رحل العملاق الموهوب الفنان الإذاعي والمسرحي والتلفزيوني السعودي الممثل القدير عبدالعزيز الهزاع -رحمه الله-، فإن لله مأخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فاغفر اللهم له وأسكنه فسيح جناتك. لقد كان موهوباً منفرداً في موهبته لم يشابهه أحد في عصره وحتى الوقت الحاضر، فقد كان يمثل عدة شخصيات بأصوات مختلفة بمفرده، وكان له القدرة على تقليد الأصوات، وكان من أفضل الفنانين الكوميديين العرب، وكان من أشهر أعماله مسلسل يقدمه في الإذاعة كان له شعبية كبيرة في ذلك الوقت وكان يبث بعد صلاة المغرب في رمضان وكان جميع أفراد العائلة تلتف حول المذياع الصغار والكبار معاً لمتابعته مسلسل (يوميات أم حديجان)، وكانت جميع الشخصيات في هذا المسلسل على اختلاف لهجاتها وأعمارها بصوته يدير الحوارات وينتقل بين الشخصيات بسلاسة وكأنهم مجموعة أشخاص وكان المسلسل بطابع كوميدي جميل مازال في الذاكرة على الرغم من مرور السنوات التي تقارب ال60 عاماً أو يزيد. لقد كنت أتذكر تلك الأيام الجميلة والبسيطة في صغري حيث كان أهلي يعيشون في بيتنا بحي (سكيرينة) في (الرياض) قبل 60 سنة وكنت أستمع لحلقات (أم حديجان) في ليالي رمضان عند الإفطار في شهر رمضان المبارك، وكان يبث في الإذاعة السعودية قبل خروج التلفزيون أيام بيوت الطين والشوارع غير المعبدة وأيام الصلاة في الشتاء في خلوة المسجد، وكان لشهر رمضان فرحه عظيمة خاصة للأطفال. والحقيقة أن الفنان عبدالعزيز الهزاع -رحمه الله- تزامن وقت وفاته مع قرب رمضان مما جعلني أتذكر برنامجه الجميل وأيام رمضان الجميلة، أسأل الله أن يجعله من أهل عليين وأن يتغمده برحمته.