أزمة صحية أقعدته.. ويلازم سرير المرض منذ عام أول هدية تلقاها (دباب ابن سعيد).. وآخرها 50 ألفاً من مقرن بن سعود يزخر تاريخ نادي الهلال بنجوم كبار وأسماء لامعة برزت في الخارطة الزرقاء منذ تأسيسه، ومن بين تلك الأسماء اللامعة التي برزت في حقبة ثمانينات القرن الهجري الماضي –الستينات الميلادية– النجم الخلوق (فهد بن نصيب) الذي يعد واحداً من أبرز اللاعبين في خط الوسط على مستوى المملكة في تلك الفترة. كان يتمتع بمهارات فردية عالية وأداء رجولي ينم عن روح قتالية في الملعب، وكان يحظى بتقدير الإدارات التي مرت على الهلال لحبه للشعار وأخلاقه العالية وتعامله المثالي. هذا النجم الدولي السابق يمر اليوم بأزمة صحية أقعدته منذ قرابة العام وأصبح يلازم السرير الأبيض «شفاه الله». صفحة «نجوم الأمس» كعادتها في نقل هموم ومعاناة نجوم الماضي الجميل.. زارت النجم السابق فهد بن نصيب وخرجت بالتقرير التاريخي التالي الذي يتحدث عن مسيرة هذا اللاعب الدولي وتاريخه الرياضي في الملاعب مع المنتخب وناديه الهلال. طرق أبواب الهلال قبل 62 عاماً ولد الكابتن فهد عيسى بن نصيب بمدينة الرياض عام 1366ه - 1946م، أب لأربعة أولاد: تركي – فيصل – سعود – منصور، إضافه إلى ثلاث بنات: نجلاء – أميرة – نورة. بدأ في مزاولة الكرة أواخر السبعينات الهجرية في حارة الحلة بالبطحاء، وكان من زملائه في فريق الحارة الأخوان عبدالرحمن وعبدالله بن عمر ومحمد عبدالهادي أبو حطبة الذين التحقوا بصفوف الهلال معه. وساهم لاعب الهلال الراحل عبدالعزيز العييد الملقب ب(الفشة) -رحمه الله- في تسجيله بناديه عقب مشاهدته لفهد في مباراة حواري وأعجب بأدائه ومهاراته الفردية وعرض عليه الالتحاق بالهلال فلم يتردد بالموافقة، ليقدمه للأمين العام للنادي آنذاك المعلق الرياضي المعروف الأستاذ محمد رمضان -شفاه الله- عام 1383ه 1963م، فرحب به ونقل رغبته لرئيس النادي ومؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- فرحب به أيضاً وأهداه (دباباً) كان يمثل أقصى طموح جيل ذلك الوقت امتلاك دراجة نارية، فرح بها ابن نصيب وسجل في كشوفات الزعيم وأعجب به مدرب الفريق الأول -السوداني– التوم جباره الله -رحمه الله- الذي قاد الهلال لتحقيق كأس الملك وكأس ولي العهد معاً في موسم 1384ه. «مدرب الكأسين» راهن على نجاحه ومنح المدرب التوم ابن نصيب الفرصة لتمثيل الهلال في درجاته الثلاث برغم صغر سنه جنباً إلى جنب مع زملائه سلطان الراجح (سمارا) وحميد جمعان وحسين العليان وعزيز جمعان وعبدالرحمن بن عمر. ويدين الكابتن فهد للمدرب التوم بالفضل بعد الله في بروزه وتشجيعه في بداية مشواره بعدما صقل قدراته المهارية بتوجيهاته الفنية وثبته كلاعب وسط بعدما كان يلعب في مركز الجناح الأيسر. أول تألق أمام أهلي الرياض كانت أول مباراة له مع الفريق الهلالي الأول عام 1383ه أمام أهلي الرياض (الرياض حالياً)، وشارك فهد في الشوط الثاني ليساهم في قلب النتيجة من 3/1 للأهلي إلى 6/3 للهلال في الشوط الثاني بعدما نجح في صنع أهداف الشوط الثاني الخمسة. ابن سعيد أول الداعمين ويتذكر فهد بن نصيب بشي من الثناء والتقدير الأيادي البيضاء لمؤسس النادي عبدالرحمن بن سعيد قائلاً: «لهذا الرجل الكريم أفضال عديدة امتدت لي ولغيري من الزملاء الذين كانوا يمرون بظروف معيشية صعبة أحاطهم بعنايته ورعايته الأبوية وكان يحفزنا مادياً ومعنوياً بمرتبات ثابتة كان يصرفها لنا من جيبه الخاص رحمه الله». صديق الصحفيين ومن الجوانب المضيئة في شخصية النجم السابق التي لمسها كل من عرف فهد بن نصيب أنه رجل نقي السريرة، يحمل بين جوانحه قلباً لا يعرف الكراهية، محب للخير كريم النفس، وهذا ما شعرت به عن كثب خلال عمله الوظيفي في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعد اعتزاله اللعب وتدرج في العمل إلى أن عين رئيساً لقسم التصوير في إدارة الإعلام والنشر، وكان (أبو تركي) صديقاً لكل الصحفيين ومحبوباً من الزملاء الإعلاميين الرياضيين في تلك الفترة. وأكمل فهد تحصيله العلمي الأكاديمي بانتسابه لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ونال بكالوريوس – تخصص اجتماع. أقوى ثنائي مع «ابن مناحي» وداخل الملعب شكل فهد بن نصيب ثنائياً متفاهماً مع كابتن المنتخب الأول والهلال سلطان بن مناحي -رحمه الله- في منطقة الوسط، وكان ضمن أفراد المنتخب في أول مشاركة سعودية في تاريخ دورات كأس الخليج العربي بالنسخة الأولى في البحرين عام 1970م. وتأثر فهد بالكابتن سلطان مناحي وكان معجباً بروحه الوثابة في الملعب وأدائه القتالي وروحه القيادية وإخلاصه للشعار. ملك (الدبل كيك) وكان ابن نصيب من أشهر لاعبي الهلال في إجاده اللعبات المقصية (الدبل كيك) وكانت أجمل مواسمه مع الهلال في الموسم التالي لانضمامه إليه يوم حقق كأسي الملك وولي العهد معاً عام 1384ه، فيما كانت أسوأ مواسمه عام 1388ه يوم مني الهلال بخسارة مفاجأة في نهائي كأس الملك أمام الاتفاق بنتيجة 4/2، وقدم فهد في تلك المباراة أداء لافتًا لكنه كان حزيناً وهو يتسلم الميدالية الفضية بدل الذهبية من يد الملك فيصل -رحمه الله- في ملعب الصايغ بالرياض. مثل في أول دورة خليجية وتم اختيار فهد لتمثيل منتخب الوسطى قبل انضمامه للمنتخب الأول بسنوات، وشارك عامي 86 – 1387ه في كأس المصيف وكأس ولي العهد اللذين تنافست عليهما منتخبات المناطق آنذاك. أجمل أهدافه في مرمى الشباب واستقبل مرمى الشباب أجمل الأهداف التي أحرزها فهد بن نصيب بطريقة مقصية في مرمى الحارس عبدالله بن سالم من تمريرة بالكعب من أسطورة هلال الثمانينات مبارك العبدالكريم -رحمه الله- سددها فهد على الطاير ولقب على إثرها ب(ملك الدبل كيك). مكافأة سخية من مقرن بن سعود ويتذكر ابن نصيب تلك المكافأة السخية التي تلقاها من عضو شرف الهلال الأمير مقرن بن سعود -رحمه الله- حين قدم له مبلغ 50 ألف ريال تشجيعاً لتألقه أمام النصر وقيادته الهلال للفوز بهدفين في النصف الثاني من الثمانينات. نهاية مؤلمة بلعبة مقصية نهاية مشوار النجم الخلوق فهد بن نصيب في الملاعب كانت على إثر إصابة مؤلمة لركبته تعرض لها في مباراة للهلال عام 1393ه نتيجة لعبه مقصية ونزل بجسمه على ماسورة جانبية في ملعب الملز ارتطمت بها ركبته فتضررت غضاريفها وأجريت له أكثر من عملية غير ناجحة ليودع الملاعب بعد عشر سنوات من الركض وكانت لهذه الإصابة مضاعفات صحية عندما يقوم بأي جهد إذ يحدث تورم وتضخم في الركبة. فهد في بداياته مع مدربه التوم جباره الله وكأس الملك 1384ه (ملك الدبل كيك) فهد بن نصيب بشعار الهلال في ملعب الصايغ 1391ه مع نجم الهلال السابق حسين العليان 1388ه فهد بن نصيب (الثاني من اليمين جلوساً) مع الهلال عام 1392ه ويظهر في الصورة شقيقه الأصغر سلطان (الأول من اليمين وقوفاً) ابن نصيب (الثاني من اليسار وقوفاً) مع منتخب الوسطى عام 1387ه يقدم هدية تذكارية للحكم الدولي فهد الدهمش في اعتزاله -رحمه الله- 1401ه (أرشيف منصور الدوس) ابن نصيب خلف الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- في اجتماع خليجي عام 1403ه ويظهر في الصورة الشيخ فهد الأحمد -رحمه الله- والإعلاميون محمد العوام وفهد الدوس وفيصل القناعي -رحمه الله- مع صديقه لاعب النجمة محمد العبد الرزاق (كبسون) -رحمه الله- 1421ه فهد في إحدى المناسبات وبجانبه نجم الهلال السابق سعيد بن يحيى ووقوفاً من اليسار ناصر الراجح – فهد المليفي – عبدالعزيز السبهان – فهد الرشيد
