تصف كريستينا مارتن نفسها بأنها كانت "طفلة غريبة" تنجذب إلى كل ما هو خيالي. وبينما كانت في المدرسة الابتدائية، كانت تحب الألوان الزاهية والحيوانات غريبة الأطوار، التي كانت تقدمها الفنانة الرائدة، ليزا فرانك، بحسب ما أوردته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية. ولكن بينما كان زملاء مارتن في الفصل يحملون مجلدات تضم على غلافها شخصيات شهيرة من أعمال الفنانة ليزا فرانك، لم تكن والدتها قادرة على شراء أي منها لها. وفي نهاية الأمر، قامت إحدى صديقات مارتن بإعطائها أغراض خاصة بليزا فرانك، عندما حصلت هي على أغراض أخرى جديدة. لذلك، فبعد مرور نحو 30 عاما، وعندما شاهدت مارتن/ التي تبلغ من العمر حاليا 40 عاما/ إعلانا على صفحة ليزا فرانك على موقع فيسبوك يروج لأحذية كروكس المرنة، أدركت أنها يجب أن تحصل عليها، وذلك على الرغم من أنها كانت قد تعهدت من قبل بأنها لن ترتدي هذا الحذاء المطاطي ذو الشكل المستدير أبدا. واشترته لها أختها كهدية في عيد ميلادها، فصارت ترتديه كل يوم منذ أن حصلت عليه. وقالت مارتن، وهي واحدة من سكان منطقة روزاموند في ولاية كاليفورنيا الاميركية، وهي تضحك: "إنه أمر سخيف للغاية، فرغم أنه مجرد حذاء، يعد المثير في الامر هو الحنين إلى الماضي... وبهذه الطريقة يتمكنون من السيطرة عليك." وبذلك، يشعر المرء بأن حقبة تسعينيات القرن الماضي قد عادت من جديد، وأن العلامات التجارية التي كان جيل الألفية يعشقها عندما كانوا أطفالا أو شبابا، تعتمد الآن على عملائها القدامى الذين يرغبون في استعادة ذكريات فترة طفولتهم. وتشير صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إلى أنه بالإضافة إلى الشراكة بين ليزا فرانك وشركتي "كروكس" و"بليند جيت" للخلاطات، فهي تتعاون أيضا مع شركة "بوش بينات" المتخصصة في صناعة ملابس الأطفال، والتي تتخذ من جلينديل مقرا لها، حيث تقوم بإنتاج ملابس الرضع والاطفال وغيرها من المنتجات المرغوب فيها بشدة، والتي يتم بيعها عبر الإنترنت في غضون أقل من ساعة. وعلى الرغم من أن هذه العلامات التجارية تحاول الاستفادة من حماسة "الجيل زد" لكل ما يتعلق بالتسعينيات، فإنها تحاول أيضا بوضوح إعادة إشراك قاعدة عملائها الأصلية، و"تنمية" منتجاتها لجعل عملية الشراء أسهل قليلا في البيع. وقالت دانييل سبوندر تيستا، وهي أستاذة مساعدة في شؤون الموضة والازياء بجامعة ولاية أريزونا: "يبدو الأمر كما لو أن المرء يحاول أن يعيش تفاصيل حنينه إلى الماضي ولكن في الوقت الحالي، وذلك سواء كان من خلاله أو من خلال طفله... من منا لا يحب أن يرى القطيطات ذات الألوان المبهجة أو الجراء الصغيرة على الأغراض الخاصة بأطفاله، ولا سيما في الأوقات العصيبة (التي نمر بها بين الحين والاخر)؟".