فتح القبول للطلبة في الجامعات دون الحصر على المنطقة الإدارية    «مسام» يشارك في ندوة جهود نزع الألغام في جنيف    زوار المسجد النبوي يغرسون أشجار الإيتكس وكف مريم    22.7 % نمو قطاع التأمين في المملكة خلال 2023    أمير جازان يرعى فعاليات مهرجان الحريد في النسخة 20    نائب أمير مكة يقف على غرفة المتابعة الأمنية لمحافظات المنطقة والمشاعر    إيقاف نشاط تطبيق لنقل الركاب لعدم التزامه بالأنظمة والاشتراطات    إطلاق اختبارات "نافس" في المدارس الابتدائية والمتوسطة    «الجوازات»: 41 مليون عملية إلكترونية لخدمة المستفيدين داخل السعودية وخارجها.. في 2023    مناقشة أثر بدائل العقوبات السالبة للحرية على ظاهرتي الاكتظاظ السجني    جراحة ناجحة تٌعيد الحركة لطفل مُصاب بالشلل الرباعي ببريدة    سعود بن طلال يرعى الاحتفال بانضمام الأحساء للشبكة العالمية لمدن التعلم باليونسكو    هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية بحائل تنظم حملة للإصحاح البيئي    أمير تبوك يستقبل أبناء علي بن رفاده البلوي    نائب أمير حائل يزور "مركز انتماء"للرعاية النهارية ويطلع على تقارير أعمال الأمانة    إيقاف 166 متهماً بقضايا فساد في 7 وزارات    حظر تكبيل المتهم عند القبض عليه    أمطار الرياض تروي أراضيها لليوم الثاني    ارتفاع أرباح مصرف الإنماء إلى 1.3 مليار    الذهبان الأصفر والأسود يواصلان التراجع    سمو محافظ الخرج يكرم المعلمة الدليمي بمناسبة فوزها بجائزة الأمير فيصل بن بندر للتميز والإبداع في دورتها الثانية 1445ه    «العالم الإسلامي»: بيان «كبار العلماء» يؤصل شرعاً لمعالجة سلوكيات مؤسفة    النصر والخليج.. صراع على بطاقة نهائي كأس الملك    سعود عبدالحميد: الطرد زاد من دوافعنا.. وهذا سر احتفالي    تغريم ترامب لازدرائه المحكمة والقاضي يهدّد بسجنه إن لم يرتدع    مصر: استدعاء داعية بعد اتهامه الفنانة ميار الببلاوي ب«الزنا»    نائب أمير مكة: مضامين بيان «كبار العلماء» تعظيم لاحترام الأنظمة    انهيار صفقة الاستحواذ على «التلغراف» و«سبيكتاتور»    5 فواكه تمنع انسداد الشرايين    خسرت 400 كلغ .. فأصبحت «عروسة بحر»    النشاط البدني يقلل خطر الاكتئاب بنسبة 23 %    أمير الرياض يستقبل ممثل الجامعات السعودية في سيجما    الأمم المتحدة تشيد بالدعم السعودي لمكافحة الإرهاب    فيصل بن نواف: دعم القيادة وراء كل نجاح    حق التعويض عن التسمّم الغذائي    نتانياهو: سندخل رفح «مع أو بدون» هدنة    طلاب تعليم جازان يستكشفون الأطباق الوطنية السعودية في معرض الطهي المتنقل    مجلس الوزراء: التحول الاقتصادي التاريخي رسخ مكانة المملكة كوجهة عالمية للاستثمار    في موسم واحد.. الهلال يُقصي الاتحاد من 4 بطولات    جيسوس يعلن سر غياب سلمان الفرج    بحث مع عباس وبلينكن تطورات غزة.. ولي العهد يؤكد وقوف المملكة الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني    في ختام الجولة من دوري" يلو".. ديربي ساخن في الشمال.. والباطن يستضيف النجمة    مرسم حر في «أسبوع البيئة»    الأساطير الحديثة.. نظريات المؤامرة    الانتماء والتعايش.. والوطن الذي يجمعنا    محمد عبده الأول.. فمن العاشر؟    في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. حلم باريس سان جيرمان يصطدم بقوة دورتموند    السعودية تنضم للتحالف العالمي للذكاء الاصطناعي    ازدواجية الغرب مرة أخرى    «جوجل» تطلق شبكة تعقب الهواتف    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج    ينجو من فكي دب بفضل احترافه الكاراتيه    تعزيز الأمن المائي والغذائي    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة "37 بحرية"    الهلال والأهلي في قمة مبكرة والاتحاد يلتقي الابتسام    إنقاذ حياة معتمر عراقي من جلطة قلبية حادة    أمير منطقة الباحة يشهد اتفاقية تعاون بين تجمع الباحة الصحي والجمعية السعودية الخيرية لمرضى ( كبدك )    وزير الدفاع يحتفي بخريجي كلية الملك فهد البحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعتزاز بجذور الدولة السعودية الراسخة ومؤسسها
نشر في الرياض يوم 22 - 02 - 2024

«ندوة الرياض» تستعرض أبرز إنجازات الوطن الكبرى في يوم التأسيس
عمق تاريخي وإنساني عزز الإرث الحضاري «من التأسيس إلى التوحيد.. رحلة بناء وطن»
التأسيس تم في ظروف استثنائية.. ومكتسباته نبراس ملهم للأجيال القادمة
مرحلة التأسيس وضعت اللبنات الأولى لانطلاق المملكة نحو العالمية
جاء الاحتفاء بيوم التأسيس بمرسوم ملكي للاحتفال به في كل مناطق المملكة استذكاراً لامتداد الدولة السعودية على مدى ثلاثة قرون، وإبرازاً للعمق الحضاري والتاريخي لها، واحتفاء بالإرث الثقافي المتنوع، ووفاء لمن كان لهم إسهامات في رحلة بناء الوطن من الأئمة والملوك وأبناء الشعب الكريم.
في (الرياض) لا يغيب عنا أن نشارك في تجسيد قيمنا الراسخة واعتزازاً وفخراً بمن كانوا قادة في تأسيس هذا الوطن.
ندوة «الرياض» وبمناسبة يوم التأسيس، تلقي الضوء على أهم المنجزات والشواهد التنموية في حاضر وطن كان له تاريخ عريق انطلق منذ التأسيس.
في بداية الندوة رحب رئيس التحرير أ. هاني وفا بالحضور، وقال نرحب بكم في ندوة الرياض، والتي سبق أن عقدنا ندوة مماثلة العام الماضي في ذكرى التأسيس، لكننا سنتطرق في ندوتنا هذه إلى جوانب أخرى غير تاريخ التأسيس وبدايته ومن ذلك الربط بين الماضي والحاضر فعند قيام الدولة السعودية الأولى كانت لديها رؤية مختلفة عن رؤيتنا اليوم، من حيث تكوين الدولة وإعدادها والتعامل مع رعاياها لذا سنحاول في هذه الندوة الربط بين الرؤيتين - إن جاز التعبير من حين قيام الدولة السعودية الأولى إلى وقتنا الزاهر - ولله الحمد.
لعل ذلك لا يكون سهلاً لكن أرجو أن تتمكن من المزج بين الرؤيتين لوجود توافق بينهما وترابط، ومن هنا يأتي تميز موضوع ندوتنا اليوم، ونرجو أن تثروا الندوة بآرائكم وأفكاركم بما يفيد قارئ الرياض. في استشراف المستقبل من خلال واقعه والماضي الذي أسس عليه.
الزميلة نوال: نرحب بكم في ندوة الرياض التي حملت عنوان «من التأسيس إلى التوحيد.. رحلة بناء وطن» التي نحتفي بها في الربط بين ماضي التأسيس وصناع رؤية المستقبل ونستضيف في هذه الندوة للحديث عن مناسبة التأسيس كلاً من الدكتور إبراهيم النحاس، عضو مجلس الشورى وعضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية - جامعة الملك سعود ومحلل في الشأن السياسي والدكتورة وضحى الرشيدي ، دكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر . والمهندس عبدالله السليمان مهندس تخطيط مدن. و أ. عبد الله بن نوح الباحث في التاريخ السعودي. و د. مقبل الجديع متخصص في الاستثمار الرياضي وبمشاركة الحضور من الزملاء في جريدة الرياض، الأستاذ هاني وفا رئيس تحرير جريدة الرياض و أ. خالد الربيش مدير تحرير الشؤون الاقتصادية و أ. عبد الله الحسني مدير تحرير الشؤون الثقافية. و أ. سليمان العساف نائب رئيس القسم الرياضي. والزميل المحرر أ. ناصر العماش والزميل المحرر أ. تركي المنصور ونبدأ ندوتنا بالحديث عن ذكرى يوم التأسيس تأتي لتأكيد وإحياء مآثر وأصالة هذا الوطن وتبرز العمق التاريخي. نرجو من الدكتور إبراهيم الحديث عن فائق الاحتفاء بهذه المناسبة.
د‌. النحاس: الدولة عريقة في مفاهيمها وثقافتها وأصالتها
ومن جانبه، تحدث د. إبراهيم النحاس، قائلا: شكرا لجريدة «الرياض» على إقامة هذه الندوة ذات الأهمية الكبرى للوطن وتاريخه العريق وبالتأكيد عندما نعود إلى ذلك التاريخ وتربطه بالحاضر ففي ذلك إضاءة على الجذور التاريخية لهذه الدولة والعمق الذي تحمله من رؤى وأفكار واستحقاقات وتطلعات للمرحلة المستقبلية والدولة - أعزها الله - حينما تحتفل بهذه المناسبات والوطنية تريد أن تزرع في نفوس الطلاب وثقافتهم بأن هذه الدولة دولة عميقة في تاريخها وتراثها، وتريد أن توصل رسالة أن ذلك التاريخ الذي يعود إلى ثلاثمئة عام بنيت خلاله الدولة على جميع المستويات والمجالات حتى وصلت إلى هذه المرحلة العظيمة التي هي عليها سواء داخلياً أو دولياً النقطة الرئيسة التي يؤكد عليها مثل هذا اليوم هي زرع أهمية الاستقلال والسيادة التي بنيت عليها الدولة في نفوس النشء وذلك تعزيز الجذور الفكرية لدى الطلاب بأن يعتزوا بوطنهم وثقافتهم وأن يطلعوا على هذه الثقافة والإرث التاريخي لبناء هذه الدولة، ولذلك جاءت الرؤية لتربط الماضي بالحاضر وبالمستقبل ولتوصل رسالة للمجتمع الداخلي والخارجي أن هذه الدولة دولة عريقة في مفاهيمها وثقافتها وأصالتها، وبنت نفسها بنفسها وحافظت على ثقافتها ونقلت المجتمع من حالة الجهل والفقر والتشتت والانقسامات الداخلية إلى حالة الوحدة والتطور والعلم التي نعيشها في هذا العصر بالذات، لذا فإن يوم التأسيس يعيدنا إلى ماضينا مرتبطاً بحاضرنا ومستقبلنا.
د. الرشيدي: الدولة أرست الوحدة والأمن في الجزيرة العربية
وحول الاعتزاز بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون وبداية تأسيسه للدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية، تحدثت د. وضحى الرشيدي حول صدور الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بأن يكون يوم 22 فبراير يوماً للتأسيس، وواقع الرمزية والأهمية التي يمكن استنتاجها من هذا الأمر الملكي قائلة: «صدور الأمر الملكي بأن يكون يوم التأسيس 22 فبراير ليكون استذكاراً لامتداد الدولة السعودية على مدى ثلاثة قرون وإبرازاً للعمق التاريخي والحضاري لها واحتفاء بالإرث الثقافي المتنوع إن هذا اليوم يمثل اعتزاز وارتباط المواطنين بقادة الدولة منذ عهد الإمام محمد بن سعود وتأسيسه للدولة عام 1239ه الموافق ل1727م حيث أسس كياناً سياسياً حقق به الوحدة والاستقرار والأمن والازدهار، وكانت عاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد أرست هذه الدولة الوحدة والأمن في الجزيرة العربية بعد أن كانت تعاني من الشقاق والفرقة وعدم الاستقرار، وكذلك الصمود أمام جميع المحاولات للقضاء عليها. بالإضافة إلى استمرارها في البناء والتوحيد والتنمية إلى وقتنا الحاضر».
م. عبدالله السلمان: يوم التأسيس يوم تاريخي
وحول يوم التأسيس باعتباره تخليداً لتاريخ المملكة واحتفاء بجذورها، تحدث: المهندس عبدالله السليمان حول ذلك قائلاً: «إن يوم التأسيس يوم تاريخي مفرح للجميع، وبلا شك فإنه طال انتظاره لأنه يمثل مرحلة ويوماً أشعلت شمعة أنارت الطريق لهذه الدولة المباركة، وعليها قامت وحدة متكاملة وسار على نهجها في جميع المراحل اللاحقة لها، من الدولة السعودية الثانية إلى الدولة السعودية الثالثة بقيادة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- هذا اليوم هو بمثابة إرهاص لأبنائنا ولأجيال المستقبل كي يعلموا أن هذه الدولة قائمة على أسس راسخة وصلبة وعلى منهج الكتاب والسنة وعلى كفاح مستمر دام سنوات عديدة لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى حيث قدمت تضحيات بالغالي والنفيس لذا يعد هذا اليوم تذكيراً للأجيال الحالية والمستقبلية ونبراساً يضيء على ماضي هذه الدولة وكيف قامت والأسس التي قامت عليها، وبالتالي تخلق.
لديهم حسن المسؤولية تجاه الحفاظ على دولتهم ومكتسباتها. اليوم وغداً إن شاء الله.
د. الجديع: المملكة دولة مؤثرة باسمها وقوتها
وفي إطار مناسبة يوم التأسيس التي تجسد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واهتمام ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بالاحتفاء بالعمق التاريخي والاعتزاز بالدولة السعودية الأولى منذ تأسيسها قبل ثلاثة قرون، الدكتور مقبل الجديع تطرق في الحديث عن ذلك حيث قال: حديث ندوة الرياض عن يوم التأسيس الذي نفخر ونفاخر كلنا به، نستذكر فيه جهد الآباء والأجداد في بناء هذا الوطن، وفرحة من الله أن ينمو الوطن أكثر فأكثر في ازدهار وتطوير وتحديد بقيادة شبابه لتنتقل إلى مراحل متقدمة، فجذورنا في الأرض وطموحنا عنان السماء وذلك عند ما نراه من حراك في المملكة قيادة خادم الحرمين الشريفين على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي يشهد بالتطور الذي نعيشه الأمر الذي يحق لنا أن نفخر ونتفاخر به، فالمملكة دولة مؤثرة، فلها اسمها وقوتها وتأثيرها الاقتصادي والسياسي، وهذا لم يكن لولا وجود إرث وعمق تاريخي للمملكة تعتز به وتعلمه لأبنائنا حتى يبنوا لهذا البلد مستقبلاً مشرقاً.
بناء متكامل يتصاعد دائماً في قوته وفي صوته وفي دبلوماسيته
في اتجاه الحديث من مرحلة التأسيس حتى وقتنا الراهن، ما السياقات السياسية التي ميزت وتميز سياسة الدولة السعودية؟ وما القيم والمبادئ السياسية التي عرفت بها السياسة السعودية على امتداد هذا التاريخ العريق؟ تحدث المحلل السياسي د. إبراهيم النحاس قائلاً: فيما يتعلق بالسياقات التاريخية فالمملكة تؤكد دائماً في سياساتها على النظم التي تعمل وفقها وهي مستمرة خلال تسعة عقود مضت وما زالت حتى يومنا ودعيني أربط ذلك بين الماضي والحاضر كما تفضل سعادة رئيس التحرير، بناء على ما صدر مؤخراً من وزارة الخارجية والذي يؤكد العمق التاريخي للمملكة في إطارها العربي والإسلامي، وذلك أن المملكة دولة عربية أصيلة حريصة على المصالح العربية. والإسلامية، كما أنها دولة إسلامية أصيلة تدافع عن الدين الإسلامي وتعبر عنه خير تعبير وأيضاً السياقات التاريخية التي هي امتداد من الماضي إلى الحاضر والمستقبل فيما يتعلق بالأخلاقيات السياسية التي تتعامل بها المملكة مع المجتمع الدولي والتي تضمنها بيان وزارة الخارجية البارحة عندما أكد على أهمية وقف العدوان على غزة والعمل بما يتماشى مع حقوق الإنسان المعترف بها في المجتمع الدولي. فالإسهامات السعودية هي امتداد من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل ويُؤكد عليها في مثل هذا اليوم التاريخي، كما أنها رسالة لأبناء المملكة أن هذا الامتداد التاريخي هو بناء متكامل يتصاعد دائماً في قوته وفي صوته وفي دبلوماسيته التي أوصلت الصوت السعودي أمام المحافل الدولية مقدمة في ذلك مصلحة الإنسان والإنسانية والحقوق المشروعة للشعوب على كثير من مصالحها الخاصة حرصاً منها على العدل والمسالمة الإنسانية وكرامة الإنسان. إنها عملية تكاملية بين النظام السياسي والسياق التاريخي والقيم التي تعمل عليها حاضراً ومستقبلاً.
وهذا يجعل المملكة دولة محورية، وكل ذلك مبني على الفترات الماضية وحتى عهد القيادة الحكيمة الحالية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
أ‌.عبدالله بن نوح.. الدرعية إمارة
موحدة قوية والإمام شخص تاريخي
الأستاذ عبدالله بن نوح المؤرخ والباحث في التاريخ السعودي تحدث حول شخصية الإمام محمد بن سعود والتي جاءت متعددة بقوتها ومتطلعة إلى بناء المستقبل وكان عالماً بالسياسة والإدارة الذي كان ناتجاً عن استقلالية سياسية والتي كانت ضمن الأسس التي قامت عليها الدولة السعودية الأولى وحياته الزاخرة بالتجارب والخبرات الفريدة حيث قال: شخصية الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان شخصية خلقها الله مناسبة لذلك التاريخ، وجاء اختيار الملك سلمان -حفظه الله- بالاحتفاء بيوم التأسيس لأنه رمز حقيقي لتوحيد الإمام محمد بن سعود للدرعية واستلامه للحكم فيها بعد أن كانت تعاني من الانقسام بين بلدتين هما مليبيد وغصيبة، وجعل من الدرعية إمارة موحدة قوية، ولأنه شخص تاريخي كان لديه حس توحيدي للمملكة قبل إنشائها، حيث كان يرى ما في المنطقة من صراعات وقتال بين البلدات المتجاورة لذا سعى بعد توحيد إمارة الدرعية إلى توحيد البلدان المحاورة، ورغم أنه لم ير الحلم الذي كان يود به إلا أنه تحقق في عهد ابنه الإمام عبدالعزيز بن محمد، لكنه بعد وضع اللبنة الأولى لبناء الدولة، حيث تطورت الرياض بعد ضمها ومن ثم مناطق نجد وبعد ذلك شرقي المملكة وشمالها إلى أن ضم الحرمين الشريفين، ونلاحظ في شخصية الإمام محمد بن سعود وكذلك في شخصية مؤسسي الدولة السعودية الثانية والثالثة وهما الإمام تركي بن عبدالله والملك عبدالعزيز أن لديهم حساً أمنياً قوياً وذلك بفرض الأمن على البلاد التي يحكمونها، والذي من دونه لا يمكن أن تزدهر الدولة وتتقدم ونجد أهمية هذه النقطة عند انهيار الدولة السعودية الأولى وكيف انهار الأمن في الجزيرة وهو ما حدث أيضاً عند انهيار الدولة السعودية الثانية إلى عهد الملك عبدالعزيز الذي وحد وأقام الدولة السعودية الثالثة وهذا ما يميز المؤسس عن باقي الإمارات المجاورة له التي كانت تطمح لحكم بلداتها فقط، فالإمام محمد بن سعود كان ذا نظرة بعيدة حتى وصلت حدود الدولة السعودية الأولى إلى عمان والشام واليمن بأمن مستتب وازدهار ورخاء.
د. وضحى الرشيدي.. الإمام محمد بن سعود رجل خير
وعادت الدكتورة وضحى الرشيدي للتحدث عن بداية تأسيس الدولة السعودية وتأسيس عاصمتها إمارة الدرعية. لتلقي الضوء على مظاهر النهضة العمرانية والنشاط البشري الذي نعمت به مدينة الدرعية خلال تلك الفترة من تاريخها حيث قالت: ولد الإمام محمد بن سعود في الدرعية عام 1190 ه/ 1679م وقد عمل منذ فترة شبابه ساعداً لوالده في ترتيب أوضاع الإمارة، وهذه التجربة منحته معرفة تامة بشؤون الإمارة وإدارتها والقدرة على بناء الدولة إضافة إلى صفاته التي كان يتميز بها من التدين وحب الخير حيث وصفة كثير من المؤرخين بأنه رجل خير وكثير العبادة وشجاع كما أن حكم الإمام محمد بن سعود كان امتداداً لأسلافه الذين حكموا الدرعية إضافة إلى قدرته على نقل الإمارة إلى دولة واسعة مستقرة بما يحمله من رؤية مستقبلية ثاقبة بناء على ظروف الدرعية و وسط الجزيرة خاصة والجزيرة العربية عامة وكان لديه الحكمة وحسن التخطيط لتغيير النمط الذي كان موجوداً في الدرعية فأسس دولة موحدة ونشر التعليم والثقافة والأمن.
م. السليمان.. حجر اليمامة سابقاً تدعى بالخضراء
تعيش الرياض رحلة تطور حضاري جديدة جعلتها مدينة راسخة فوق قمة المجد والتاريخ، لتكون المدينة الأولى والأهم عالمياً والتي تقود عملة التطوير والتغيير لاقتصاد المدن وتصبح الصفحة الأجمل والأكثر تألقاً.
حول مدينة الرياض ومسيرة التطور العمراني والحضاري فيها يحدثنا المهندس عبدالله السليمان حيث ذكر: مسيرة التطور العمراني في الرياض مسيرة طويلة. أخذت مئات من السنين، فالرياض كما تعلمون كانت قرية صغيرة تسمى بحجر اليمامة، وكانت حجر اليمامة سابقاً تدعى بالخضراء، وكانت تسكن سابقاً في وسط الرياض قبيلة طسم، وكانت هناك مناوشات بين قبيلة طسم وقبيلة جديس في منطقة الخرج، حيث كانت لدى طسم أطماع في الزعامة وخيرات جديس، حتى تمكنت من القضاء على جديس بقائد الدولة الحميرية في نجران الذي قضى على
جديس وعلى طسم أيضاً بعد ذلك قدمت بعض القبائل من الحجاز إلى منطقة اليمامة، فقدمت قبيلة عنزة في البداية ثم قبيلة بني حنيفة وكان قائد بني حنيفة عبيد بن ثعلبة الذي وجد منطقة الخضراء عبارة عن قصور متناثرة وحدائق وبساتين، فأعجب بالموقع واستقر فيه مع قومه، وقام بحجر البساتين لتكون مقراً له. لذا أصبحت تدعى ب"حجر"، والتي صارت فيما بعد قاعدة الحكم في اليمامة على مدى القرون الاثني عشرة التالية حتى قدم إلى حجر مانع بن ربيعة المريدي الذي أصبح زعيماً عليها وقائداً لها بعد أن دعاه إليها علي بن درع زعيم الحجر حينذاك، وكان مانع في المنطقة الشرقية في قرية تدعى الدرعية بالقرب من الأحساء والهفوف، وذلك ليكون قريباً منه في وادي حنيفة ويكون سنداً له في مواجهة القبائل الأخرى التي كانت بينه وبينها مناوشات. فقدم مانع وأُعطي شعيبي المليبيد وغصيبة في شمال الحجر، وسمى مانع هاتين المنطقتين بالدرعية نسبة إلى الدروع لأن مانع المريدي وابن درع ينتسبون إلى عشيرة الدروع من بني حنيفة، وأيضاً نسبة إلى الدرعية التي كانوا يسكنونها في الشرقية، وحجر توالت عليها الأزمان وأصبحت في مطلع القرن الحادي عشر الهجري عبارة عن قرى متناثرة منها المعكال والمقرن والعود والصباح والبنية وصليفاء وغيرها.
وتزعمت القرى المعكال في البداية حيث كان لها صيت وجبروت لدرجة أن شريف مكة حسن بن أبي نمي غزاها وأجبرها على الخضوع وذهاب حكامها معه إلى الحجاز سنة كاملة، وبعد ذلك قامت مناوشات بين مقرن ومعكال الحيين القريبين من بعضهما والذي كل منهما يدعي الزعامة لتصبح الزعامة بعد ذلك لمقرن، وهذا الحي هو أساس الرياض.
بعد ذلك بدأت مداخلات الزملاء وذلك على النحو الآتي:
أ. هاني: متى أُطلق على مدينة الرياض اسمها الحالي؟
م. السليمان: مقرن، كانت عبارة عن بساتين متشابكة وحدائق متجمعة مع بعضها، وكما قلنا إن هذا الحي هو أساس مدينة الرياض، وكانت الأحياء والمناطق المحاورة له تطلق عليه «رياض مقرن» ومع السنوات صارت تدعى «الرياض».
وفي القرن الحادي عشر كانت تتناوب التسميتان «مقرن» والرياض حتى بداية القرن الثاني عشر الهجري حين انفرد اسم الرياض، على المنطقة.
د. الجديع.. المملكة وجهة وعاصمة رياضية عالمية
وعن تفاصيل واستعدادات المملكة لهذه المناسبة ذكر في إطار ذلك الدكتور مقبل الجديع أن استضافة كأس العالم 2034م في المملكة لم تعلن بشكل رسمي ولكن النتيجة حتمية فالملف السعودي هو الملف الوحيد المتقدم للاستضافة. والإعلان الرسمي مسألة وقت. لقد بدأ العمل الرياضي الرسمي في المملكة عام 1952 بتأسيس إدارة لها في وزارة الداخلية وكان عملها إشرافياً على الفرق وأغلبها في المنطقة الغربية ثم فرق الرياض ومن ثم المنطقة الشرقية. إلى أن تأسس الاتحاد السعودي 1959 الذي أقام المسابقات ثم جاءت الرعاية العامة للشباب والرياضية التي اهتمت بإنشاء الأندية ومقراتها، وفي عام 1993 بدأ تطبيق الاحتراف، وأذكر هنا استضافة المملكة لكأس العالم للشباب عام 1989.
وعلى الرغم من تحقيق المنتخب السعودي لكرة القدم كأس آسيا ثلاث مرات أعوام 1984 و1988 و1996 فإن استضافة البطولة لم تتم لوجود صعوبات عديدة وأذكر هنا وجود نشاط عام 2012 لاستضافة المملكة بطولة آسيا 2019 ولكننا لم نتمكن من الفوز باستضافة البطولة لتشتت العمل والجهد بين الجهات المسؤولة حيث كل منها يعمل بمفرده دون وجود تنسيق بينها، وهنا يحق لي القول إن سمو الأمير محمد بن سلمان، نقل البلد نقلة نوعية من خلال رؤية 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين، ومن ضمنها الرياضة حيث إن الرياضة والرياضيين مدينون لسمو الأمير محمد بن سلمان كثيراً، ففي وقت وجيز صارت المملكة وجهة وعاصمة لجميع الألعاب الكبيرة على مستوى العالم، كبطولة الفورمولا (1) التي تستضيفها المملكة لمدة (10) سنوات ورالي دكار، الذي حاولت الكثير من الدول استضافته ولم تنجح، وكأس آسيا لكرة القدم 2027 وإضافة إلى استضافة كأس العالم للأندية، والسوبر الإسباني والسوبر الإيطالي. قطر حين استضافت كأس العام 2022 أنفقت ما يقارب من (200) مليار لتهيئة البنية التحتية والملاعب حتى تتمكن من الاستضافة المناسبة للحدث، بينما هنا في المملكة فإننا تنفق على البنية التحتية للبلد ليس لكأس العالم وإنما لمستقبل السعودية والسعوديين، وستكون المملكة مهيأة مسبقاً لبطولة كأس العالم دون ضخ أموال كبيرة استعداداً لها.
أ. هاني: كيف يمكننا ربط هذه الأحداث وضخامتها وعالميتها بالماضي ويوم التأسيس، أو بمعنى آخر كيف يمكن ربط الحاضر بالماضي من خلال الرياضة؟
د. مقبل الجديع: في الأسبوع الماضي أعلن عن ملعب الأمير محمد بن سلمان في القدية، وهو ملعب لا مثيل له من الممكن أن يستضيف ألف مشجع للعبة ما و(40) ألف مشجع لكرة القدم والجدران الخارجية كلها شاشات LED كبيرة ترى من مدينة القرية كلها ففي المملكة يتم إنشاء ملاعب ومنشآت فريدة وليس لها مثيل على مستوى العالم تحمل رؤية مستقبلية وفق طراز سعودي.
أ‌.عبدالله بن نوح: كل مؤسس له (طموح وروح)
وعلى النسق المتتالي لرؤية التأسيس ورؤية 2030 وذلك في ظل الرؤية الواعدة والطموحة 2030 التي تقود المملكة نحو مستقبل مشرق في كل الميادين وتؤسس للتطور، وترسيخ المكانة المعاصرة والعالمية للرياض، الوطن بين رؤية التأسيس ورؤية 2030 الأستاذ عبدالله بن نوح تحدث عن ذلك: انطلاقاً مما ذكر عن استضافة المملكة للأحداث الكبرى العالمية أو منها الألعاب الأولمبية وإكسبو 2030 وكأس العالم 2034 وربطها بالماضي والتأسيس، فإننا نجد أن كل مؤسس له (طموح وروح)، فالملك عبدالعزيز -رحمه الله غفر له- أدخل إلى البلد السيارة والهاتف وأنشأ الطرق والقوانين الإدارية للدولة ونشر الأمن أما الدولة السعودية الثانية فقد ذكر بول غريغ في مذكراته حين زيارته للرياض في عهد فيصل بن تركي أن الأمير فيصل بن تركي كان مهتماً بالمكائن الزراعية والتي كانت قد ظهرت في أوروبا إلا أن الوفاة سبقته إلى طموحه، لذا فإن تتبعنا لمسيرة الدولة السعودية الأولى والثانية والحالية نجد تنقلنا من خير إلى خير ونأمل كذلك بمستقبل مشرق بناء على الرؤية التي لا يمكن تحقيق الإنجازات إلا بوجودها من تأثير رؤية 2030 ومما نلحظه قيام الدول البترولية بوضع رؤاها الخاصة فالأمير محمد بن سلمان سبق تلك الدول برؤية 2030 التي تهدف لتنويع مصادر الدخل وصارت قدوة لتلك الدول في وضع رؤاها فالرابط بين ماضينا وحاضرنا أننا ننتقل من خير إلى خير مستمر إن شاء الله - بقيادة هذه الأسرة المباركة الحريصة على هذا البلد وجعلت له هوية وطنية جامعة لأبنائه.
م. السليمان: التأسيس تم في ظروف استثنائية
وحول تأسيس الدولة السعودية الأولى بقيادة الإمام محمد بن سعود، والدولة السعودية الثانية بقيادة الإمام تركي بن عبدالله، وعهد الملك الموحد عبدالعزيز، والأنشطة العمرانية والحضارية التي كانت البنية التي قامت عليها الرياض الحديثة واستمر نموها وتطورها منذ أن تعين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله ورعاه" أميراً لمنطقة الرياض عام 1374ه / 1954م وحتى عهده الحاضر الميمون وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رائد رؤية 2030 حفظه الله وأبقاه ذكر م. عبدالله السليمان: يحتفل وطننا المعطاء هذا العام بالذكرى الثالثة لإعلان يوم التأسيس 22 فبراير الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله ورعاه" بالأمر الملكي الكريم رقم أ/371 وتاريخ 24 /6 /1443ه، وهي ذكرى سعيدة يسعد ويفخر بها كل مواطن على أرض هذا الوطن ليستذكر تاريخه المجيد ويكون حافزاً على المحافظة على مكتسباته، ونبراساً وملهماً للأجيال القادمة جيلاً بعد جيل. ولعلنا نستعرض بإيجاز مسيرة تأسيس هذا الكيان الشامخ منذ عهد مانع بن ربيعة المريدي الحنفي الجد الأعلى للعائلة المالكة الكريمة، وما قام به الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى عام 1139ه / 1727م، وتمكن الإمام تركي بن عبدالله بإعادة قيام الدولة وتأسيس الدولة السعودية الثانية عام 1240ه / 1824م، ثم قيام الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود بتأسيس الدولة السعودية الثالثة تحت راية التوحيد المملكة العربية السعودية عام 1319ه / 1902م.
في منتصف القرن التاسع الهجري عام 850ه / 1446م كان رئيس حَجْر اليمامة والجزعة وما حولها بوادي حنيفة علي بن عيسى بن درع الحنفي من الدروع من بني حنيفة وكان يحس بتهديد القبائل الأخرى للوادي، فقام بزيارة إلى ابن عمه مانع بن ربيعة المريدي الحنفي في بلدته الدرعية بالقرب من الأحساء وحسن له القدوم إلى حجر اليمامة والإقامة فيها دعماً له ولاستقرار المنطقة ويكونا يداً واحدة في حماية الوادي، فقدم مانع واقطعه ابن عمه علي بن درع شعيبي غصيبة والمليبيد في وادي حنيفة شمال حَجْر وأقام بهما مانع وذريته وعمرهما وأطلق عليهما الدرعية نسبة إلى عشيرته الدروع وعلى بلدته القديمة. ازدهرت الدرعية بقيادة مانع المريدي وصار حاكمها وتولت ذريته الحكم من بعده، فحكم بعده ابنه ربيعة بن مانع، ثم موسى بن ربيعة، ثم إبراهيم بن موسى، ثم مرخان بن إبراهيم الذي خلف ابنين مقرن وربيعة وتناوبا الحكم وأبناؤهما حتى آل الحكم إلى الأمير سعود بن محمد بن مقرن سنة 1132ه حتى وفاته سنة 1137ه. وحكم بعده زيد بن مرخان الذي قُتل في العيينة سنة 1139ه وحكم بعده الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن وأسس الدولة السعودية الأولى في 30 جمادى الآخرة 1139ه / 22 فبراير 1727م. وقد أسس الإمام محمد بن سعود الدولة في ظروف استثنائية من الانقسام والضعف بأسباب النزاعات الداخلية، ولما له من خصائص القيادة الرصينة استطاع أن يتغلب على تلك الصعاب والتحديات، وأن يتخطاها ويوحد الدرعية تحت حكمه ويسهم في نشر الأمن والاستقرار وتمت له إنجازات متعددة أبرزها تأسيس الدولة السعودية الأولى على قاعدة صلبة من الكتاب والسنة، وتوحيد شطري الدرعية وجعلهما تحت حكم واحد بعد أن كانت متفرقة في مركزين وفرعين، وبنى حي الطريف بجانب حي غصيبة وأصبح مقر حكمه. واهتم بالأمور الداخلية وتقوية مجتمع الدرعية ودعم العلم والعلماء والتمسك بالكتاب والسنة المطهرة واستبدال الأتاوات من الغزوات بالزكاة الشرعية. كما كان مستقلاً سياسياً ولم يخضع لأي قوة أو نفوذ خارجي، وبنى سور الدرعية لمجابهة أي عدو والتصدي للهجمات الخارجية، وبدأ بحملات توحيد بلدان نجد وجمع شمل قبائلها ودخلت معظم تلك البلدان تحت نفوذ هذه الدولة الفتية باستثناء الرياض وعم العدل والأمن والاستقرار بدل الفرقة والشتات والنزاعات القبلية وتأمنت طرق الحج وقوافل التجارة. وفي عام 1179ه / 1765م انتقل الإمام محمد بن سعود إلى رحمة الله بعد أن أسس دعائم الدولة، وتولى بعده ابنه الإمام عبدالعزيز بن محمد الذي استمر في بناء الدولة والمحافظة على استقرارها، وفي عهده استسلم حاكم الرياض دهام بن دواس سنة 1187ه / 1773م ودخلت الرياض تحت نفوذ الدولة السعودية الأولى واتسعت مساحتها من الساحل إلى الساحل وتوفي رحمه الله سنة 1218ه. ثم تولى بعده ابنه الإمام سعود بن عبدالعزيز وقد بلغت الدولة ذروة اتساعها وشملت الحجاز بما فيه الحرمين الشريفين من الغرب،
وعمان وإمارات الساحل وقطر من الشرق، ثم تولى بعد وفاته سنة 1229ه ابنه الإمام عبدالله بن سعود وقد بدأت بوادر الغزو الخارجي لجناح الدولة الغربي في الحجاز واستمر الغزو حتى وصل الدرعية التي سقطت في سنة 1233ه / 1818م، وبعد سبع سنوات من هذا الحدث قام الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود سنة 1240ه / 1824م بإعادة كيان الدولة السعودية واتخذ الرياض عاصمة للدولة السعودية الثانية بدل الدرعية ونمت الرياض في أمن وأمان وقام الإمام تركي ببناء وتوسعة قصر الحكم وسور الرياض وجامع الرياض الكبير الذي سمي باسمه لاحقاً، وبعد وفاته سنة 1249ه تولى ابنه الإمام فيصل بن تركي على فترتين وساد أمن الدولة وقام بتوسعة قصر الحكم وسمي قصر فيصل، كما سماه المؤرخ ابن عيسى (القصر العتيق)، وكذلك بنى الجامع الكبير وبناء جسر يوصل بين القصر والجامع، وفي عهد الإمام فيصل قام ابنه وولي عهده الأمير عبدالله بن فيصل ببناء قصر له وسمي القصر الجديد وقد وصفه الرحالة ويلم بلجريف عند زيارته للرياض عام 1279ه - 1862م أثناء عبوره من البوابة الشرقية للرياض (الثميري) متجهاً إلى قصر الحكم وعلى يمين الطريق شاهد قصر عبدالله بن فيصل وحدد موقعه على خريطة الرياض التي رسمها وذكر أنه قصر حديث مربع متناسق الشكل يتكون من ثلاثة طوابق وصفوف من النوافذ بعضها فوق بعض وبوابة مهذبة أمامها مجموعة من الحرس، وبعد وفاة الإمام فيصل بن تركي سنة 1282ه تولى بعده ابنه الإمام عبدالله وتخلل حكمه خلاف مع أخيه الإمام سعود وتعاقبا الإمامة في ظل حال ضعف ونزاع، وتوفي الإمام سعود سنة 1291ه ثم توفي الإمام عبدالله سنة 1307ه، تولى الحكم الإمام عبدالرحمن بن فيصل حتى سنة 1309ه / 1891م حيث دخلت الرياض تحت نفوذ محمد بن عبدالله الرشيد حاكم حائل الذي هدم قصر الحكم وسور الرياض وقصر الإمام عبدالله بن فيصل الآنف ذكره وأمر ببناء قصر المصمك فوق أنقاض ذلك القصر وأشرف على بناء المصمك والي الرياض من قبله عبدالرحمن بن ضبعان وتولى تنفيذ البناء (الأستاد) ابن نعام من أهل حائل سنة 1312ه، وقصر المصمك يتكون من كتلة عمرانية ضخمة وله سور مرتفع وأبراج دائرية مهيبة أعلى من السور ومختلف تماماً معمارياً وإنشائياً عن قصر الإمام عبدالله بن فيصل الذي وصفه بالجريف كما ذكرنا آنفاً، مما يدل على أن بناء قصر المصمك تم لاحقاً سنة 1312ه، وقد بقي من قصر الإمام عبدالله برج أو مربعة وحيدة أطلق عليها المربعة اليتيمة وسط المصمك.
وفي عام 1319ه / 1902م قدم صقر الجزيرة عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود واقتحم المصمك واسترد الرياض وبدأت تنعم بالأمن والرخاء وأول عمل عمراني أمر القيام به هو إعادة بناء السور لتحصين المدينة من أي هجوم حيث أوكل أهل كل حي ببناء ما يواليهم من السور والبوابات واكتمل بناؤه في أربعين يوماً، وبدأ رحمه الله مسيرة التوحيد وانضم تحت لوائه بلدان نجد والأحساء وحائل والحجاز وعسير وتم إعلان توحيد المملكة العربية السعودية في قصر الحكم يوم 21 جمادى الأولى 1351ه - 23 سبتمبر 1932م.
وتوالت النهضة العمرانية بقيادة الملك عبدالعزيز حيث أعاد بناء وتوسعة قصر الحكم وزيادة مبانيه مرتبطة بممرات وجسور ولما رآها الرحالة أمين الريحاني، الذي زار الرياض وأسكنه الملك عبدالعزيز في أحد أجنحة قصر الحكم، أطلق على الرياض مدينة الجسور، وقام الملك عبدالعزيز ببناء وتوسعة وتحسين عدد من القصور أبرزها قصر الديوانية لوالده الإمام عبدالرحمن، وقصر أخيه الأمير محمد بن عبدالرحمن المقابل لقصر الحكم من الشرق، وقصر الضيافة والمالية المقابل لقصر الحكم من الشمال، وكان قديماً يعود لآل صنيتان آل سعود وعُرف بقصر خريمس القائم على ضيافة القصر، وبنى قصورا أخرى منها قصر الشمسية للأميرة نورة بنت عبدالرحمن والأمير سعود الكبير، وقصر البديعة، وقصر المربع في مجمع احتوى على تسعة قصور للملك عبدالعزيز وأفراد أسرته وأبنائه يحيط بها سور قائم عليه ستة عشر برجاً للحراسة والمراقبة، وبجواره قصر لولي العهد الأمير (الملك) سعود، وبجانبه قصر للضيافة، وبعد ازدياد أعداد الضيوف على قصر خريمس للضيافة أقيم في بستان شمال الرياض قصر ثليم للضيافة، كما أمر الملك عبدالعزيز ببناء مبنى رباط الإخوان لطلبة العلم القادمين للدراسة في مسجد الشيخ بحي دخنة. كما تم بناء قصر أم قبيس للأمير (الملك) فيصل ثم أصبح قصراً للضيافة جنوب المربع، وتم بناء قصر الأمير (الملك) خالد بحوضة خالد جنوب المربع أيضا. واستمر بناء القصور بالقرب من قصر المربع، فتم بناء قصور الفوطة الجنوبية لأبناء الملك عبدالعزيز الأمراء مشعل ومساعد وعبدالمحسن وسلطان وفهد بن سعود، وقصور الفوطة الغربية للأمراء أبناء الملك عبدالعزيز بندر، ومشاري، وعبدالرحمن، ومتعب، وفهد بن محمد بن عبدالعزيز. كما بني قصر الأمير سعد بن عبدالعزيز وقصر الأمير سعود بن عبدالله بن سعود شرق حديقة الفوطة. وفي منتصف الستينات الهجرية (الأربعينات الميلادية) أمر الملك عبدالعزيز ببناء قصر الحمراء لولي العهد الأمير (الملك) سعود بن عبدالعزيز بدلاً من قصره الطيني الذي أصابه حريق وتهدم وهو أول قصر بني بالخرسانة المسلحة بالرياض وأصبح مقراً للضيافة ومقراً لمجلس الوزراء في عهد الملك سعود. كما أمر الملك عبدالعزيز المعلم محمد بن لادن ببناء قصر مسلح للملك بجوار قصر المربع عُرف بالقصر الشمالي. ثم قام ولي العهد الأمير (الملك) ببناء قصر له في بستان الناصرية غرب الرياض، وبعد توليه مقاليد الحكم تم توسعة القصر وبناء قصر منيف ضخم اشتمل على قصر للملك وقصر للضيافة وقصور أخرى لأبناء الملك سعود ومرافق عديدة أخرى.
وفي نفس المسار للتطور العمراني بدأت الرياض تنمو عمرانياً خارج السور وتتوسع وتم البدء بإنشاء أحياء جديدة متفرقة حلت محل بساتين النخيل المحيطة بالسور اكتسب كل حي اسم كل بستان يقوم عليه، وتم إنشاء أول حي خارج السور وهو حي الشرقية وعُرف بحي الظاهرية لكونه ظاهر السور من الغرب، ثم أمر الإمام عبدالرحمن باجتثاث بستانه المعروف بستان نخيل القِري جنوب سور الرياض وتم إنشاء حي القِري وقامت فيه بيوت وقصور استجابة لطلب السكان المتزايد. ثم أمر الملك عبدالعزيز باجتثاث بستان نخيل العطنة المجاور لحي القِري من الغرب وأقام عليه مركز البرقية والكراج الملكي، ثم أمر رحمه الله باجتثان بستان نخيل الوسيطى وقام عليه حي الوسيطى واشتهر باحتوائه على البيوت والقصور المميزة. وفي نهاية الخمسينات الهجرية، الأربعينات الميلادية، تم إنشاء مكتب الشراكة من قبل مجموعة من المستثمرين العقاريين من أهل الرياض وبدأوا بشراء بساتين النخيل واجتثاثها بحيث كلما تم اجتثاث بستان نخيل تبعه آخر وبناء البيوت والقصور لسكان المدينة وللقادمين من نواحي الرياض طلباً للرزق والاستفادة من تطور الرياض والبحث عن فرص العمل.
كما اشتهرت الرياض بمعالم حضرية في عهد الملك عبدالعزيز من أبرزها التعليم بمساجد الرياض وكانت المساجد نواة المدارس للتعليم في المدينة ومن أبرزها مسجد الشيخ والمسجد الجامع الكبير الذين كانا منارة للعلم ودرس فيهما على مشائخ الرياض العديد من طلبة العلم الذين تبوأوا القضاء والتدريس والوظائف المرموقة بالدولة. كما كانت مدارس تحفيظ القرآن والقراءة والكتابة منتشرة في المدينة بلغ عددها أكثر من ثماني وعشرين مدرسة، وتولى الملك عبدالعزيز قيادة التعليم النظامي فأنشأ مدرسة الأمراء بقصر الحكم، ومدرسة المربع، والمدرسة التذكارية بعد عودة جلالته من مصر عام 1365ه / 1946م، والمدرسة العزيزية، والمدرسة المحمدية بدخنة وغيرها من المدارس. وتأسست بلدية الرياض، وشرطة الرياض، والبرق والبريد والهاتف. وتم إنشاء مطار الرياض بداية على مقر سباق الخيل بالملز ثم نقل شمال الرياض وبني مطاراً حديثاً، وربطت الرياض بسكة الحديد إلى الدمام وافتتح الملك عبدالعزيز محطة قطار الرياض في محرم 1371ه / أكتوبر 1951م. وبدأ في هذه الفترة حفر الآبار لتزويد الرياض بمياه الشرب، وإنشاء شركة كهرباء لإنارة المدينة ودخول الكهرباء لمساكن المواطنين.
د. وضحى الرشيدي: المرأة في الدرعية ساهمت في التأسيس
وعادت د. وضحة الرشيدي للحديث عن أبرز العادات والتقاليد وأنشطة المرأة في مرحلة التأسيس فقالت: من أبرز العادات والتقاليد لدى المرأة هو الكرم ومن أشهر النساء بالكرم وإيواء عابري السبيل جليلة بن عبدالمحسن الدرعي حيث أقامت استراحات وخانات للحجاج المارين بحجر اليمامة ليرتاحو من عناء السفر ويتزودون من الطعام والشراب . وأصبح بعد وفاتها وقفا وعرف باسم (خان جليلة) ويعرف حاليا (خنشليلة).
كما ساهمت المرأة في الدرعية في الوضع الاقتصادي اذ عملت على سد الحوائج وتوفير الضروريات، وقد كان لها جانب مخصص في السوق الدرعية (سوق الموسم) عبارة عن دكاكين او مباسط صغيرة.
كما وضعت بعض النساء دكاكين صغيرة في منازلهن لبيع بعض الاحتياجات اليومية، وبعضهن حملن بضائعهن على رؤوسهن ومررن على بيوت الميسورين لبيع منتجاتهن، وقد عرفن هؤلاء النساء المتجولات ب"الدلالة أو الجلابة".
ومن الأنشطة الاقتصادية التي زاولتها المرأة مهنة خياطة الملابس من المنسوجات القطنية والصوف المستورد من المراكز التجارية القريبة. كذلك استفادت المرأة من سف الخوص، حيث يجمع جريد النخل، ثم يقص ويفرش على الأرض حتى يجف، ثم تصنع منه العديد من المنتجات البدائية، مثل: الزبلان والمهاف والمحادر والمكانس وغيرها. وكثير من الأعمال التي أدتها المرأة لكسب المال والمساهمة في الحياة الاقتصادية.
د. إبراهيم النحاس.. المملكة انطلقت من الإقليمية إلى العالمية
وفي ذكرى يوم التأسيس لهذا العام نقترب شيئاً فشيئاً من الذكرى الثلاث مئة لتأسيس الدولة السعودية الأولى بقيادة الإمام محمد بن سعود، ما الذي يمكن أن نقوله للأجيال الحاضرة والمستقبلية حول السياسة الحكيمة التي تبنتها الدولة وجعلت من المملكة دولة عصرية ذات مكانة دولية ؟ ذكر د. إبراهيم النحاس: الذي يمكن قوله للأجيال الحاضرة والمستقبلية إنه في مثل هذا اليوم نتذكر كيف كان هذا المجتمع قبل (300) عام وكيف أصبح الآن، فمن الشتات والفرقة والانقسام قبل قيام الدولة السعودية الأولى إلى بناء الدولة شيئاً فشيئاً حتى وصولها إلى ما هي عليه الآن لتكون دولة رائدة في المجتمع الدولي، وإذا ما أتينا إلى الدولة السعودية الحالية التي أسسها الملك عبدالعزيز فنجد أنه منها انطلقت المملكة من الإقليمية إلى العالمية وأصبحت عضواً مؤسساً في كبريات المنظمات الدولية كالأمم المتحدة، لتؤسس بعد ذلك مؤتمر التعاون الإسلامي ومنظمة أوبك وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي حتى أصبحت المملكة اليوم عضواً رئيساً في مجموعة الدول العشرين لأكبر اقتصاديات العالم ولتنطلق المملكة إلى منصات أخرى واستراتجيات أخرى في المستقبل وفقاً للرؤية التي تبنتها لتكون الدولة وتعمل عليها لتكون المملكة العربية السعودية ليست دولة عضواً في مجموعة العشرين فقط بل لتكون دولة صناعية، وهذا الطموح أشار إليه سمو سيدي ولى العهد في لقاءاته التلفزيونية بأن تكون المملكة ضمن مجموعة (G7) الصناعية . وبالتالي فإن ما نقوله للأجيال في مثل هكذا مناسبة إن طموحات الدولة منذ تأسيسها وحتى الآن لم تتوقف ولن تتوقف والرمزية في ذلك هو سمو ولي العهد بصفته شاباً وأميراً ومسؤولاً في هذه الدولة ويتطلع لقيادة المملكة في أن تذهب بعيداً في المستقبل تعمل عليها وما الاستضافات التي تعمل عليها الدولة، والتي أشار إليها الزملاء إلا جزء يسيرة مما تطمح إليه الدولة في المرحلة المستقبلية ، فهذه هي الرسالة للأجيال الحاضرة والمستقبلية بأننا يجب أن نكون من كبريات دول العالم إن لم نكن من أهمها في المستقبل ولا نركن إلى ما نحن عليه في وقتنا الحاضر.
م. عبدالله السليمان.. إكسبو نقلة نوعية لمكانة المملكة وتتوافق مع منجزات رؤية 2030
وفي نسق استضافة إكسبو 2030 ، والتي تعد خطوة مهمة حيث تتيح هذه الفعالية للعديد من الدول التفاعل والتعرف على الإنجازات والتقدم الذي حققته المملكة في مختلف المجالات مما يسهم في تعزيز التعاون الدولي وجذب الاستثمارات ، كيف ترى هذه الخطوة في رسمها المعالم التأسيس ورسالة لإشاعة الحضارة السعودية وهوية الانتماء ؟تحدث م. عبدالله السليمان قائلاً : لاشك أن إكسبو نقلة نوعية لمكانة المملكة وتتوافق مع منجزات رؤية 2030 وإكسبو فرصة لعرض الابتكارات والمنجزات ، كما أنه يتوافق مع طموحات المملكة على الصعيد العالمي كما في مجال البيئة و التغير المناخي وفي مجال رفع مستوى المعيشة وجودة الحياة فالمعرض سيكون فرصة لعرض مكانة المملكة والاستفادة مما تقوم به الدول الأخرى في هذا المعرض.
أ. عبدالله الحسني: لقد أفاض الضيوف بالمعلومات الثرية والرائعة عن التأسيس وهذه السردية العظيمة، وفي الحقيقة أتوقف عند عبارة أطلقها الدكتور مقبل عندما قال : جذورنا في الأرض وطموحنا عنان السماء.
أعتقد أن السلك الناظم بين الدولة السعودية بمراحلها الثلاث بعد المهمة والطموح العظيمين فالمؤسس محمد بن سعود وحد بين قريتي صغيرتين وأسس الدرعية كعاصمة الدولة الاستعلا وكما ذكر الاستاذ عبدالله السليمان كان لديه لهم التأسيس والمشروع الوحدوي حاضر في ذهنه
رغم قلة الإمكانات والمقومات، وأيضاً الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة السعودية الثانية وعندما سقطت ولاذ إلى الكهف ظل يشغل باله إعادة مجد آبائه، فأعتقد ذلك يرجع إلى الهمة والطموح وبعد النظر عند الأئمة وهي عملية مستمرة حتى عند الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- عندما أعاد توحيد المملكة وهو ما زال في سن مبكرة في الكويت ، وكما يذكر المؤرخون عن هذا التوحيد بأنه أعظم مشروع وحدي في التاريخ ، وليستمر المبني على الطموح والهمة هذا النهج المبني على الطموح والهمة حتى وقتنا الحاضر، فنرى هو ولي العهد في حديثه تشبيهه للهمة يجبل طويق لمهم في تعبير عن توارث القيم والهمم الذى الأسرة وسعادة رئيس التحرير أشار إلى موضوع كيفية ربط الرياض بالتأسيس، وأشار الدكتور مقبل إلى أن ولي العهد سباق إلى مشروعات لم تحدث حتى في الدول الكبرى والمتطورة، ونحن نتذكر حين تدشين الملك الرؤية 2030 قال عبارة موجزة وهي: اسأعمل على أن أجمل المملكة نموذجاً رائداً، وأعتقد أن عملية نمذجة النجاح ونمذجة الرؤية جعل الآخرين يحاكونها وينمذجونها، فأرى أن السلك الناظم في هذه الأسرة هو الطموح وهو ما نعيشه الآن واقعاً من خلال مرتكزات الرؤية الثلاث: "مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر وشعب طموح".
أ. هاني وفا: لدي سؤال موجه لضيوفنا، استمرار الدولة لثلاث مئة عام، صحيح أنها كانت على فترات غير متصلة، لكن ما العوامل التي جعلت من هذه الدولة مستمرة وممتدة وتصبح على ما هي عليه الآن ؟
د. النحاس: النقطة الأساسية هي: أن حكامها من أهلها وتمثلهم بالقيم الإسلامية الحقيقية والعمل الجبار الذي قاموا به بتوحيد المجتمع وساهموا معاً يداً بيد مع جميع أبناء المجتمع في تأسيس هذه الدولة والذهاب بها بعيداً، فهذا كله ما عزز من هذه الدولة وعزز في استمراريتها على هذا المدى البعيد، حتى وإن سقطت في مرحلة ما إلا أن هذا الإرث الجيد الذي بني الحاكم والمحكوم جعل أبناء المجتمع يؤيدون استمرارية هذه الأسرة ويدعموا وجودها وحكمها على في جميع المراحل التي مرت بها والصعوبات التي عانت منها، إذا هي القيم الأصيلة وباعتبارهم أبناء هذا المجتمع وليسوا مفروضين عليه أو آتين من الخارج.
طبيعة الحال فإن أحد ثلاث مئة سنة هي عمر أجيال متعافية. وما قامت عليه الدولة السعودية الأولى من أسس راسخة من الكتاب والسنة، وعظمة الرجمال وكفاحهم، وأنها قامت ونبعت من الأرض نفسها ولم تكن موجهة من جهة أخرى ولم يكن عليها أي يد خارجية وهذا ما جعلها تقوم على وقد أسس صلبة وعقيدة راسخة، وقد استمر هذا المنهج حتى بعد سقوط الدولة السعودية الأولى وذكر أحد المؤرخين بأن الدولة سعود، وهذا كان أثناء سقوطها، حيث كان قريباً من الحدث، وبالفعل بعد سبع سنوات من سقوطها قامت بقيادة الإمام تركي بن عبدالله، وكما ذكر فإن الهمة عزيمة والطموح وعزيمة الرجال قامت الدولة السعودية الثانية على مبدأ نفسه الذي قامت عليه الدولة السعودية الأولى من الكتاب والسنة وتعزيمة الرجال والقيم الحميدة والعدل، فهي الأسس التي قامت بعد عليها الدولة السعودية الثانية واستمرت عليها وبعد سقوطها جاء صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- والذي كان يحلم بنفس ما كان يحلم به الإمام محمد بن سعود بقيام دولة مستقرة أساسها العدل ومحبة الراعي لرعيته، واستمرت -بحمد الله- حتى وصلت إلى ما كن عليه اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده -حفظهما الله-.
م. السليمان :
أعتقد أن أبرز ما يميز التاريخ السعودي هو الإصرار، إصرار قادة الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة على تحقيق الهدف، والطموح في إنشاء كيان وطني وستوره الكتاب والسنة، ويوجد المجتمع ويقضي على الشتات والانقسام الذي كان يعاني منه لذا أرى أن الإصرار هو كلمة السر للدولة وتمسكهم بالكتاب والسنة، وبإذن الله يدوم هذا الوطن ويدوم حكامه وشعبه المتكاتف و المدافع عن بلده وقيادته، الأمر الذي يدعو للفخر به.
عبدالله بن نوح :
أعتقد بوجود عوامل في المؤسسين كل من محمد بن سعود وتركي بن عبدالله والملك عبدالعزيز والملك سليمان -حفظه الله- وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وأولها : الحس الأمني، فالأمن خط أحمر ولا يسمح لأحد أن يمسه. وثانيها : الحس الوحدوي، فالمملكة العربية السعودية دولة واحدة وثالثها : العدل بين أفرادها، ورابعها : العقيدة الصحيحة، فهذه العوامل متوفرة في المؤسسين والأئمة والملوك، بالإضافة إلى الطموح فالإمام محمد بن سعود لولا تدخل الدولة العثمانية والمصرية لربما تمكن من توحيد العالم العربي كله فالإمام محمد بن سعود بعد توحيده للدرعية لم يقف عند ذلك بل ضم الرياض إليها ومن ثم بقية مناطق بجد وأيضاً الأحساء، مع حرصه على ازدهار البلاد وتقدمها وهذا ما عايشناه أيضا في وقتنا الحاضر فرغم حرب اليمن المستمرة من ثماني سنوات إلا أننا نعيش واقعاً فردهراً ولله الحمد.
د. وضحى الرشيدي:
لاشك في وجود عوامل قوية عززت حب وموافقة الناس لحكم هذه الدولة رغم سقوطها وقيامها من جديد ومن ذلك إشاعة الأمن وحماية الناس وقوافل الحجاج، وكذلك القضاء بالعدل وتعيين قضاة في كل منطقة.فالأمن والعدل من أهم عوامل قيام هذه الدولة.
ضيوف الندوة
د. إبراهيم النحاس
م. عبدالله السليمان
د. مقبل الجديع
أ. عبدالله بن نوح
د. وضحى الرشيدي
حضور الندوة
هاني وفا
خالد الربيش
عبدالله الحسني
صالح الحماد
نوال الجبر
سليمان العساف
تركي منصور


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.