رياضة كرة القدم من أمتع أنواع الرياضة على الإطلاق حسب ما أراه، ويؤيد ذلك الكثيرون، وخلال سير المباريات تحدث أخطاء من بعض اللاعبين على البعض الآخر، ومن الأخطاء ما هو مؤلم ومؤلم جداً، ومنها ما يمكن تمريره على أنه خطأ غير مقصود أو أنه هفوة لاعب، وبعض الأخطاء تدعو الحكم إلى إعطاء المخطئ كرتاً أصفر بل وأحياناً يدعو الأمر إلى إعطائه كرتاً أحمر بمعنى الطرد من الملعب، والمطرود من الملعب لا بديل له حتى ولو تكرر الطرد، وحينما يمنح اللاعب المخطئ أياً من الكرتين تقوم القيامة لدى الممنوح مقدماً اعتذاراته الواحد تلو الآخر ليقنع الحكم بعدم استحقاقه لهذا الكرت، وغالباً ما تحدث فزعات من الزملاء، بل ترى البعض ممن أخطؤوا يستشيط غضباً أثناء النقاش مع الحكم وترى وجهه عابساً والشرار يتطاير من بين عينيه ويداه تلوح يمنة ويسرة تجاه وجه الحكم حتى لتكاد تظن أنه سيناله بشرّ، بينما الحكم ثابت الجأش يسمع ويرمي لتأكده من صحة حكمه على اللاعب المخطئ. وأحياناً ترى على وجهه علامات الغضب ولكن يتحلى بالصبر الجميل، وإن كان للصبر حدود، مع العلم أن هناك لجنة تحكيم تراقب كل ما يجري بالملعب، وأحياناً تنبه الحكم إلى مدى صحة حكمه على ما فعله، وحسب متابعتي للبعض من اللقاءات الرياضية في الملاعب ومتابعتي لما يحدث فيها من أخطاء لم أرَ حكماً تنازل عن رأيه وألغى منح اللاعب الكرت، لماذا لأنه لا يمنحه للاعب إلا بعد أن يتأكد من وقوع الخطأ وقد يؤيده الحكام المساعدون بما يؤكد وقوع الخطأ وأحقية المخطئ بمنحه الكرت غير أني أجزم أن حصول اللاعب على الكرت يجزعه ويؤلمه، لذا لم أرَ لاعباً في يوم ما ابتسم في وجه الحكم مما يدل على القناعة باستحقاقه للكرت واعترافه بالخطأ. من هنا أنصح الإخوة والأبناء اللاعبين بالالتزام بالروح الرياضية، والقناعة بما أصدره الحكم، وعدم إضاعة الوقت فيما لا نتيجة له من طول النقاش والاستعطاف، بل يجب أن يكون النقاش حبياً وودياً وبهدوء، وأن نرضا بالواقع، وإلا فكيف ستسير المباريات وفقاً للهدف منها، ويستمتع بها الجمهور.