انتشرت مقاطع لعدة أشخاص يرتدون الزي الخليجي ويقودون سياراتهم في شوارع مدن أوروبية ويقومون بإزعاج المارة عبر الرقص والاستفزاز في مشاهد مبتذلة بغرض لفت الانتباه والحصول على متابعين في منصات التواصل الاجتماعي. تصرفات هؤلاء المهرجين وأسلوبهم البذيء الذي يتعمدون القيام به وهم يرتدون الزي الخليجي التقليدي تسيء بشكل كبير للعرب عموماً وللدول الخليجية بشكل خاص. بطبيعة الحال هناك البعض ممن برروا لهم تصرفاتهم بأنهم لطالما لم يخالفوا القانون فلا يحق لأحد أن ينتقدهم، وهذا صحيح إذا لم يكن ضررهم متعدياً، ولكن للأسف ما قاموا به يضر بسمعة كافة الدول الخليجية ويضر بالسياح العرب ويعزز الصورة النمطية هناك؛ وبالتالي فإن إيقافهم من قبل حكوماتهم ومساءلتهم واتخاذ إجراءات تأديبية كالمنع من السفر هو أقل ما يجب أن يواجه به هؤلاء. اللوثة التي أصابت البشر بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، قادتهم للقيام حرفياً بأي شيء مهما كان مخلاً في سبيل حصد المزيد من المشاهدات، ضاربين بعرض الحائط القيم والمبادئ والأخلاقيات؛ بل وعززت من أنانيتهم والدهس على حقوق الآخرين في سبيل تحقيق أرباح مادية. وبالتالي فإنه لابد من ردع هذه التصرفات خصوصاً إذا كانت تؤثر سلباً على سمعة البلد وأبنائه. المشكلة أن المقاطع التي تتضمن محتوى حركياً لا يحتاج إلى ترجمة تلاقي رواجاً واسعاً في العالم، وذلك لأنه لا يحد انتشارها حاجز اللغة، وأتذكر ردة فعل نادلة متدربة من فيتنام تعمل في مطعم بإحدى القرى الأوروبية حين سألتنا عن جنسيتنا، قالت أنتم أول أشخاص أقابلهم من السعودية وجهاً لوجه، لكني أعرف الكثير عنكم من خلال تطبيق تيك توك، ولا أعلم تحديداً ماذا تعلمت عن ثقافتنا أو شعبنا من خلال المقاطع التي شاهدتها على تلك المنصة. جواز السفر هو وثيقة تسمح لحاملها التنقل بين الدول، وهناك الكثير من السياح والمسافرين الذين يشكلون بالفعل صورة رائعة عن بلادهم، لكن المقاطع التي انتشرت لهؤلاء الذين أساؤوا لدول الخليج بزيهم التقليدي، وغيرهم ممن يرتكبون تصرفات تتضمن التعدي على الآخرين أو تسيء لسمعة بلادهم فقط للفت الانتباه وتحقيق المشاهدات تجعلهم غير مؤهلين لحمل هذه الوثيقة أو لتمثيل دولهم حتى كسياح.