جيشنا الأبيض

رغم المعاناة والألم الذي عشناه وعاشه العالم كله مع جائحة كورونا إلا أنها لفتت انتباهنا وانتباه الجميع بما فيهم الدول المتقدمة إلى مدى التقدم الذي وصلت إليه بلادنا في مجال الرعاية الصحية، وعطاءات جيشنا الأبيض السعودي؛ فقد عملت الدولة - رعاها الله - بكافة قطاعاتها على مواجهة الفيروس لحماية المواطن من الأضرار المترتبة عليه، وحققت وزارة الصحة خلال ذلك العديد من الإنجازات، منها إطلاق عدة تطبيقات إلكترونية، وتطوير خدمات إضافية؛ لتعزيز كفاءة وجودة الخدمات الصحية. من هنا تأتي أهمية ملتقى الصحة العالمي 2023 الذي تستضيفه المملكة خلال الفترة من 29 إلى 31 أكتوبر 2023، برعاية معالي وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبد الرحمن الجلاجل، تحت شعار "استثمر في الصحة" وذلك في واجهة روشن للمعارض والمؤتمرات (واجهة الرياض) سابقًا، ويشارك فيه أكثر من 300 شركة عارضة من الشركات العالمية والإقليمية والمحلية من 29 دولة، ويتحدث عبره نحو 100 متحدث من خلال 30 جلسة حوارية. كما يتضمن المؤتمر 8 مسارات متخصصة تلبي احتياجات أكثر من 5000 من الأطباء والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية، ويصاحبه معرض يحتوي أحدث ابتكارات وتقنيات الرعاية الصحية، في مجالات نوعية متعددة تشمل: الصحة الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيات الناشئة، إلى جانب أحدث الأبحاث الطبية، مما يعكس ضخامة هذا الملتقى ومدى أهميته. ومثلما كان الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه- هو من قام بتوحيد المملكة فإن بداية المسيرة الصحية في المملكة كانت أيضاً على يديه، عندما سعى إلى التركيز على الصحة العامة، والعمل على تطويرها، ودفع نموها إلى الأمام، وقد تابع أبناؤه من بعده المسيرة حتى وصلنا إلى العهد الزاهر الآن، فامتزجت الخبرات الأجنبية مع العقول، والكوادر الوطنية، فأصبح لدينا الآن قطاع صحي متكامل يشمل كل مناطق المملكة، نفاخر به كل الدول؛ الجيش الأبيض السعودي؛ هذا التقدم الذي وصل إليه قطاع الرعاية الصحية في مملكتنا الغالية صار من بين أبرز الأسباب في دفع الكثير منا للاهتمام بصحته، وتقود هذا الأمر رؤية 2030 التي تسعى ضمن مبادراتها المتعددة لتحفيز الناس للاستثمار في صحتهم بما يسهم في رفع متوسط العمر إلى 80 عامًا وهو ما يتوافق مع معدلات متوسط العمر عالميًا. وحسب بيانات "المنصة الوطنية الموحدة" فإن المملكة تقدم خدمات الرعاية الصحية لأكثر من 31 مليون نسمة من المواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى ملايين الزوار خلال فترات الحج والعمرة، عبر منظومة المرافق الصحية التي تتضمن المدن الطبية والمستشفيات التخصصية والجامعية والعسكرية ومراكز الرعاية الأولية، كما تسعى وزارة الصحة لإطلاق تجمعات صحية في كافة مناطق المملكة، حيث تسمح هذه التجمعات بتنقل الكفاءات الطبية، وتوفر للمستفيد شبكة متكاملة ومترابطة من مقدمي خدمات الرعاية الصحية الخاضعة لهيكل إداري واحد. كذلك يلفت هذا الملتقى اهتمام الجميع إلى حقيقة مهمة وهي أن تعزيز الحياة الصحية للإنسان مرهون بتصرفات هذا الإنسان، وذلك تحقيقاً لمبدأ الوقاية قبل العلاج، فهذا هو ما يحقق نجاح واستمرارية المجتمع الحيوي، وربما لذلك يستعرض الملتقى الفرص الاستثمارية والتجارب النوعية للتحول الذي يشهده القطاع الصحي بالمملكة، وأحدث الاكتشافات والتقنيات والابتكارات والتجارب الطبية المختلفة في مجال الرعاية الصحية العالمية.
محمد عبدالله الحسيني