نظم نادي جازان الأدبي، أمسية شعرية للشاعر محمد النعمي، والتي تعد أول مشاركة له بعد انقطاع منذ (15) سنة، والتي أدارها الدكتور إبراهيم أبوهادي، وقد تناول الشاعر النعمي العديد من النصوص الأدبية والنثرية، كان من أبرزها قصيدة الشعر والوطن قال في مطلعها: يا موطناً حبلهُ بالله متصلٌ منذُ تهامتْ على بطحائه السورُ تلحَفَ النصر عينُ الله تحْرسهُ عن ورْدِهِ البغي مدحورٌ ومنكسرُ ثم قصيدة جراح الجحود قال فيها: أنت والله بالمعاناة أدرى وبهمِّ القريض أكثرُ خُبْرا خضتَهُ قبلنا فكنت المجلي ممخراً في العباب مدّاً وجزرا وقصيدة بعنوان لوعة قال فيها: جرَّ ثوبَ الدلالِ حين تثنى ليتهُ رقّ للفؤادِ المعنى أهيفٌ ناعسُ الجفون غريرٌ ما يبالي بواجدٍ يتضنى وجاءت بعدها قصيدة بعنوان بيش: آهِ يامرتعَ الهوى والتصابي وملاهي الصِّبا وزهوِ الشبابِ رقّ فيك الهوى وذابَ اشتياقاً لرؤى الشّطِ لخضرارِ الروابي وقدمت نجلاء مطري المحاضرة بجامعة جازان، ورقة نقدية للشاعر النعمي قالت: إنّ الولوجَ إلى عوالم الشاعر محمد النعمي من خلال نصوصه الغزلية، والوطنية، والاجتماعية، والإنسانية وما تحمله عناوينها ب:(لوعة، حلم الصبا، العيد والغياب، بوح، شجون لا تنتهي، صدى الذكريات، جَلّ من سواك، همسة، رفات، جراح الجحود، الشعر والوطن، رسالة ولاء وانتماء، عاشت بلادي، هَمْسَةٌ عَلَى قَارِعَةِ الْحُزْن وغيرها) تكشف لنا عن تجربة وجدانيّة مكتنزة بالشجن/ الغربة/ الوجع/ الفرح/ الذكريات/ الجفاء/ الوصل/ الصخب/ الحزن/ الحب.. مع ما تكتنف هذه الدوال من مدلالوت توحي بارتباط الشاعر الوثيق بالزمن ودلالاته، فالزمن لدى الشاعر يتنوع ما بين زمن كرنولوجي، ونفسي، وميتافيزيقي، واجتماعي، وهو في كل ذلك يعالجُ ذكرياتِ الطفولة، والحبّ، والشباب، والأحداث والمناسبات، والأمكنة السيريّة الذاتيّة والعامّة، والحضور والغياب للأشخاص في نصوصه الشعريّة. وبإمكان أيّ قارئ أن يلاحظَ تكثيف دوال الزمن في نصوصه إذ نجده مسيطرًا بدَلالاته وصيغه المختلفة، فالشاعرُ على وعي في إحساسه بالزمن، وكأنّ هذا الإحساسَ يكشفُ عن الوطأة التي تعتريه جرّاء هذا الزمن، وبذلك يستطيع أن ينفذ من خلاله إلى الواقع، ويستكنه ما فيه للبحث عن ماض يجسّد صورة حلم في الذاكرة، ويظهر لنا هذا الأمر في ثلاثة أشكال: الأول: يظهر في خطابه للوطن المعشوق وما تحمله ذاكرته العبقة من صور الحياة العذبة فيه وحاضر ملئ بحب الوطن والدفاع عنه بالأرواح، ومستقبل مشرق لهذا الوطن، وحين يكون الوطن معشوقًا تصدق المشاعر: قاسمْتُهُ العمرَ أسْراري وسانِحَتي من الرّغابِ وما رفّتْ به الفِكَرُ وكانَ نعمَ الوفي إنْ رابني زمَنٌ وكانَ لي مسْعفاً إنْ مسّني الضّررُ واليومَ عن صرْختي صُمّتْ مسَامِعُهُ وعنْ أغانيّ بُحَّ النّايُ والوَتَرُ إن الشاعرَ في نصوصه عن الوطن يشعرُ بالاغتراب عن زمنه، لكنّ الوطنَ هو المسرى الوحيدُ الذي يجعله أكثر اتزانًا، فالوطنُ = هو، ويصبحُ الشاعرُ معادلاً موضوعيًا للوطن في مغبَّةِ الغربة الروحية. في نهاية الامسية التي لها من اسمها نصيب (دفء الشعر) عرض مدير رئيس نادي جازان الأدبي حسن الصلهبي أن يتسلم برنامج دفء الشعر وعرض على النعمي طبع أشعاره وتكون ضمن إصدارات نادي جازان الأدبي.