حددت الأممالمتحدة الثامن من يونيو يوماً عالمياً للمحيطات التي تغطي ما يقرب من ثلاثة أرباع الأرض، وتمثل جانباً مهماً في حياة الأرض، والإنسان، فهي كما يقال عنها علمياً: (رئة الكوكب، وأكبر بالوعة لكربونه، ومنظمة مناخه). إن الماء ضروري لمستقبل الحياة والكائنات الحية على وجه الأرض، والمحيط هو الجزء الأكبر من الغلاف المائي الذي يطوق الكرة الأرضية، وتغطي مياه المحيط 72 % من إجمالي سطح الأرض، كما يحتوي على 97 % من إجمالي المياه الموجودة على كوكبنا، كما تمتص المحيطات 30 % من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الصادر عن البشر مما يحد من آثار الاحترار العالمي. ونظراً لأن الماء يوفر للحيوانات البحرية البيئة الملائمة لها وكل سبل عيشها من غذاء، وأكسجين، وطاقة، وهيدروكربونات، وماء، ومواد معدنية فإن اليوم العالمي للمحيطات لا بد وأن يحظى بأهمية كوكبية كبيرة، ومتجددة، ليستمر انتفاعنا بثرواتها، وخيراتها الكثيرة، إذ إننا لن نحصل على تلك المنافع وسطح المحيطات وأعماقها يتضرر من تغير المناخ، ويزداد تضررهما مع الأيام أيضاً. يرتبط مستقبل المحيطات بالمسؤولية العالمية المشتركة، والوعي الدولي الجماعي، والتنسيقات الاستراتيجية القوية، كي تبقى عجائب المحيط، وجمالياته، وتتفتح أسراره، وتستمر مساندته للإنسان، والحياة على الأرض، وهناك عوامل كثيرة تهدد جمال المحيطات وصحتها من أخطرها: ارتفاع سطح البحر، وحرارة المحيطات، وتحمض المحيطات. ولما كانت هذه المحيطات تنتج أثر من 50 % من أكسجين الكوكب، كما أنها المصدر الرئيسي للرزق لأكثر من مليار شخص، ويعمل في الصناعات القائمة عليها نحو 40 مليون شخص فصون سلامة المحيطات وحيويتها أمر ضروري لدعم الوظائف والصناعات القائمة عليها، وأن تتكامل الجهود العلمية، والأدبية والتنموية، والبيئية التي تهتم بالبحار والمحيطات في عملية الصيانة والحماية. وتحذر الأممالمتحدة من النشاطات البشرية التي تقوض موارد المحيطات والتنوع البيولوجي وبسبب من التلوث البري أيضاً، وهو ما لا بد أن يحفز تحركات إيجابية عاجلة لإنعاش هذه المحيطات، وإيجاد توازن جديد في علاقتنا مع البيئة البحرية، وألا تتوقف الحلول الابتكارية اللازمة لسلامة المحيطات وإصلاح الأضرار التي أصابت الحياة البحرية وسبل العيش الإنساني. ولعل اليوم العالمي للمحيطات 2023 يحقق أهدافه في ظلال الشبكة العالمية للمحيطات، والمؤسسات الدولية المساعدة لها بتحريك الجهود العالمية تحريكاً قوياً وسريعاً لتوعية الإنسان في كل مكان بخطر تلويث المحيطات، وأهمية الإدارة المستدامة للمحيطات حول العالم باعتبارها مصدراً رئيساً مهماً للطاقة، والغذاء، والدواء، والحيوية المعيشية المهمة لمستقبل الأرض، وحياتنا عليها.