جدير بالذكر، أن المبعوث الأممي أعلن في 23 ديسمبر الماضي، التزام الحكومة والحوثيين بمجموعة تدابير ضمن خارطة طريق تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار في عموم البلاد، وتحسين ظروف معيشة اليمنيين. إلى ذلك قالت القوات المسلحة الأمريكية إنها نفذت ضربات تندرج ضمن الدفاع عن النفس ضد طائرات مسيرة وصواريخ وحاويات تخزين أسلحة في مناطق اليمن التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية. وذكرت القيادة المركزية الأمريكية أنها "اشتبكت بنجاح ودمرت سبعة صواريخ مضادة للسفن وثلاث طائرات مسيرة وثلاث حاويات لتخزين الأسلحة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن دفاعا عن النفس". وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان: "تقرر أن هذه الأسلحة تمثل تهديدا وشيكا للسفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية في المنطقة". وتعهد الحوثيون بمهاجمة السفن في البحر الأحمر. ويزعم إنهم يريدون فرض حد للهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة. وبسبب الهجمات الحوثية المستمرة، تتفادى شركات شحن كبرى أقصر مسار بحري بين آسيا وأوروبا على نحو متزايد، وتبحر حول رأس الرجاء الصالح. وشنت عدة دول غربية، بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا، عمليات لحماية السفن في المنطقة ردا على هجمات الحوثيين. من جانب آخر أعلنت المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة توقف الجهود الرامية للحد من الأضرار البيئية، الناجمة عن غرق سفينة شحن بعد هجوم صاروخي للحوثيين ووجود سفينة أخرى بدون طاقم بعد استهدافها، وذلك لحين الحد من الهجمات على السفن. وصارت السفينة روبيمار المملوكة لبريطانيين الشهر الماضي أول سفينة تغرق منذ أن بدأت حركة الحوثي اليمنية استهداف السفن التجارية في منطقة البحر الأحمر في نوفمبر. وغرقت السفينة التي كانت تحمل على متنها 21 ألف طن متري من الأسمدة في مياه ضحلة بمنطقة بين اليمن وإريتريا في أواخر فبراير. كما أن السفينة ترو كونفيدنس المملوكة ليونانيين باتت مهجورة بعد هجوم بالقرب من ميناء عدن اليمني هذا الشهر أدى لاشتعال النيران بها ومقتل ثلاثة من أفراد طاقمها. تعد عمليات الإنقاذ، التي يمكن أن تتضمن إعادة تعويم السفن والقطر والإصلاحات، أمرا بالغ الأهمية لحماية الحياة البحرية والبيئة الساحلية على اختلاف أنواعها من الأضرار الناجمة عن تسرب الوقود والبضائع الخطرة. وتسببت الأضرار التي لحقت بالسفينة روبيمار في بقعة نفطية على امتداد نحو 29 كيلومترا، ولا يزال العلماء يشعرون بالقلق من أن يؤدي تسرب الأسمدة إلى تكاثر طحالب مدمرة في البحر الأحمر مما يؤدي إلى إتلاف الشعاب المرجانية الضعيفة والإضرار بالأسماك. وقال أرسينيو دومينجيز الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية في مؤتمر صحفي في لندن "قدراتنا تكون محدودة عندما نعمل في منطقة غير آمنة". وقال دومينجيز خلال اجتماع للجنة حماية البيئة البحرية التابعة للمنظمة البحرية الدولية "من الصعب جدا الآن الوصول إلى هذه المنطقة". وأضاف "حتى أن إرسال مستشارين لدعم الحكومة اليمنية في عمليات الإنقاذ يعد أمرا غير ممكن بالنسبة لنا". وقال إنه في حالة السفينة روبيمار، فإن حمولة السفينة من الأسمدة "لا تزال تحت السيطرة". وأضاف أن السفينة تشكل مخاطر على سلامة السفن الأخرى التي تبحر في المنطقة. وتابع قائلا إن البقعة النفطية الممتدة لنحو 29 كيلومترا تظل في الوقت الحالي هي الأثر البيئي الرئيسي الناجم عن غرق روبيمار. وقال متحدث باسم الشركات المالكة للسفينة ترو كونفيدنس لرويترز هذا الشهر إنه تم توقيع عقد الإنقاذ الخاص بالسفينة، لكنه امتنع عن تقديم المزيد من التفاصيل لدواعي أمنية. وأجلت البحرية الهندية جميع أفراد طاقم السفينة المنكوبة وعددهم 20 فردا.