في غمرة انشغال المشهد الثقافي بالمرأة وحضورها، والتجاذبات التي رافقت تلك الفترة، كانت الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي، على تماسّ مع همومها، وشجونها، وكانت تجس بمبضع الخبيرة الحصيفة، والباحثة المجتهدة؛ تغوص بصمت في عوالم المرأة المغيبة، لا تكل ولا تمل. تبحث في ماضيها، وواقعها، وعالمها، وتاريخها، بالدفاع عنها، تارة بالكتابة عنها، وتارة بالظفر بتفاصيل تجدها لم يجده أحد غيرها، وجديرة بأن تروى، وتُدوّن. يظهر جليّاً -ودون عناء بحث- جهد الدكتورة ودورها الفعال في تنمية وبناء وتطور المجتمعات، ومدى فعاليتها، وقابليتها للتغيير. من الباحثات القلائل التي عوّدت نفسها منذ كتاباتها الأولى الالتزام بمقومات البحث العلمي الرصينة؛ من صبر، ومثابرة، وجِدّه، وجدّية فيما يُعرف، وما تقدمه من معرفة. الدكتورة دلال التي تواصل عملها الأكاديمي بجامعة الأميرة نوره يشهد لها القاصي والداني بالحضور الثقافي والبحثي والمعرفي؛ فقد برزت في تخصصها؛ حتى باتت من الشخصيات العلمية المثابرة؛ تدريساً وبحثاً، وتأطيراً، وتأليفاً. تؤمن دائماً بأن ما يقدمك للناس هو عملك فقط لا الضجيج الصحفي أو الإلكتروني خلفت مؤلفات جديرة بالقراءة والمتابعة والانتباه أسهمت في إغناء المكتبة السعودية والعربية، متسلحة بالعلم والوعي والمعرفة والثقافة، شرعت قلمها وعملها ودراستها وبحوثها في البحث والتنقيب من أمهات المصادر والوثائق والمخطوطات وأفواه الشعراء عن المرأة النجدية العالمة والطبيبة والمعلمة والشاعرة والقائدة والفلاحة. تجلت في إنتاج دراسة تعد الآن من أهم مراجع العصر الحديث التي بحثت في تاريخ المرأة النجدية، ألا وهو كتابها «المرأة في نجد» وضعها ودورها 1200 - 1351ه، بالإضافة إلى كتابها الشهير «نساء شهيرات من نجد» الذي تناولت فيه ل52 شخصية من نساء نجد، ودراسة عن «إسهام المرأة في وقف الكتب في منطقة نجد» قدمت فيه معلومات مهمة عن إسهام المرأة في الجانب التعليمي والثقافي، وكتب أخرى عن «غالية البقمية» و»فاطمة السبهان» وأخيراً «أمرأه في مسار البناء: نورة بنت عبد الرحمن بن فيصل آل سعود». من هنا ندعو للوقوف والتأمل والقراءة والإفادة عما أنجزته من أعمال على امتداد عقود وتثمين الجهد الكبير. ملامح * ولدت في محافظة الطائف، وحصلت على البكالوريوس في التاريخ، والماجستير والدكتوراة في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة الملك سعود. * نالت جائزة الملك عبدالعزيز للكتاب في دورتها الرابعة عام 2019م فرع الكتب المتعلقة بتاريخ الملك عبدالعزيز. * جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية عن دور المرأة القيادي في تاريخ وثقافة الجزيرة العربية 2019م، عن مجمل أعمالها عن تاريخ المرأة في شبه الجزيرة العربية. * جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب (فرع التاريخ) عام 2011م. * جائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية عام 2009م. * كرمت من قبل رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الملك سلمان بن عبدالعزيز لإسهامها في خدمة التاريخ الشفوي عام 2003م. * عضو في مجلس الشورى في أول تمثيل للمرأة السعودية 2013م. حسين الحربي