خدم «الرياض» 40 عاماً لاعباً وإدارياً.. ودعوة لإطلاق اسمه على أحد مرافق النادي صالح فيروز رفيق طفولة السقا ومفتاح سعادته ودعت الساحة الرياضية الثلاثاء الماضي واحداً من اللاعبين النادرين الذين جمعوا بين المستوى الفني الرفيع في الملاعب والتعليم الأكاديمي العالي في رحاب أعرق الجامعات السعودية والأميركية برحيل المدافع الدولي وكابتن الرياض سابقاً الدكتور صلاح السقا (1380-1445ه) بعد معاناة طويلة مع المرض -رحمه الله-. وبرحيله يفقد الوسط الرياضي واحداً من رموزه النبلاء الذين تحلوا بالخلق الرفيع والأدب الجم والتواضع في أجمل صورة الوفائية. ورغم معاناته المرضية التي بدأت في عام 1422ه وتفاقمها في سنواته العشر الأخيرة كان د. صلاح في شدة أزمته الصحية صابراً محتسباً على مرضه مجسداً قوة إيمانه وثباته في أشد مراحل الألم والمعاناة المرضية، وقد اتفق الرياضيين بمختلف ميولهم على محبته وتعامله المثالي مع الجميع. اليمامة الثانوية صقلت موهبته الرياضية صفحة (نجوم الأمس) كعادتها في رصد سيرة كل من خدم الحركة الرياضية خرجت بهذا التقرير الوفائي لجوانب تاريخية من سيرة الفقيد الخلوق د. صلاح واسمه الكامل: صلاح أحمد محمد السقا من مواليد مكةالمكرمة عام 1380ه / 1960م، أب ل(أحمد - فيصل – وعد)، وانتقل مع أسرته لمدينة الرياض قبل بلوغه السادسة من عمره، فدرس المرحلة الابتدائية بمدرسة الناصرية والإعدادية في متوسطة ابن زيدون والثانوية بمدرسة اليمامة الثانوية التي صقلت موهبته الرياضية في ميدان ألعاب القوى، إذ كان عداء بارعاً برز بطلاً في سباقي 400م و800م في بطولات المدارس على مستوى المنطقة الوسطى في النصف الثاني من التسعينات الهجرية إلى جانب تألقه كمدافع في كرة القدم. مثل منتخب الشباب قبل 46 عاماً أما علاقته الكروية بنادي الرياض فقد بدأ النجم الراحل صلاح مشواره شبلاً في سن ال14 عاماً 1394ه / 1974م، وتدرج إلى أن وصل الفريق الأول ونال شارة قيادته بالتناوب مع زميله عبدالعزيز الشليل، واستمر في تمثيل الرياض حتى موسم 1407ه، واختير في تلك الفترة وتحديداً عام 1399ه لتمثيل منتخب المملكة للشباب في أكثر من مناسبة حتى عام 1401ه. وودع الملاعب ليتفرغ لدراسته الجامعية العليا، وكان الفقيد مثالاً للرياضي ذي الطموح العلمي العالي، وتبعاً لذلك ابتعثته جامعة الملك سعود التي تخرج منها وعين معيداً فيها بعد حصوله على بكالوريوس تربية بدنية عام 1405ه لاستكمال دراسته العليا في الولاياتالمتحدة عام 1407ه الذي أعلن فيه ابتعاده عن الملاعب. وفاء صالح القاضي وينظر د. صلاح بعين التقدير والامتنان لرجالات ناديه وبالذات رئيسه السابق الأستاذ صالح القاضي -رحمه الله- الذي كان أبرز المحفزين والداعمين له في مشواره التعليمي خارج الوطن، وهناك في الولاياتالمتحدة نال شهادة الماجستير في علم النفس الرياضي عام 1991م ثم حصل على الدكتوراة عام 1996م في علم النفس الرياضي والنمو والتطور البدني. الحكير اختاره نائباً للرئيس أما الخبرات العملية والإدارية في مسيرة هذا الرياضي الأكاديمي الرائع -رحمه الله- في أروقة ناديه (الرياض) فقد بدأت في عهد رئاسة الأستاذ ماجد الحكير بدخول صلاح عضواً في مجلس إدارته عام 1417ه، واستمرت عضويته مع تعاقب الإدارات التالية، وكان عمله هذا تطوعياً وبدون مقابل مادي وفاءً وعرفاناً منه بجميل ناديه عليه، ثم اختير نائباً لرئيس (الرياض) بين عامي 1422-1423ه. رأس اتحاد رياضة الصالات كما تم اختياره عضواً في مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم منذ عام 1433ه، ثم عيّن رئيساً للاتحاد السعودي لرياضة الصالات، وساهم في تطوير ونشر اللعبة منذ سنوات. وفي رحاب الجامعة عيّن بعد تخرجه عام 1405ه معيداً بقسم التربية البدنية – كلية التربية، وبعد ابتعاثه وعودته بالدكتوراة وهو مرصع بالعلم والمعرفة من أعرق الجامعات الأميركية ترقى د. صلاح الى أستاذ مساعد – كلية التربية خلال الفترة من 1417-1428ه، وبعد عشر سنوات ترقى إلى درجة أستاذ مشارك ومحاضر بكلية علوم الرياضة والنشاط البدني بالجامعة، وكان قريباً من درجة الأستاذية (بروفيسور) إلا أن ظروفه الصحية لم تسعفه في إكمال بحوثه العلمية وأجبرته على تقديم التقاعد المبكر. وعيّن د. صلاح فيما مضى أميناً عاماً للاتحاد الرياضي للجامعات السعودية. الدوس يكشف معاناة صلاح المرضية أما رحلة هذا النجم الرياضي مع المرض فيتحدث عنه عضو مجلس إدارة نادي الرياض وأمينه العام سابقاً الأستاذ سلطان الدوس الذي يعد واحداً من أقرب أصدقاء الفقيد، يقول سلطان في حديث ل(الرياض): «عانى د. صلاح السقا -رحمه الله- من مشكلات صحية باطنية عام 1422ه وأثرت عليه فتدهورت حالته الصحية وانخفض وزنه وتنقل بين المستشفيات طلباً للعلاج دون فائدة مما اضطره إلى السفر على حسابه للعلاج في أميركا وتحسنت حالته الصحية إلى عام 2020م الذي أصيب فيه بفشل كلوي، وأصبح يراجع وحدة الغسيل مرتين في الأسبوع، ثم بدأت معاناته تتزايد بعدما أصبح يتردد على وحدة الغسيل يومياً، وهو ما أتعبه كثيرا، وفي الأسبوعين الماضيين نقل إلى المستشفى وبقي فيه إلى أن توفاه الله». صالح فيروز صديق طفولته وأضاف: «آخر مرة التقيته بها قبل أسبوعين تقريباً من دخوله المستشفى في استراحة الصديق محمد الحميضي بحضور الصديقين لاعبي (الرياض) السابقين: عبدالعزيز الشليل والعميد صالح فيروز الذي تربطه بصلاح صداقة قوية وزمالة دراسة منذ المرحلة الابتدائية في الناصرية، وكان السقا مسروراً للغاية في تلك الليلة في استرجاع ذكرياتهما الدراسية ومواقفهما الطريفة». أتمنى تكريمه من إدارة نادي الرياض وأكد الدوس في ختام حديثه أن د. صلاح قدم الكثير من الجهود والتضحيات للرياضة السعودية عامة ولنادي الرياض خاصة، وقال: «تقديراً لتاريخه المشرف مع (مدرسة الوسطى) التي خدمها نحو 40 عاماً لاعباً وإدارياً أتمنى من إدارة (الرياض) إطلاق اسمه على أحد المرافق الداخلية بمقر النادي تقديراً لإخلاصه واسمه الذي سيبقى حياً في ذاكرتنا ولوفائه مع مدرسة الوسطى -رحمه الله- فهذا أقل واجب يقدمه رجالات نادينا اليوم لابن النادي الراحل». رحم الله د. صلاح السقا رحم الله الرياضي والأكاديمي د. صلاح السقا عاشق (مدرسة الوسطى) والشخصية الجامعية القيادية المحفزة للغير وأحد أعلام علم النفس الرياضي في الوطن العربي. وتعازينا لأبنائه أحمد وفيصل ووعد ووالدتهم، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يجعل ما أصابه من تعب ومرض طهوراً وأجراً ورفعة له في الدرجات، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة. صلاح «الثاني من اليسار وقوفاً» مع فريقه (الرياض) عام 1404ه د. صلاح في حفلة التخرج للدكتوراة بالولاياتالمتحدة 1996م السقا قائد للرياض مع كابتن الاتفاق صالح خليفة قبل إحدى المباريات 1404ه صلاح السقا وبجانبه سلطان الدوس في استراحة عبدالله آل الشيخ ويظهر في الصورة أحمد زايد 1442ه السقا عضو اتحاد الكرة يسلم البلطان كأس دوري الشباب آخر صورة للفقيد د. صلاح قبل وفاته بشهر مع صديق طفولته صالح فيروز وسلطان الدوس وعبدالعزيز الشليل في استراحة محمد الحميضي السقا في بداية مرضه خلال استقباله مجموعة من محبي ولاعبي ناديه ضوئية لحوار رمضاني قصير نشرته (دنيا الرياضة) مع صلاح السقا أجراه المحرر (10-9-1401ه) صلاح بشعار منتخب الشباب 1401ه