يُعد التميز سمة إنسانية مغروسة في الإنسان، فكل فرد يسعى بطبعه إلى التميز في أي مجال يحبه ويرغبه، من أجل إشباع رغباته للحصول على هدف معين، وفي كل زمان يبرز فيه العديد من المتميزين في شتى الأعمال والعلوم والقدرات وحتى الفنون والرياضة، وتراهم يبذلون الكثير من الجهد والوقت والمال من أجل تحقيق هذا التميز، فهناك على مر العصور من خلدوا ذكرهم بتميزهم في مجال علمهم أو دراستهم أو إنجازاتهم في شتى المعارف والعلوم، ومنذ عقود قليلة من الزمن برز في بلادنا العديد من المتميزون في شتى المجالات، وبقيت ذكراهم العطرة تروى للأجيال بما حققوه من تميز في ما قدموه من علوم وإنجازات علمية وثقافية واجتماعية، جعلتهم قدوة يحتذى بهم من أجل تحقيق إنجازات مماثلة أو أكبر مما حققوه، فالبعض منهم حقق التميز في مجال الطب والعلوم والبحث والتأليف والتحقيق وحتى في مجال الحياة الاجتماعية بالكرم والجود والعطاء والفروسية والشعر وغيرها من المجالات، وفي زماننا هذا ظهر فئة تبحث عن التميز باقتنائها للأشياء المميزة كالسيارات الكلاسيكية والحيوانات كالإبل والخيول الأصيلة ونوادر التحف والمقتنيات الأثرية، وذلك لإشباع هواياتهم المحببة اليهم، حتى وصل الأمر في وقتنا الحاضر إلى انتشار هواية البحث عن التميز باقتناء الأرقام المتميزة للهواتف المحمولة، ثم تبعها اقتناء أرقام لوحات السيارات المميزة، والتي وصلت أسعارها إلى أرقام خيالية، وبات يبحث عن اقتنائها ليس التجار والموسرين فقط بل الكثير من فئات المجتمع من ذوي الدخول المتوسطة، حيث باتت وسائل التواصل الاجتماعي تعرض الكثير من أرقام هذه اللوحات وباتت تجارة رائجة لها زبائنها ومحبوها ومتتبعوها أيضاً. مهارة وسمة والتميز عبارة عن مهارة أو سمة غالبًا ما تكون جيدة، وبالتالي فإنها تتجاوز المعايير العادية، كما أنه يستخدم كذلك كمعيار للأداء، ومن منظور نفسي يمكن فهم الدافع على أنه العوامل الداخلية أو الخارجية التي تحفز الرغبة والطاقة في الأفراد على متابعة هدف معين، وغالباً ما يتم تغذيتها بمجموعة من المحفزات الجوهرية والخارجية، والدوافع الجوهرية تأتي من الداخل مدفوعة بالرضا الشخصي أو التمتع أو الشعور بالهدف، ومن ناحية أخرى ينبع الدافع الخارجي من المكافآت الخارجية مثل الاعتراف أو الثناء أو المكاسب المالية، وعندما يتعلق الأمر بالسعي لتحقيق التميز يصبح الدافع أكثر أهمية، إذ إنه بمثابة حافز يدفع الأفراد إلى تجاوز قدراتهم الحالية. تميز متنوع وتزخر بلادنا بالعديد من المتميزين في العلوم ومجال الطب، ومنهم من تميز في مجالات الابتكار، وآخرون في التاريخ والتدوين، وكذلك الشعراء والمتميزون بإنتاجهم الأدبي والثقافي، إضافةً إلى من أكملوا دراساتهم العليا والحصول على أرقى الشهادات من جامعات العالم أو الجامعات المحلية أو الأكاديميات، وتبوؤا العديد من المناصب العليا فأخلصوا العمل والابتكار والإنجاز، وغيرهم الكثير ممن لو أردنا أن نذكر بعضاً منهم لتطلب منا ذلك أن نخصص لهم كتباً تذكر أسماءهم ومنجزاتهم. أرقام ولوحات وتعد فئة الشباب الأكثر طلباً للأرقام المميزة، خاصةً من أصحاب الدخل الجيد، فهم لا يهتمون بالسعر طالما أعجبهم الرقم، وتعيش تجارة الأرقام في وقتنا الحاضر قبولاً ورواجاً كبيرين، حيث ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في انتشار هذه الظاهرة، فهي تحفل بالعديد من صفحات العرض والطلب على شراء وبيع الأرقام المميزة، ليس للهواتف المحمولة فحسب، بل أيضاً لأرقام لوحات السيارات وهي الأكثر رواجاً، وكذلك ليس في بلادنا فحسب بل وفي العديد من دول العالم، وبعد تزايد الطلب على أرقام الهواتف المحمولة المميزة فقد دأبت شركة الاتصالات على طرح العديد من أرقام الهاتف الجوال المميزة في مزاد علني، وتم تصنف تلك الأرقام المشاركة في المزاد إلى ذهبية، وفضية، وبرونزية، ومميزة، وقد تم بيع العديد من تلك الأرقام بمبالغ تجاوزت الملايين، ونظراً لكثرة الباحثين عن لوحات السيارات المميزة بأرقامها وحروفها فقد أتاحت الإدارة العامة للمرور الفرصة للراغبين في ذلك بطرح مزاد اللوحات الإلكتروني عبر منصة أبشر، التي تمكّن الراغبين في شراء اللوحات المميزة من المشاركة في المزاد إلكترونياً، حيث إنه يمكن لجميع الراغبين في شراء اللوحات المميزة المشاركة في المزاد، وتحديد طريقة المشاركة، حيث يتم أولًا الدخول إلى منصة أبشر، ثم اختيار خدماتي، وبعدها اختيار المرور، ثم اختيار خدمة مزاد اللوحات الإلكتروني. مزاد خيري ونظراً لإقبال الكثيرين على الحصول على أرقام مميزة لهواتفهم المحمولة فقد دأبت شركة الاتصالات السعودية على طرح مزادات خيرية لعدد من أرقام الهاتف المحمول يخصص ريعها لعدد من الجهات الخيرية، وقد تم تنفيذ المزاد الأول بنجاح، وتلا ذلك تم طرح المزاد الثاني تحت شعار "ميّز رقمك.. تتميز حياتهم"، وذلك ضمن المبادرات الإنسانية للاتصالات السعودية، حيث نظمت الشركة مزادها الخيري الثاني للأرقام المميزة في عام 2010م، والذي يعود ريعه لدعم الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام -إنسان-، وجمعية الأطفال المعوقين، وجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي -كِلانا-، وأقيم المزاد على 60 رقماً وقدمت الشركة للمشترين من هذه المجموعة عضوية التميز، والعديد من المميزات الأخرى، وتأتي هذه المبادرة الوطنية ضمن إستراتيجية شركة الاتصالات السعودية في مجال دعم وخدمة المجتمع والجهات ذات الأنشطة الخيرية، كما تفخر الشركة بريادتها للجهود المستمرة للتواصل والتنسيق معها وكافة فئات المجتمع لدعم المشاريع الخيرية والتنموية ومختلف المشروعات الهادفة، كما تملك الشركة سجلاً حافلاً بالمساهمات في مجال خدمة المجتمع والمسؤولية الاجتماعية على مختلف الصعد كبرامج الوفاء التعليمي والصحي والديني والثقافي التي اشتملت على تأسيس وتطوير وتشغيل سلسلة من المؤسسات والأقسام والوحدات في المجالات المشار إليها فضلاً عن دعم تأهيل وتدريب وتوظيف الشباب السعوديين. تحقيق مكاسب ويسعى الكثيرون لزيادة دخلهم وذلك عن طريق الانخراط في الأعمال التجارية، التجارة الإلكترونية التي تتيح لهم البيع والشراء دون الحاجة إلى استئجار محل واستصدار رخص تجارية ورأس مال، ووجد البعض منهم ضالته في دراسة حاجة السوق والتي أغلبها البحث عن الأرقام المميزة للهواتف المحمولة والأرقام المميزة للوحات السيارات، حيث باتوا يتابعون الإعلانات التي تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية التي تعرض تلك الأرقام واللوحات المميزة وتقوم بالبيع والشراء وتحقيق الكثير من المكاسب في وقت وجيز، بل تعدى الأمر ذلك إلى قيام الكثير منهم بالبحث عن السيارات القديمة أو المتعطلة أو المهملة في الأحياء وورش السيارات والتي تحمل لوحات مميزة، ومن ثم إغراء صاحبها بمبالغ كبيرة تجعله يوافق ببيعها على الفور دون معرفته بالقيمة الحقيقية للوحات المميزة التي تحملها، فيقوم من قام بشرائها بعرض اللوحات لاحقاً في المزادات الإلكترونية فيحقق مكاسب قد تصل إلى أضعاف القيمة التي اشتراها. اقتناء وحفظ وبات هوس الكثير بالبحث عن الأشياء المميزة هاجساً يلازمهم، فأصبحوا يبحثون عن التميز عن طريق اقتناء الأشياء المميزة من قطع تراثية نادرة أو سلالة نادرة من الجمال أو الخيول، أو الأرقام المميزة للهاتف الجوال أو لوحات السيارات المميزة، خاصةً من الموسرين ومن فئة الشباب تحديداً، فبعد أن كان البحث عن التميز في العمل أو الإتقان أو البحث العلمي والأدبي هو السائد في كل زمان إلاّ أن البحث عن التميز بما يقتنيه من النوادر وخصوصاً الأرقام المتميزة للهاتف المحمول ولوحات السيارات هو السائد في وقتنا الحاضر، ومع هذا كله فلا يزال هناك كثير من المبدعين الذين يحرصون على التميز في العلم والابتكار وتنمية الموهبة بعيداً عن البحث عن الأضواء. «الأولون» تميّزوا بالبساطة وإتقان العمل فاكتسبوا شهرة في محيطهم البحث العلمي والابتكار هدف رئيس للمبدعين هناك من لجأ إلى شراء السيارات التالفة ذات الأرقام المميزة اقتناء النوادر القديمة تميز بها البعض إدارة المرور سهّلت شراء اللوحات المميزة لراغبيها على منصة أبشر
