يظهر الدخل السلبي كلاعب رئيس في توليد الثروة وتحقيق الاستقلال المالي، وهو عبارة عن المداخيل المستمدة من المشاريع التي تتطلب الحد الأدنى من الجهد مقارنة بالدخل الفعلي التقليدي والذي يتطلب جهداً وعملاً فعالياً متواصلاً. تكمن الأهمية الاستراتيجية لهذا النوع من الدخل كونه يولد استقراراً مالياً، حيث تكمن أهمية هذا النوع من الدخل في مسارين، الأول في تعظيم الثروات دون جهد كبير، بينما وعلى الجانب الآخر يحقق استقراراً مالياً من تقلبات سوق العمل أو أي ظروف اقتصادية قد تطرأ. أشار توماس كورلي في كتابه «عادات الأثرياء»، أن 65 % من أصحاب الثروات العصاميين لديهم ثلاثة مسارات من الدخل، في حين أن 45 % لديهم أربعة مسارات من الدخل، وغالبًا ما تتضمن الدخل السلبي. وعلى الجانب الآخر يعكس المؤلف الشهير تيم فيريس مؤلف كتاب 4 ساعات عمل في الأسبوع (The 4-Hour Workweek) نجاح الدخل السلبي. حقق فيريس دخلاً عالياً من مداخيل الكتب والاستثمارات الذكية وأنظمة الأعمال الآلية. لم تقتصر استراتيجيته على بيع الكتاب بأنماط مختلفة فقط وإنما نجح في تعزيز مداخيل من مصادر مختلفة. والحقيقة أن استراتيجية الدخل السلبي ليست مهمة في بناء الثروات فقط، بل أيضاً استراتيجية لتحقيق مداخيل مالية جانبية أو كخطة بديلة عن الدخل الوظيفي، ومن أبرز الأمثلة بات فلين، حيث فقد وظيفته في العام 2008 ثم أسس موقع لبيع كتاب متخصص في شهادة في مجال العمارة ثم توسع في بيع المنتجات الرقمية، حقق في الشهر الأول من بداية العمل في مشروع 7 آلاف دولار تقريباً واليوم يملك ثروة تقدر بثلاثة ملايين دولار من بيع المنتجات الرقمية. ومن أبرز مجالات الدخل السلبي الدورات الإلكترونية والتطبيقات. وفقاً لتقرير صادر عن ستاتيستا (Statista) بلغت قيمت الإيرادات في سوق التعلم الإلكتروني في العام 2020 243 مليار دولار، بينما يشير تحليل سينسور تاور (Sensor Tower) أن إيرادات التطبيقات العالمية وصلت إلى 111 مليار في عام 2020، وهو مؤشر واضح على المداخيل المالية المتحققة من إنشاء المنتجات الرقمية وتحقيق دخل سلبي من بيعها. الدخل السلبي نهج استراتيجي للاستقرار المالي والنمو ولا يمكن إنكار دوره في بناء الثروة وبناء احتياطي طوارئ للأفراد، لا سيما مع ظهور المنتجات الرقمية والمنصات المتخصصة على الإنترنت والتي يمكن أن تساعد الأفراد في الوصول إلى الاستقرار المالي.
