عاشت الجماهير الاتحادية في الأيام الأخيرة من فترة الانتقالات الشتوية حالة من القلق والترقب على أمل أن تشهد الفترة حراكا إداريا يعوضها الإخفاق الذي حصل في الفترة الصيفية وانعكس سلبا على مسيرة الفريق الاتحادي في ثلاث بطولات العربية ودوري روشن ثم كأس العالم للأندية. انتهت الفترة ولم تبرم الإدارة الاتحادية سوى خمس صفقات محلية لعلها تلبي الاحتياجات الفنية للفريق فيما لم تبرم الإدارة أي صفقة أجنبية واضطرت لإجراء تدوير بين العناصر الأجنبية العشرة المسجلين في نظام الاتحاد السعودي للمحترفين فأعادت أحمد حجازي وتفاضل بين الرباعي غروهي وروما وكورنادو. ولعل الملفت للنظر أن التسريبات الخاصة بأسماء المحترفين الراحلين والمستمرين تؤكد أن هناك اختلافا بين صناع القرار في البيت الاتحادي ولنقل أنهم أعضاء اللجنة التنفيذية رغم أن القرار الأول والأخير كان من المفترض أن يكون بيد مدرب الفريق غاياردو وهو الذي يقرر من يبقى ومن يرحل. الأخبار تقول إن المدرب لا يرغب في بقاء جوتا وكورنادو، بل أبلغ الأخير بعدم الحاجة له وليبدأ البحث عن نادٍ آخر يستطيع أن يقدم نفسه من خلاله فيما تلعب الإصابة دورا في عدم مقدرة جوتا على البقاء حيث اتضح أنه يعاني من إصابة الفتاق. بلا شك إنها أخبار غير مرضية للمدرج الاتحادي ومع ذلك فإن الأمل في عودة أحمد حجازي مع قرار الإبقاء على كريم بن زيما إلى جانب عبدالرزاق حمدالله وتعول بشكل كبير على هذا المثلث في تصحيح وضع فريقهم الذي أنهكته النتائج السيئة والقرارات الإدارية المتخبطة في الفترة الأخيرة. وإن استثنينا حمدالله وحجازي فإن الأمل في عودة كريم بنزيما لتقديم المستويات المعروفة عنه هو ما ينتظره المدرج الاتحادي الذي تنفس الصعداء بعد انتهاء الفترة الشتوية، وتأكد بقاء بنزيما مع الاتحاد بعد شائعات مزعجة سببت القلق في المدرج، خاصة وأن كريم يظل واحدا من المهاجمين المميزين وإن لم يكن كذلك حتى الآن في المنظومة الاتحادية. ولعل رسالة المدرج الاتحادي إلى كريم بنزيما أنت كريم والمدرج يستحق أن تبذل قصارى جهدك لإسعاده خاصة وأنه استقبل استقبالا تاريخيا يليق باسم أحد نجوم كرة القدم الذهبية على مستوى العالم بخلاف أنه قادم من نادٍ كبير مثل ريال مدريد الإسباني والمسألة نفسية أكثر منها فنية والوعود أكبر بأن يشهد الاتحاد تحولا كبيرا في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. نقطة آخر السطر: صحيح أنني انتقدت مدرب الأخضر مانشيني بعد أخطاء مواجهة كوريا وحملته مسؤولية الإخفاق في بلوغ دور الثمانية، ولكن مع ذلك لا يمكن أن أضم صوتي لأصوات المطالبين برحيله، فالاستقرار هو ما افتقده المنتخب السعودي في سنوات مضت ومانشيني وضع بصمته رغم كل الظروف التي يمر بها اللاعب السعودي ومع الوقت سيعود لتقديم نفسه من جديد. عاد الاتحاد الأحد الماضي أمام الفيصلي فائزا وغدا سيلعب أمام الطائي، ولكن حتما أرى أن نتيجة المواجهتين ستكون الفيصل في مسيرة الاتحاد هذا الموسم وبخاصة مباراة الطائي ففي حالة إخفاق الفريق فيها فسيواجه أزمة لن يخرج منها بسهولة.
