أمير تبوك يستقبل الأمين العام لمجلس منطقة جازان    فيصل بن بندر يرعى حفل التميز لخريجي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .. غدا    أمير المنطقة الشرقية يفتتح يوم المهنة ال39 بجامعة الملك فهد    القدية تطلق أكواريبيا.. أكبر متنزه ترفيهي مائي في المنطقة    السعودية وبريطانيا تبرمان اتفاقية لإنقاذ جوعى الصومال    لماذا شرعت روسيا في إجراء تدريبات نووية؟    وزير العدل يفتتح المؤتمر الدولي للتدريب القضائي في الرياض    أغسطس «2020».. آخر فوز للراقي    بسبب الهلال..عقوبات من لجنة الانضباط ضد الاتحاد وحمدالله    الرئاسة الفلسطينية تحذر: إسرائيل تخطط ل«أكبر جريمة إبادة جماعية» في رفح    مخبأة في حاوية بطاطس.. إحباط تهريب أكثر من 27 كيلوغراماً من الكوكايين بميناء جدة الإسلامي    "آلات" تطلق وحدتَي أعمال للتحول الكهربائي والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي    تعليم الطائف ينظم اللقاء السنوي الأول لملاك ومالكات المدارس الأهلية والعالمية    تقديم الإختبارات النهائية للفصل الدراسي الثالث بمنطقة مكة المكرمة.    هيئة الأمر بالمعروف بنجران تفعّل حملة "الدين يسر" التوعوية    وحدة الأمن الفكري بالرئاسة العامة لهيئة "الأمر بالمعروف" تنفذ لقاءً علمياً    انطلاق "مهرجان الرياض للموهوبين 2024".. غداً    في نقد التدين والمتدين: التدين الحقيقي    مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُنظم مؤتمرًا دوليًا في كوريا    ارتفاع أسعار الذهب    550 نباتاً تخلق بيئة نموذجية ب"محمية الملك"    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع "كوليبالي"    "المرويّة العربية".. مؤتمر يُعيد حضارة العرب للواجهة    أمطار ورياح مثيرة للأتربة على عدد من المناطق    «كلاسيكو» تأكيد الانتصار أم رد الاعتبار ؟    اللذيذ: سددنا ديون الأندية ودعمناها بالنجوم    80 شركة سعودية تستعرض منتجاتها في قطر    «التعليم»: أولوية النقل للمعلمين لنوع ومرحلة المؤهل العلمي    السعودية.. الجُرأة السياسية    5 مشروبات تكبح الرغبة في تناول السكَّر    سمو ولي العهد يهنئ ملك مملكة هولندا بذكرى يوم التحرير في بلاده    انطلاق بطولة كأس النخبة لكرة الطائرة غدا    محافظ الطائف يناقش إطلاق الملتقى العالمي الاول للورد والنباتات العطرية    المجرشي يودع حياة العزوبية    «عكاظ» ترصد.. 205 ملايين ريال أرباح البنوك يومياً في 2024    تدخل عاجل ينقذ حياة سيدة تعرضت لحادث مروري    وصول التوءم السيامي الفلبيني إلى الرياض    بدر بن عبد المحسن المبدع الساعي للخلود الأدبي    هدف لميسي وثلاثية لسواريس مع ميامي    القادسية لحسم الصعود أمام أحد.. الجبلين يواجه العين    وزير الموارد البشرية يفتتح المؤتمر الدولي للسلامة والصحة المهنية    100 مليون ريال لمشروعات صيانة وتشغيل «1332» مسجداً وجامعاً    السعودية وأميركا.. صفحة علاقات مختلفة ولكنها جديدة    فيصل بن نواف: جهود الجهات الأمنيّة محل تقدير الجميع    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على بدر بن عبدالمحسن    فيصل بن مشعل: يشيد بالمنجزات الطبية في القصيم    المعمر، وحمدان، وأبو السمح، والخياط !    عزل المجلس المؤقت    تقدير دعم المملكة ل "التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب"    أمراء ومسؤولون وقيادات عسكرية يعزون آل العنقاوي في الفريق طلال    مهرجان الحريد    "سلمان للإغاثة" يُدشِّن البرنامج الطبي التطوعي لجراحة القلب المفتوح والقسطرة بالجمهورية اليمنية    البحث عن حمار هارب يشغل مواقع التواصل    تأملاّيه سياسية في الحالة العربية    الدور الحضاري    رحيل «البدر» الفاجع.. «ما بقى لي قلب»    إستشارية: الساعة البيولوجية تتعطَّل بعد الولادة    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عهود السامر: خضعت لرغبة المجتمع ولم يظهر وجهي في «طاش 15»
نشر في الرياض يوم 26 - 12 - 2023

كان من غير المقبول أن تمثل بنتّ القبيلة فضاع عقد من عمري.!
ريم عبدالله النجمة الأولى و«الزاهرية» علامة فارقة في الدراما السعودية
كانت الدراما السعودية، تفتقر إلى العنصر النسائي السعودي، سنوات طويلة اعتمدت على البديل الذي يأتي من الخارج ويشوه اللهجة المحلية التي اعتاد عليها المشاهد داخل مجتمعه، شيئاً فشيئاً تكونت فكرة دخول العنصر المحلي بالمنتج التلفزيوني وبرزت أسماء لا تسد الحاجة، وفي نفس الوقت واجهت رفضا مجتمعيا، اليوم تغير الحال في إطار "رؤية 2030" وفتح المجال للكثير من الفتيات السعوديات لإظهار موهبتهن وعودتهن للساحة، من بينهن الفنانة عهود السامر، والتي أكدت أن الممثلة السعودية واجهت بالأمس صعوبات وتحديات عرقلت مسيرتها الإبداعية.. "عهود السامر" تحدثت عن شواهد عدّة.. فإلى الحوار:
* بداية، هل ترين تطورا وحراكا يجعل الدراما السعودية تتواكب مع هذه الأحداث وتكون منافسا حقيقيا للدراما العربية، خاصة في رمضان، عندما شاهدنا "دكة العبيد" و"سفر برلك" والنقلة المتطورة في الدراما المحلية؟
o جزء من سؤالك، صحيح وجزء اختلف معك فيه، المثالان اللذان ذكرتهما "دكة العبيد" و"سفر برلك" لا يعتبران أعمالا سعودية، هذه أعمال عربية وتتكلم في الأساس عن قضايا مشتركة وليست قضايا وثقافة سعودية بحّتة، لذلك عندما نتحدث عن وجود أعمال مواكبة للأحداث السعودية تراثية أو تاريخية، فهي نادرة.! لا تتجاوز أصابع اليدّ الواحدة، ونحتاج إلى أعمال كثيرة حتى نكون بنفس الصورة التي ذكرت، وننافس الدراما العربية بشكل عام.
* إذن، ما الذي يعيقنا حتى نقدم أعمالا بنفس الفكرة تتماشي مع متطلبات الرؤية؟
* أنت الآن تضع إصبعك على الجرح، فعندما نواكب الرؤية، يعني أن نذهب للمستقبل، وهذا المستقبل لا يأتي من فراغ، له حاضر وماضٍ، ولا بد من تقديم ماضينا من البداية، على سبيل المثال، الشعب السعودي يعرف تاريخ مصر وسورية من خلال الدراما، عرفنا الملك فاروق والثورة والاحتلال الفرنسي والبريطاني وكل الأشياء هناك، ليس كل الناس يقرأون.! ولكن الجميع يشاهدون الدراما والسينما، ونحن حتى الآن لا نستطيع نقل تاريخنا بشكل صحيح، ويمكن أيضا الحديث عن الشق السينمائي، لأن السينما تدور حول العالم وفي المهرجانات، وهي فرصة مواتية أن نقدم قصة تمس مجتمعنا، وإيصال ثقافتنا للعالم، وحتى الآن لم نصل إلى هذه النقطة، لأننا وبكل بساطة نقدم أعمالا متواضعة.. "من وجهة نظري".
"عهود: أود أن تكون الأسئلة محددة أكثر حتى لا أعطى أجوبة متشعبة"
"عبدالرحمن: الجمهور يريد معرفة التفاصيل..!، وماذا يدور خلف الكواليس، لذا سنبحر في عرض الأسئلة".
* دعينا ندخل في مشروعكِ، فأنتِ الفنانة الوحيدة القادرة على قراءة الزمن، والشاهد على العصر فما بين "2007 و2017"، كان الجدل حولك، عندما أخفي وجهك في حلقات من "طاش ما طاش 2007"؟
* نعم كانت أكثر من حلقة يا عبدالرحمن.
* صحيح أكثر من حلقة، لكن لماذا تم عمل فلتر على وجهك وتغطيته؟
* في ذلك الوقت كان ظهور الفتاة السعودية، بنت القبيلة ذات الجذور والامتداد وبنت الحمولة صعباً، لم يكن مقبولا أبدًا، غير ذلك وإلا ستصّدم المجتمع، أما أن تكون قويا جدا مستعدا لهذا ودرست خطواتك بعناية، أو سيحدث مثلما حدث معي، تخضع لرغباتهم وتتراجع وتشعر أنك عملت شيئاً لا ترغب به، فالهجوم حينها، كان ضدي أكبر من استيعابي، بالذات في تلك المرحلة العمرية وقلة تجربتي، فلم أكن أحظى بالخبرة التي امتلكها الآن، وليس فقط في الفن، ما كنت أحظى بالنضج الفكري والعلمي والثقافي، والأهم هو الدعم، لم يدعمني أحد لا على المحيط الضيق من الأسرة، ولا المحيط الخارجي، بمعنى من يدعمك لا بد أن يكون شجاعا ويحارب من أجلك، في تلك الفترة لا أحد يريد أن يصطدم مع المجتمع كله من أجل شخص يلبي رغباته، بكونه يؤمن أن الفن رسالة، فالناس يا عبدالرحمن وقتها لم تكن بهذا التفكير ولا يزال البعض هكذا.
لعلي ظلمت نفسي لأنني لم أدرس الفكرة بشكل جيد، وظلمت نفسي أيضا لأنني لم أكمل التجربة ولم أكن جريئة بشكل كافٍ. كان معي في تلك المرحلة زميلتان، لكنهما حظيتا بالجرأة والدعم فواصلوا المسيرة، أنا مختلفة لم يكن لدي الجرأة ولا حتى الدعم لأكمل المسيرة فتراجعت.. ولعلها خيرة.
* مؤكد، كانت عشر سنوات مقلقة؟
* أكثر من ذلك، من "2007 إلى 2017"، بالضبط إنها فعلا عشر سنوات.
* لكن عادت عهود قبل خمس سنوات، محققة كثافة في الإنتاج وشهرة، بينها العودة في "طاش العودة"؟
* صحيح، هذا توفيق الله، ويعتبر إنصاف عن فترة الغياب والتي ظلمت فيها، لكن يغيب الفنان عن الساحة سيأتي بديل عنه ويسبقه، الجمهور لا ينتظر أحدا يا عبدالرحمن..! وربما العودة كانت نوعا ما منصفة، قدمت فيها أعمالا كثيرة بعضها كان مجاملة وبعضها متنوع، والأهم حينها الظهور والانتشار. كنت أحاول في تلك الفترة مجرد أن أرجع وأكون موجودة وأن الناس تستوعب أنني موجودة، فكنت مركزة على الانتشار أكثر من جودة الاختيار.
* ربما لأن علاقتك تحسنت مع المجتمع؟
* حاليا، فكر الناس اختلف، سواء بشكل اختياري أو إجباري، أنت مضطر أن تساير الحاضر، لن نعيش في الماضي، فطوال حياتنا كنا نعاني من المنع ومن فكر أجبرنا عليه، كل الناس تغيرت بشكل ملحوظ، صحيح أن المجتمع لا يزال فيه مقاومات فكرية ضد التغيير، التطور، الانفتاح، واستيعاب أن الفن هو الحياة.. لكّ أن تتخيل أنت أن الحياة بدون فن؟ سوف تراها بدون ألوان، أليس كذلك؟.
* "بالتأكيد".. لكن، هناك أمر يدعو للدهشة!، وهو تقبل الفن عند مجتمعك؟
* يبدو الأمر كذلك، رغم أنه ما زالت هناك مقاومة ولا يزال فيه عدم قبول، فقبل عشر سنوات كان هناك رفض كامل ولكن الان عدم تقبل بنسبة "20 %" والباقية تمثل التشجيع والدعم.. أصبح هناك استيعاب أن فكرة الفن رسالة، هو ما كنت أتحدث عنه منذ أكثر من عشر سنوات، فلم يكن هناك أحد يستوعبه وقتها. الآن الناس استوعبت أن الفن رسالة، حتى الرياضة، فاليوم عندما تأتي بلاعب عالمي مثل كريستيانو رونالدو، سوف تؤثر في العالم كله وليس فقط المملكة. فالناس الآن استوعبت هذه الأشياء، ما الذي يجعلنا نركن عند عقد ماضٍ ونشاهد "باب الحارة"، هذا الفكر تغير، كان الناس يتابعون ويعرفون ثقافة السوريين، ثم صار لديهم استيعاب لماذا لا نشاهد ثقافتنا، لماذا أتابع ثقافة بلد آخر، لقد أصبحت لدينا غيره، وهذا التغيير يحسب لرؤية وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد "حفظهما الله".
* دعينا نعود للماضي، لماذا قال عبدالخالق الغانم -رحمه الله- أن التي وضع عليها فلتر التظليل هي ريم عبدالله؟
* صراحة ليس لدي علم عن هذا الموضوع.! هناك فرق أصلا جسماني وشكلي كبير.
* كم عدد تلك الحلقات التي تم تظليل وجهك فيها؟
* أربع حلقات، حلقة اسمها "النسبة" وحلقة اسمها "تسونامي" وحلقتان لا أتذكر اسمهما، لكن واحدة كانت جميلة، تستشرف المستقبل، فتاة تأتى مرتدية عبايتها وتركب سيارتها، مخاطبة والدها، تذهب للسينما، كانت تلك الشخصية تعيش في واقع مختلف، ولكن كانت الفكرة استشراف زمني للقادم، وأن هذه الأشياء قادمة لا محالة، فطاش يبرز بيئتنا الخالصة والتي لا يستطيع أي مسلسل آخر تقديمها.
* هل احتفل الفنانون بعودتك للدراما؟
* بالتأكيد، هؤلاء يمثلون لي جزءا من التاريخ، لكن دعني أحكي لك قصة، فعندما تعمل مع ناس خذلتهم في مرحلة ما، وتعود لتعمل معهم مرّة أخرى ويستقبلونك بهذا الحب الوّد وهذا الدعم، لا تستطيع بعدها إلا أن تقول لهم هذه أخلاق الفرسان وأخلاق الفنان السعودي الداعم لبنت بلده.
* هل يتذكرون تلك التجربة؟
* لا أعتقد، بحكم تجاربهم الكثيرة والسنوات الطويلة، مؤكد غيبها النسيان، لأنها لم تكن ذاكرتهم إنما ذاكرتي الوحيدة. ولكن ما يؤكده أننى استوعبت حجم المقاومة والرفض خاصة انني ابنة قبيلة، وأتفهم أن الذي حصل شيء عادي.
* مسلسل "طاش العودة" حقق أعلى نسبة مشاهدة، وأصبحتي نجمة وليس مجرد ممثلة فقط؟
* حتى الآن، لا أعتبر نفسي نجمة، وكلمة نجمة لا تبهرنى، أنا ممثلة، والنجم يحب أن يلمع فى كل مكان لذا يهمنى أن ألمع في مجالي، واستطيع لعب أي دور وبأي شكل كان، مثلا دور واحدة قبل مئة سنة أو دور مودرن، الذي أقصده أنني ممثلة محترفة، وبالنسبة لمسلسل "طاش العودة" فقد أضاف لي الكثير، وليس أنا فقط، إنما كل الذين شاركوا فيه، خدمني وظهرت فى أهم حلقتين حققتا نسبة مشاهدة عالية، حلقة "زمن الطيبين" حيث كانت كوميدية بالدرجة الأولى واستلطفها المشاهدون بشكل كبير وأحبوني فيها وحققت مشاهدات "12" مليون أثناء عرضها المباشر، وهذا الشيء أسعدني، أما الحلقة الثانية تعتبر تراجيدية وبعدها صارت الناس مستوعبة كيف أن المخدرات قاتلة ومميتة، هذه الحلقة كانت تتناول أحداث شبه حقيقية صارت في منطقتين مختلفتين في المملكة، عرف الناس بشاعة الأمر حيث دمرت المخدرات أسرة كاملة، وكيف أن المخدرات جعلت شخصا سليما وعاقلا يرتكب جريمة فى أقرب الناس إليه. حقيقة الحلقة أثرت جدا في المجتمع، فأنا كفنانة أثرت في مشاعري، تسألت كيف مثل هؤلاء الناس يمرون بهذه التجربة فعلا، نحن قمنا بتمثيل التجربة ولكن هناك ناس عاشوها بالفعل مع أبنائهم. كان الموضوع بشع لكن الحلقة كانت موضعا لكل من شارك فيها.
* فى 2007، لا يوجد لدينا إلا ممثلات قلّة، كان جهادهن واضح في الدراما، في وقت كان العنصر النسائي من بلاد الشام وممثلات خليجيات يأخذن مكانهن.. اليوم كيف ترين الوضع.. هل تغير؟
* ظهورنا في تلك الحقبة كان أسهل بكثير فنيا وليس مجتمعيا، وذلك لندرة الممثلة، إنما الآن الوضع في كثرة، ولكن هل هذه الكثرة صحيحة أم لا؟ المنافسة أكبر وأشرس والدخلاء على الفن كثيرون، في الوقت الحالي هناك أناس كثر من مواليد السعودية وعاشوا فيها وأتقنوا لهجتها، وقد تستعين بأي أحد لمجرد أنه يتحدث اللهجة السعودية ولكن هل هو سعودي.! من ناحية البيئة والثقافة، هنا السؤال؟
* كيف ترين أسماء السعوديات في الدراما السعودية؟
* أسماء النجمات في السعودية يعدون على الأصابع، لكن لو سألتني من النجمة الآن، مؤكد ريم عبدالله هي النجمة الأولى.
* هل يختلف الأمر؟
* نعم، يختلف الأمر فنيا وثقافيا، ولكن الجهات الأخرى ترى أنه طالما هناك من يتقن اللهجة، فمن الممكن أن يلعب الدور.
* بعد عودتك، ما أفضل مسلسل قدمتيه؟
* بالنسبة لي، أفضّل مسلسل "الزاهرية" من كل النواحي.
* لماذا "الزاهرية"؟
* ليس أنا فقط.! ولكن كل من شارك في العمل يتفق معي في هذا الأمر، وذلك لأن "الزهرية" هو العمل السعودي الوحيد من كل النواحي محتواه رائع، الأزياء، اللهجة، إلى القصة إلى موقع التصوير في القصيم، وحتى أدق التفاصيل. نحن نتحدث عن عمل تراثي في السبعينات في بداية الطفرة، فمن الصعب أن تجد عملا تراثيا متكاملا، وهذا صراحة يرجع للكاتبة أمل الفار التي كانت موجودة معنا في كل خطوة، فيما يخص الديكور وتصحيح اللهجة، وكذلك في الأزياء وكافة لمسات العمل، حرصا منها أن يخرج العمل بالشكل الصحيح.
* إذن هناك تدخلات؟
* بالفعل التدخلات كانت إيجابية، ما يخدم العمل، فمثلا الشركة المنفذة كانت أردنية لهم كل التقدير والاحترام، كانوا موفرين كل شيء لتقديم عمل ناجح.
* لماذا لم تكن الشركة المنفذة سعودية بما إنه عمل تراثي سعودي؟
* لا أعلم صراحةً، لكن العمل للتلفزيون السعودى وليس لي علاقة بهذه التفاصيل، والذي أعرفه كانت الشركة متعاونة جدا مع كاتبة العمل "أمل"، حتى في أدق التفاصيل، فمثلا الأشياء التي لا تنفع من الديكور أو الأشياء غير الملائمة من الأزياء أو الحوار يتم استبداله فورا.
* هل نال نصيبه إعلاميا؟
* في غالب الأمر، بنسبة "50 %"، لكن كان من الممكن أن يأخذ صدى أكبر من هذا.! بمعنى أن العمل موجود على شاهد، وذلك بحكم التعاون الموجود بين التليفزيون السعودى وشاهد، وربما لو عرض على "MBC1" وخصصت له مساحة، سوف تتم خدمته بشكل أفضل.
* تعتقدين أنك حققت طموحك بعد هذه العودة؟
* منطقيا، لا أعتبر أنني وصلت لمرحلة تستحق، هناك أدوار كثيرة أحتاج أن أقدمها، وشخصيات تاريخية في مجتمعنا واجتماعية نستطيع تقديمها وأخرى نفسية، يعني مثلا شخصية المريض النفسي والنرجسي، هناك أشياء كثيرة أحتاج أن أقدمها، لذا أعتبر نفسي حتى الآن لم أقدم أي شيء.
* مثلاً.. ما الشخصيات؟
* طبعا، هناك الكثير من الشخصيات أتمنى تقديمها، فالفن بحر وأنا لم أكتشف من هذا البحر إلا مقدار فنجان، فهناك أشياء كثيرة أريد تقديمها ولكن في الفترة الحالية أنا مركزة على انتقاء الأعمال، فقد انتهيت من مرحلة الانتشار، أحتاج فقط أن انتقي وأقدر نفسي وفني أكثر وأركز في الاختيارات. أتمنى تقديم شخصية السيدات السعوديات اللاتي غيرن في المجتمع السعودي في وقت كان التغيير صعبا، والسيدات اللاتي لديهن مبادرات، بمعنى أتمنى تقديم شخصية الأميرة عفت وكيف أنها أول من أدخل التعليم وكيف أنها ساهمت بشكل كبير في العملية التعليمية وفتحت أول مدرسة، ونفسي أقدم شخصية من الشخصيات التي تعتبر حديثة ولكن من الجانب السلبى مثل شخصية "هالة القصير" كيف أن مرأة من بيئة محافظة، كيف انزلقت مع جماعات إرهابية من الرجال، يعني هناك تناقض في الموضوع، محافظة وتعمل مع الرجال والأسلحة ومع الأموال، فهي شخصية معقدة ومركبة، على المستوى الإنسانى، أريد أن أقدم شخصية المرأة السعودية التي ظلمت في التسعينات، المرأة السعودية كيف كانت تعيش في وقت الصحوة في التسعينات وفي بداية سنة "2000" وحتى وقت قريب، كيف كانت معظم حياتها من منع وكيف كانت لا تستطيع تحقيق طموحها في أبسط الأشياء المشرفة للعائلة والقبيلة والمجتمع والدولة، في الدراسة مثلا.!، لا تستطيع اختيار توجهاتها العلمية ولا تسافر خارج البلاد لتكمل علمها إلا بموافقات وشروط، وليس لديها حرية في اختيار لبسها الذي هو أصلا محتشم، كيف أن هناك كودا لزي المرأة وأن هناك وصاية على تفكيرها وحركتها، فأنا أتمنى تقديم مثل هذه الشخصيات التي عاشت وقت الصحوة.
* مؤكد وجدت معاناة من هذا الأمر؟
* طبعا، أنا أحب أن أقدم كلا الجانبين، المرأة التي كانت مغيبة وقت الصحوة.! فكانت لا تريد أن تشغل عقلها وتفكر، والمرأة التى كانت مجبرة في أن تطيع من حولها في المجتمع والذي كان أغلبه ذكورا. ومن جهة ثانية المرأة التي كانت تقاوم الصحوة وتتعرض للهجوم. وأيضا من الشخصيات التي أريد تقديمها هي أول من قادوا السيارة في بداية التسعينات وواجهوا هجوما، فأنا صراحة أريد أن أقدم واحدة من هذه الشخصيات البارزة في عمل ما.
* حدثيني عن مسلسل "الشرار"، أنتج منّذ سنة ولم يعرض؟
* بصراحة لا أدرى، هذه المعلومات متعلقة بسياسة القناة، ربما يريدون عرضه في وقت مناسب، وحقيقة بذلنا جهدا عاليا جدا أثناء التصوير، كنا نصور في منطقة تبعد ساعتين عن الرياض، نخرج للتصوير في الرابعة فجراً حتى نبدأ التصوير ساعة الإشراق. المكان في "نساح"، وأحيانا تكون هناك زحمة ومطر فيتوقف التصوير، بشكل عام ظروف التصوير كانت جدا صعبة. لكن أماكن التصوير جميلة والقصة جميلة، لم أشاهدها إطلاقا قبل ذلك.
* هناك أعمال تتطلب لهجات معينة، كيف تنظرين لهذا التوجه؟
* بودّي حقيقة أن نبرز ثقافتنا، نحن فى أغلب الأعمال، يطلب منا أن نتحدث فيها باللهجة البيضاء، لماذا؟ فالمملكة بمساحتها الشاسعة وهذا التنوع الثقافى والجغرافي والمناخي، والغنى بالثقافات المختلفة، ما يطرح سؤالا واحداً، لماذا نقدم اللهجة البيضاء لكي يفهمنا من بالخارج؟، ولماذا فهمنا لهجة الحلبي والدمشقي والصعيدي والمغربي والأردنى، كيف يتحدثون، لماذا نحن لا بد من تبسيط لهجتنا وإلغاء شعبيتها؟، هذا أهم جزء من الرؤية في خاصية الثقافة، لا بد أن نبرز أنفسنا، لكننا في الدراما نبتعد عنها، رغم أنني لست ضدّ اللهجة البيضاء في بعض الأعمال الحديثة، مثل "اختطاف" والذي لا يحتاج إلى لهجة محلية، ولكن عندما أقدم عملا بدويا أو جنوبيا أو أي بقعة جغرافية من وطننا، لا بد أن نسوق للهجتنا بشكل جيد، ومنها نحيي اللهجة المناطقية الأصلية. وهذه الجزئية يا أستاذ عبدالرحمن ظهرت فقط في "الزهرية"، أما الأعمال السعودية الأخرى، كانت خالية من تسويق ثقافة لهجتنا.
* "الزهرية".. فقط؟
* "الزهرية" فقط هو العمل الذى أظهر الثقافة السعودية في المرحلة التى طرح فيها بشكل صحيح، إذا أردنا الحديث عن مناطق شعبية فيكون لها لغة حوار معينة، وطريقة لبس معينة فهذه التفاصيل عندنا مهملة.
* لكنك لم تذكري الأسباب؟
* السبب أن المسؤول عن الدراما السعودية غير سعودى، ولو كان المسؤول سعوديا وجديرا بالثقة ستتحول الدراما مع هذه الرؤية إلى آفاق أخرى، لدينا حلقة مفقودة، يعنى أنا أشعر من وجهة نظري أن الأعمال السعودية بالذات التي تتحدث عن تاريخ أو تراث لا بد أن يكون فيها ناس مسؤولة رفيعة المستوى من وزارة الثقافة ووزارة الإعلام، فمسؤول وزارة الثقافة يشرف على الأشياء التي تعرض هل هي صحيحة من الناحية الثقافية، ومسؤول الإعلام يجب أن يقيم القوة الناعمة التي تقدم المحتوى الفني.
* هل تقصدين أن مشروع الدراما عليه أن يرتقي بتوجهات الرؤية لتعريف الآخرين بثقافتنا وعراقتنا وعمقنا التاريخي، هل نحتاج أن نقصد نفس فكرة السوريين الذين شكلوا لجنة لتقييم أعمالهم الدرامية، عندما كانوا في حاجة لقياس قصصهم ولهجتهم وكواليسهم البيئية، هل ما نقدمه في الدراما غالبا عكس ذلك؟
* عجبتنى فكرة اللجنة وأول مرة أسمع أن السوريين كانت لديهم لجنة، طبعا لا بد من تكوين لجنة ذات ثقة، واتوقع أن الكل حريص في وزارة الإعلام أو الثقافة على تحقيق الرؤية بالشكل الصحيح، وعندما نشاهد سمو ولى العهد يحضر كل الاجتماعات السياسية بالثوب والبشت وبألوان البشت المختلفة للمناسبات المختلفة هذه رسالة، فهذا القائد بزيه يريد أن يوصل رسالة. هناك شيء أريد التأكيد عليه، فالعالم الخارجي نهّم في معرفة كل شيء عن السعودية، وبالتالي علينا أن نعمل على أنفسنا لنعرف العالم بحضارتنا. العالم عنده استعداد أنه يعرف كل الأشياء عن المملكة. أنت تعرف أن في فيلمين على نتفليكس حققا أعلى مشاهدة في العالم كله، هناك من يريد أن يعرف الكثير عن السعودية التى أحضرت كريستيانو والفرق العالمية والذين يتحكمون في سياسات العالم واقتصادهم وكل الأشياء، نحن مقصرون في تقديم أنفسنا. نحن في حاجة إلى أعمال توصلنا بجودة عالية.
* هل الكتاب السعوديون "مقصرون" في هذا الجانب، لذلك يلجأ المنتجون لكتاب غير سعوديين؟
* لا يمنع أن أستعين بالكتاب المحترفين الذين لهم باع طويل، ولكن إذا كان العمل متعلقا بالثقافة والبيئة، فلماذا لا أستعين بمن يفهمهم وعاش فيها.! نحن دقيقون فى كل الأشياء، خاصةً ألفاظنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.