عندما تريد التحدث أو الكتابة عن السائق السعودي وبطل العالم مرتين يزيد بن محمد الراجحي، وحصوله على جائزة الاتحاد الدولي للسيارات لعام 2023م، تصيبك الحيرة من أين تبدأ، فجميع منجزاته في رياضة المحركات تدفع للتوقف والأمل حتى تستوعب كيف تحول إلى بطل، يقارع كبار الأبطال العالميين، ويجعل العالم كله تتجه أنظاره لوطننا الكبير المملكة العربية السعودية ويمنح أرضها التوهج واللمعان، ولكن من باب الإنصاف ومنح كل ذي حق حقه يجعلنا نبدأ مع الانطلاقة الأولى ليزيد الراجحي، وأعني تحديداً التاريخ الذي أسس فيه فريق يزيد للسباقات عام 2007م، فما بعد ذلك العام يختلف اختلافاً كلياً عما قبله، فخلال ال16 عاماً التالية تحقق ليزيد الراجحي ما لم يتحقق لغيره من المتسابقين السعوديين. منذ عام 2007م، ويزيد العالمي، وليس السعودي فقط، علت موهبته وتصاعدت منجزاته، فبعد أن كان عالم الراليات يدين بالانتصارات والبطولات والانتماء للسائقين الأجانب، وللمحترفين فقط، برز هذا البطل المنافس والندّ، ليس للسعوديين فقط، بل لكل سائقي الراليات العرب والعالم بأكمله، منذ أن سطع اسمه في «رالي الشرقية» عام 2008م محلياً، وفي «رالي سورية» عام 2009م، وبعد ذلك أصبحت مساحات الألقاب والبطولات تتبدل وتشهد الهيمنة الواضحة البطل، الجديد روحاً واسماً. يزيد الراجحي خلال عام فقط وهو عام 2023م، وتحديداً في مطلعه تُوِّج بأول ألقابه في بطولة أبو ظبي الصحراوي بعد تغلبه على الظروف الصعبة التي مر بها في رالي داكار، ثم بطولة باها إيطاليا، ثم رالي سونورا، ثم تبوكنيوم، وانتزع لقب رالي المغرب كأول سائق سعودي، بعد غياب عن المنصات دام أكثر من 23 عاماً، ومن هذه المنجزات التفتت أعناق وتوجهت أنظار عشاق رياضة السيارات العالمية ومراقبيها، إلى البطل السعودي يزيد الراجحي، فالكل أدرك أن ما تحقق هو بمثابة انطلاقة ليست للفوز بمجرد الحصول على كأس أو ألقاب شرفية، بل يتعدى إلى أكبر من ذلك بكثير. وبالفعل هذا ما حصل، فالجميع رأى كيف تعددت الانتصارات، وكيف تبدلت موازين القوى، وكيف أصبح كل حضور ل»القمر الأخضر» هو بمثابة تحد جديد، بات بطل السعودية الأول، وأصبح هو صاحب الترشيح الأول، والأبرز لجميع الاستحقاقات. ضرب بكل قوة على المستوى المحلي حتى تهافتت أمامه جميع الأرقام، وكان عالمياً مرعباً للسائقين الكبار وأهل الخبرة والباع الطويل في السباقات، حتى توج بجائزة الاتحاد الدولي للسيارات لعام 2023م، خلال الحفل السنوي الذي أقيم لأول مرة في العاصمة الأذربيجانية باكو، مساء الجمعة الفائتة، في مركز باكو للمؤتمرات بدعوة خاصة من رئيس الاتحاد الدولي للسيارات الإماراتي محمد بن سليم، التي حتماً بمشيئة الله تعالى لن يكون وحيداً، وأنا متأكد أن هذا المنجز سيفتح شهية البطل السعودي يزيد الراجحي أمام الألقاب المقبلة التي ستكون في ملعب الموسم المقبل 2024م، خصوصاً رالي داكار. يُكرم دولياً من قبل الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) في باكو