حمار هارب يشغل التواصل    الشباب يهزم الرائد بثنائية في "روشن"    سلطان الحربي حكماً لمباراة النصر والوحدة    غداً.. إقامة المؤتمر الدوري للقطاع الرياضي في الرياض    «مكافحة المخدرات» بحائل تقبض على شخص لترويجه «الأمفيتامين»    تعيين 261 مُلازم تحقيق بالنيابة العامة    حصر المباني الآيلة للسقوط بالدمام    تحذيرات من 5 أيام ممطرة    انطلاق شهر التصلب المتعدد    منصور بن متعب ينقل تعازي القيادة لرئيس دولة الإمارات في وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان    أمير الجوف يعزي معرّف جماعة الشلهوب بوفاة شقيقه    "فلكية جدة": شمس منتصف الليل ظاهرة صيفية    الديوان الملكي ينعى الأمير بدر بن عبدالمحسن    إعصار يضرب كينيا وتنزانيا وسط فيضانات مدمرة    رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمراً دوليّاً للقادة الدينيين.. الثلاثاء    الرياض تستضيف أكبر معرض دولي في صناعة الدواجن    «يويفا» يوافق على زيادة عدد اللاعبين في قوائم المنتخبات المشاركة بيورو 2024    نيابةً عن الملك.. وزير الخارجية يرأس وفد المملكة في الدورة ال 15 لمؤتمر القمة الإسلامي المنعقد في جامبيا    السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها    الديوان الملكي: الصلاة على البدر عصر غد    وزير الخارجية: السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة «التعاون الإسلامي» وتطويرها    160 ألف سيارة واردات المملكة خلال عامين    لن يغيب "البدر" لأن صفاءه في القلوب علامة    ضبط أكثر من 19600 مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    بدر بن عبدالمحسن.. غاب البدر وانطفى ضيّ الحروف    ملتقى الصقارين ينطلق في الرياض بهدف استدامة هواية الصقارة    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة إلى 34654    اللجنة الثلاثية «السعودية - التركية - الباكستانية» تناقش التعاون الدفاعي وتوطين التقنية    ضغوط على بايدن لوقف مبيعات السلاح لإسرائيل    "تسلا" تقاضي شركة هندية لانتهاك علامتها التجارية    مصر: الفنانة السورية نسرين طافش تستأنف على الحكم بحبسها 3 سنوات.. الأربعاء    "زرقاء اليمامة" تفسر أقدم الأساطير    رحل البدر..وفاة الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر ناهز ال75 عاما    توافق سعودي – أذربيجاني على دعم استقرار "النفط"    الذكاء الاصطناعي يبتكر قهوة بنكهة مميزة    3 مخاطر لحقن "الفيلر" حول العينين    بدء إجراءات نقل السيامي "عائشة وأكيزا" للمملكة    إغلاق مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية مرتفعة    الجنيه الإسترليني يرتفع مقابل الدولار الأمريكي وينخفض مقابل اليورو الأوروبي    انخفاض أسعار النفط في أكبر خسارة أسبوعية في ثلاثة أشهر    بيان «الصحة» عكس الشفافية الكبيرة التي تتمتع بها الأجهزة الحكومية في المملكة    "الترفيه" تنظم عروض "سماكداون" و "ملك وملكة الحلبة" في جدة الشهر الجاري    بأمر الملك.. إلغاء لقب «معالي» عن «الخونة» و«الفاسدين»    محمية عروق بني معارض.. لوحات طبيعية بألوان الحياة الفطرية    «النصر والهلال» النهائي الفاخر..    أمانة الطائف تنفذ 136 مبادرة اجتماعية بمشاركة 4951 متطوعًا ومتطوعة    جريمة مروّعة بصعيد مصر.. والسبب «الشبو»    موعد مباراة الاتحاد القادمة بعد الخسارة أمام أبها    تركي الفيصل يرعى حفل جائزة عبد الله بن إدريس الثقافية    سحب لقب "معالي" من "الخونة" و"الفاسدين"    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية    الخريجي يشارك في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية للدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامي    انطلاق ميدياثون الحج والعمرة بمكتبة الملك فهد الوطنية    كيفية «حلب» الحبيب !    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    ما أصبر هؤلاء    هكذا تكون التربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجتمع خالٍ من الآفات والمخدرات.. هدف رئيس في رؤية 2030
نشر في الرياض يوم 31 - 05 - 2023

تتابع المملكة تنفيذ الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات والتي جاءت بدعم وتوجيهات وقيادة سمو ولي العهد -حفظه الله- بكل قوة وحزم ومراقبة لكل من يحاول بث هذه السموم في أرض الوطن.
وتشهد الحملة منذ انطلاقها نتائج ملموسة، وضربات مستمرة وقوية لمواجهة مروجي ومهربي المخدرات متواصلة، وذلك بفضل الله، ثم بفضل يقظة رجال الأمن في مكافحة المخدرات وجهودهم الكبيرة التي يبذلونها للحفاظ على أمن الوطن وحمايته من خطر آفة المخدرات.
وانطلاقًا من الدور الإعلامي الرائد الذي تقوم به جريدة «الرياض»، فقد خُصصت «ندوة الرياض» لهذا الشهر؛ لمناقشة واقع مشكلة المخدرات وأهمية هذه الحملة وأهدافها والدوافع والأسباب المؤدية لانتشارها، وكذلك أبرز طرق الردع والحد منها.
وعُقِدت الندوة بحضور ومشاركة كل من نائب المدير العام لمكافحة المخدرات سابقًا اللواء عبدالله الأطرم والمختص في علم النفس الجنائي الدكتور ضيف الله العتيبي، ومعالج النفس الجنائي الدكتور عبدالله الوايلي، ومعالج المخدرات والمؤثرات العقلية الأستاذ ماجد الفيصل، والأخصائية النفسية أ. بينة المري.
وفي مستهل الندوة، رحب رئيس التحرير أ. هاني وفا بضيوف الندوة، وأشاد بحملة مكافحة المخدرات، والجهود المباركة التي تشهدها المملكة من خلال هذه الحملة التي تهدف لتنمية المجتمع وحمايته من الأضرار والمخاطر.
وأكد وفا، أن هذه الندوة تأتي بالتزامن مع هذه الحملة؛ لتوعية المجتمع بأهدافها ودورها في الحد من انتشار المخدرات بأنواعها.
استخدامات مادة الشبو تحت السيطرة
* مشكلة عالمية
وفي بداية الندوة تحدث اللواء عبدالله الأطرم عن واقع مشكلة المخدرات، قائلاً: إن مشكلة المخدرات مشكلة عالمية، تعاني منها جميع الدول والشعوب، وتنبثق هذه المعاناة من قوة المخدرات التدميرية؛ فالمخدرات أحد الأسلحة التي تستهدف أهم عنصر تنموي في البلد ألا وهو الشباب.
التدابير الاجتماعية تحد من انتشار المخدرات
مشيرًا إلى أن خطورة المخدرات تأتي من كونها تؤثر على الشخص ذاته وعلى من حوله وتدمر الأسر والمجتمعات، ويصل ضررها لشتى مجالات الحياة، فهي أشبه ما يكون بالقنبلة الموقوتة.
ربط تعاطي الحشيش ب "النكت الفكاهية" ترويج لها بين النشء
* تحسين جودة الحياة
وعن الحملة الأمنية ضد المخدرات، قال الأطرم: هذه الحملة تنبثق من رؤية 2030، فأحد مستهدفات الرؤية هو تحسين جودة الحياة وتكوين مجتمع يتمتع بالصحة والحيوية وخال من الآفات ومنها المخدرات، وسيدي سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بقيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظهما الله- يولي هذا الأمر اهتماما بالغا ويتابع نتائج تلك الحملة وبتنفيذ مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، كما هو معلوم.
لا يوجدفي المملكة زراعة أو صناعة للمخدرات
* حملة شاملة
وأكد الأطرم بأن هذه الحملة شاملة وواسعة وجميع الأجهزة تعمل معًا لنجاحها وتحقيق أهدافها ومواجهة هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف بلدنا، ومما يدعو للفخر والاعتزاز أن تلك الحملة تعكس مدى حرص ويقظة حكومتنا أدام الله عزها في محاربة كافة مهددات الوطن وأبنائه والمقيمين به، وقد شاهدنا ذلك في حربها للمهددات الأخرى كالإرهاب والفساد.
حملة الحرب على المخدرات أسهمت في تحقيق الردع
* مادة الشبو
وذكر الأطرم أن للمخدرات أنواعا مختلفة منها القديم ومنها الجديد، والخطورة الأكبر حاليًا تكمن في المنتجات التصنيعية والكيميائية منها، خاصة مادة الشبو أو الميثامفيتامين كريستال التي أخذت في الظهور، ولكن نسبها لدينا تحت السيطرة نتيجة يقظة رجال الأمن ووعي المجتمع وإدراكه لخطورتها، ولا أعتقد أنها تصل لمرحلة مقلقة.
مؤكدًا على أهمية التعاون مع الدولة والتبليغ عن أي معلومات قد تسهم في تحقيق النتائج المرجوة من الحملة.
القيم الدينية والمجتمعية من أهم مكونات الخطة العلاجية للمتعاطي
* ظاهرة اجتماعية
من جانبه قال د. عبدالله الوايلي إن هذه الحملة امتداد للمعايير والتدابير الاحترازية التي يجب على الأفراد المجتمع التعاون في التحلي بها والتعاون عليها.
وأوضح بأن المخدرات ظاهرة اجتماعية على مستوى العالم، وهي ليست وليدة اللحظة ولا يوجد أي مجتمع يخلو من هذا الداء، لكن لكل داء دواء، ودواء هذه الآفة هو التدابير والاحترازات والمعايير الاجتماعية التي يفترض الالتزام بها.
مشيرًا إلى أن المخدرات تشكل خطراً على الفرد والأسرة والمجتمع بدون استثناء، وخطرها مستمر لأنها تدمر الإنسان من جميع النواحي (النفسية والعقلية والمعرفية والجسدية والأسرية)، ويمتد أثرها أيضًا ليقضي على علاقات الفرد بالآخرين.
فحص المخدرات يسهم في الحد من التعاطي بشكل كبير جدًا
* أسباب التعاطي
وعن أسباب تعاطي المخدرات أوضح الوايلي أن الأسباب واسعة ومتعددة تتشكل من عوامل تربوية وتعليمية وسلوكية ونفسية واجتماعية، إلى جانب وجود الصحبة السيئة أو التربية السيئة أو التذبذب في المعاملة أو غير ذلك.
ونظرًا لتعدد أسباب الإدمان فإننا لا نتطرق في المرحلة العلاجية الى سبب واحد بذاته، بل نتناول جميع الأسباب المؤدية للمخدرات؛ في تحديدنا لسبب واحد في العلاج نكون قد اتخذنا اتجاها سلبيا قبل البدء بالعملية العلاجية، فلا بد من دراسة شمولية لجميع الأسباب ثم نأخذها سببا سببا حتى نصل إلى النتيجة المعقولة.
حملة مكافحة المخدرات تعمل على تحقيق الردع المجتمعي
* ردع اجتماعي
قال د. ضيف الله العتيبي، تسهم هذه الحملة المباركة في مواجهة ظاهرة المخدرات وتحقيق الوقاية بما يكفل الردع المجتمعي بنوعيه العام والخاص، للمجتمع والفرد فهي تحذر المجتمع بشكل عام من الوقوع في المخدرات وترفع مستوى الوعي تجاهها وتحد من انتشارها.
وأبان، أن من العوامل التي تساهم في وقوع الشباب في إدمان أو تعاطي المخدرات وجود مسافة عاطفية بين أفراد الأسرة وضعف دور التوجيه والمتابعة والقدوة للشاب وعدم القرب والاحتواء للشاب أو الفتاة من قبل الوالدين أو أحدهما، إضافة إلى انخفاض مستوى التواصل والتنسيق بين الأسرة والمدرسة فيما يخص الوضع النفسي والصحي للشاب وعدم الانتباه للعلامات التحذيرية للإدمان ومنها التغير في السلوك والأفكار والمشاعر واضطراب الحالة المزاجية.
الفجوة العاطفية بين الأبناء والآباء أحد مسببات الوقوع في المخدرات
* سمات شخصية
وأوضح العتيبي أن هنالك شخصيات معينة تكون أكثر مصيدة للوقوع في فخ المخدرات، كالشخصية التي تتميز بالاندفاعية والتهور وعدم الاكتراث بالنتائج السلبية ومنها اضطراب الشخصية الحدية، وكذلك الشخصية السيكوباثية، والشخصية الاعتمادية التي يتميز صاحبها بأنه يستمد هويته وقيمه من الآخرين ومن السهل تشكيل سلوكه واستمالته ليبدأ أول مراحل الإدمان وهي الاستهواء والاستمالة والتجريب ومن ثم الإدمان.
الشخصية الحدية والسيكوباثية والاعتمادية من أكثر الشخصيات وقوعًا في المخدرات
وأردف قائلاً، لذلك من المهم رفع مستوى الوعي الأسري وتدعيم القيم والمعايير بداخلها من خلال وسائل التواصل الحديثة، ورفع مستوى الوقاية من المخدرات بتصحيح المفاهيم المغلوطة تجاه المخدرات والتي قد تدفع الشاب للتعاطي والإدمان وتوضيح حقيقة الشعور الزائف الذي يحصل له أثناء التعاطي والإدمان ونتائجه الوخيمة في تفكيك عقله وجهازه العصبي وتدميره صحياً واجتماعياً، إضافة إلى أهمية التوسع في وجود مراكز تأهيل متخصصة لعلاج وتأهيل المدمنين وفق المناهج العلاجية الحديثة وبما يتواكب مع الأنواع المستجدة للمخدرات.
العلامات الأولية للمتعاطي تظهر كسلوك عدواني أو سلوك هادئ بشكل ملحوظ وتؤثر على الفرد والمجتمع
* العلامات التحذيرية
أما بالنسبة للعلامات التحذيرية التي تنبئ بتعاطي الشخص للمخدرات، ذكر العتيبي بأنها تختلف حسب نوع المخدرات، فمنها ما يكون على مستوى الفرد ومنها ما يكون على المستوى الاجتماعي، ومنها ما يظهر في السلوك العدواني أو السلوك الهادئ بشكل كبير، ومنها ما يكون له علاقة بالحالة البدنية أو الاجتماعية، كأن تبدو على المتعاطي حالات العزلة وتأثر جوانب حياته الأسرية والصحية والعملية أو الدراسية، وللأسرة ومؤسسات المجتمع المختلفة دور كبير في التعرف على هذه العلامات من بداية ظهورها؛ للإسهام في سرعة التدخل العلاجي ومن ثم التعافي بإذن الله.
تختلف أساليب وطرق التهريب والترويج للمخدرات من مادة لأخرى
وتداخل أ. ماجد الفيصل قائلاً، هنالك دراسة قرأتها عن مجموعة من المتعاطين أكدت بأن تعاطي المخدرات يعود إلى سببين هما (الهروب من الألم والبحث عن السعادة)؛ لذا أجد أن مجمل الأسباب في حقيقتها ترجع إلى الشخص المتعاطي نفسه وما يكتسبه من أفكار.
* شعور الألم واللذة
وعلق د. ضيف الله: حول موضوع التعاطي بسبب الهروب من الألم قائلاً، في بعض الأحيان يكون مصدر الألم هو الأسرة ذاتها، فقد تكون الأسرة من العوامل التي ساهمت في وقوع الشاب أو الفتاة في الإدمان لوجود التفكك فيها أو إدمان أحد الأبوين أو التعرض للعنف، كما أن المتعاطي قد يكون لديه اضطراب عصبي أو خلل في جسمه تدفعه إلى التعاطي.
وأما تجربة شعور اللذة والألم، فإن الدراسات تشير إلى أن هذا الشعور فطري لدى الإنسان، حيث توجد مواد في المخ تفرز وتعطي شعورًا شبيهًا بما تمنحه المهدئات أو الإفيون وهذا طبيعي في الإنسان، لكنه عند إدخال مواد خارجية إلى جسمه تحدث هذا الشعور، فإنها توقف الإفراز الداخلي لتلك المواد في المخ ويصبح معتمدا على المواد الخارجية التي يتناولها؛ لذا ينشط لديه شعور الألم في حالات الانسحاب؛ لأن جسمه قد اعتاد على المسكنات الخارجية بينما المسكنات الداخلية معطلة ومتوقفة.
* حديثو التعافي
وعن ظهور حديثي التعافي في منصات التواصل الاجتماعي واستعراضهم للتجارب وتقديم النصائح علق الفيصل، إنني استغرب من مثل هذه التصرفات، خاصة وأن بعضهم ما زال في برنامجه العلاجي، إلا أنهم يقدمون نصائح خاطئة وقاتلة قد تصل لوصف الأدوية والعلاجات الطبية!
وقال، كذلك على مستوى التوعية، فإننا نجد من يحذر من مادة على حساب مادة أخرى؛ فعندما يعظم من خطورة مادة مخدرة ما، فإنه يهون من أخرى بأسلوب خاطئ، فقول البعض أن الشبو خطير جدا والحشيش أخف منه، قد يفهم بأن لا بأس من تعاطي الحشيش، وكذلك فإن مقولة: الجرعة الزائدة فيها ضرر شديد تؤدي للموت، قد يفهم منها أن الجرعة القليلة لا تضر وهكذا، لذا فإن المجتمع بحاجة إلى مختصين ومرخصين ومهيئين للتعامل مع هذا الموضوع للتحدث عن مخاطر المخدرات وطرق الحماية منه وكيفية العلاج المتبعة للتخلص منه، خلف كل سلوك دافع إيجابي، وعلى من يقوم بالتوعية أن يكون هو نفسه أكثر وعيا في طريقة عرضه للنصح.
* نكت "المحششين"
وعلق الأطرم، كثيرًا ما نسمع في وسائل التواصل الاجتماعي بعض النكت التي تربط بتعاطي الحشيش حتى صارت قناعات لدى النشء أن تعاطي الحشيش يولد المرح والسعادة؛ لذا يجب أن يكون للإعلام وكافة الأجهزة المختصة دور في التحذير من ذلك.
كذلك فإن ظهور بعض المتعافين حديثًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحديثهم عن تجربتهم لغرض التوعية، يشكل لدى النشء نوعًا من التهاون في أمر التعاطي، كما يعطي انطباعًا خاطئًا بأنه من السهل التعافي من هذه الآفة؛ لذا فإن التوعية يجب أن تكون مدروسة ومركزة بعناية واهتمام من قبل مختصين.
* الحملة على المستوى الدولي:
وأوضح الأطرم: أن حملة الحرب على المخدرات أسهمت بلا شك في تحقيق الردع ورفع مستوى الخطر لدى كل من تسول له نفسه استهداف المملكة بتلك السموم، كما أنها زرعت الخوف وعدم الثقة فيما بين تلك العصابات، فضلا عن تحقيق الضرب الاقتصادي لهم حين السيطرة على كميات من المخدرات ومن ثم العمل على استهداف وتجفيف تلك المنابع وفق الاتفاقيات والتعاون المشترك بين الدول.
*وتداخل أ. خالد الربيش قائلا:
هل بإمكان الأسرة التي لديها متعاطٍ معالجته من غير الذهاب به إلى مستشفيات الأمل؛ لأي من الأسباب التي قد تمنع الأسر من الذهاب بالمتعاطي إلى المستشفى؟
أجاب أ. ماجد:
دول العالم تتعامل مع المتعاطي وفق ثلاث طرق، الأولى، هي التهميش وذلك بتركه وإهماله، أما الثانية هي التمكين كتزويجه أو توظيفه، أما الثالثة فهي المواجهة وتكون بمعالجته من غير أخذ لرأيه.
ومن واقع خبرتي في هذا المجال أرى أن كثيرا من الحالات لا تحتاج إلى تنويم في المستشفى بقدر ما تحتاج إلى توجيه وهنا تقع المسؤولية على الأسر، إلا أن بعضها لا يعي دورها في هذا العلاج.
وتختلف حالات التعامل مع المدمن وفقاً لحالته، فقد يكون المتعاطي نشطا غير خاضع للعلاج، وقد يكون متعاطيا نشطا ومنوما في المستشفى، وإما أن يكون متعافيا أو متعافيا لكنه انتكس وعاد للإدمان، لكن الواقع أن الأسرة والمجتمع يتعاملان مع جميع هذه الحالات كحالة واحدة بدافع إيجابي؛ وهذا بالتأكيد أمر خاطئ، إذا بالإمكان معالجة حالات من غير دخولها المستشفى لكنها تعتمد على وعي الأسرة. وعلى كيفية علاج كل حالة.
* دعم الأسرة
وتداخل أ. صالح الحماد، دكتور ضيف الله، كيف يتم دعم الأسرة معنويا ونفسيا لمواجهة المدمن والتعامل معه؟
أجاب د. ضيف الله، كما أن الأسرة قد تكون عاملا من عوامل الوقوع في الإدمان في بعض الحالات إلا أنها قد تكون ضحية وتعيش الصدمة وتحتاج دعما نفسيا، فنحن نواجه في عملنا الاستشاري آباء وقعوا ضحية لوجود مدمن في الأسرة ويعيشون المعاناة النفسية في التعامل معه، لهذا يجب العمل على رفع مستوى الوعي لديها لتستطيع الوصول بالمدمن لبر التعافي دون ضرر نفسي لأفراد الأسرة .
مشيرًا إلى أن هنالك قنوات تواصل للاستشارات موجودة وبكل سرية، وتستطيع الأسرة من البداية أن تتجه إلى الاستشارة النفسية لتتلقى العلاج الذي يبدأ برفع الوعي والسلوك المعرفي ومعرفة آلية العلاج السلوكي ورسم الخطط لذلك، ووضع الأنشطة المساندة، إلى جانب العلاج الدوائي.
فالأسرة لها دور كبير وتحتاج إلى تحقيق أقصى مراحل التوعية الذاتية عبر المؤسسات المتخصصة.
* الدور الإعلامي
وتداخل أ. عبدالله الحسني مؤكدًا أن الدولة مشكورة تقوم بجهود كبيرة لحماية الحدود وصونها حتى لا يكون أفراد المجتمع فريسة سهلة للتعاطي، ولكن من المهم أن نعمل على تعزيز ورفع مستوى الوعي لدى الأسر وكذلك الأبناء؛ لنسهم جميعًا في حماية هذا الوطن وأبنائه.
وأشار الحسني إلى دور جريدة الرياض في الوعي والتنوير بخطورة هذه السموم المدمرة، فقد كانت تنشر عبر صفحة لها قبل سنوات بالتعاون مع مكافحة المخدرات التعريف بالأنواع المخدرة وخطورتها وذكر نتائجها المدمرة وأوضاع المدمنين السيئة والبشعة، لذا أرى أن من الواجب علينا كمتخصصين وإعلاميين ومعالجين سلوكيين أن يكون لنا دور فاعل إلى جانب الحملة حتى نسهم في تحقيق النتائج المأمولة.
* القيم الاجتماعية
وعن دور القيم الاجتماعية في الحد من انتشار المخدرات قال د. عبدالله الوايلي، يجب أن نعي أن المخدرات جريمة لا تتجزأ وهي مكتملة الأركان، مكونة من ثلاثة عناصر (إرادة وقدرة وفرصة) وجميعها موجودة لدى المدمن.
كذلك فإن القيم الدينية بلا شك هي عامل مساعد في العملية العلاجية، وهي جزء لا يتجزأ من اكتمال العملية، إضافة إلى السلوك والفكر والمشاعر، فالعملية العلاجية قائمة على ما لدى الشخص من أفكار ومشاعر وسلوك وهي عملية تتمحور حول الاستكشاف والاستقراء والاستنباط، وتكون عملية العلاج تكاملية عندما تبدأ من المريض ثم الأسرة ثم المعالج.
ويمكن للعملية العلاجية أن تتم من غير مستشفى؛ لأن جوهر العملية العلاجية يكمن في استنباط الشخص لمشكلاته، حيث إن رحلة العلاج تمر بست مراحل، تبدأ بالاستبصار والاستقرار وهاتان المرحلتان تكونان داخل المنشأة العلاجية، وتأتي بعدها المراحل الأربع المتبقية وهي التعافي المبكر والتعافي المتوسط والتعافي المتأخر والاستمرارية، وهذه المراحل الأربع يتحملها المريض والأسرة، وهذا يعني أن المتعاطي بإمكانه أن يتعافى خارج المستشفى متى ما كان مستقرا واستنبط مشكلاته وأفكاره ومشاعره وسلوكياته سلبية.
كذلك فإن العملية العلاجية تعتمد على ثلاثة عناصر تقوم في مجملها على مساعدة المدمن على الاعتماد على نفسه في مرحلة العلاج، وهذه العناصر هي، المريض، ويتحمل نسبة 70 ٪ من الدور في العلاج، والثاني الأسرة وتتحمل 20 ٪ من المساهمة في العلاج، والثالث المعالجة أو المستشفى ويتحمل 10 ٪ من العملية العلاجية، وأما الصورة النمطية في أن المعالج يتحمل جميع العناصر، فهذا غير صحيح، فكل حالة مختلفة عن الأخرى وليس بالضرورة أن يكون علاج كل منها واحدا.
* التهريب والترويج
وتساءل الزميل أ. صالح الحميدي عن الأساليب المتبعة في تهريب المخدرات والترويج لها، أجاب اللواء عبدالله أساليب الترويج تقليدية ومحدودة وتتسم بالهروب من الأساليب التي تفضي إلى وجود الأدلة ضدهم.
وبالنسبة للتهريب، فلكل مادة مخدرة أساليب ومصادر وطرق، وكذلك دول لإنتاجه، فلو أخذنا مثلا الحشيش فهو يأتينا بكميات كبيرة، لكن لا يمكن إدخاله عبر المطارات إلا بكميات قليلة؛ لأنه يمكن كشفه بالوسائل المتاحة بسهولة، أما ما غلى ثمنه وخف حملة فيتم إدخاله بطرق مختلفة منها المطارات أو عن طريق تخبئته في البضائع المختلفة عبر الموانئ، ومنها ما يهرب عبر الحدود مخبأة في السلع والبضائع كالفواكه والمعدات والأدوية، والحقائب، والسيارات، والحيوانات.
وبما أن المملكة بلد مفتوح على العالم من حيث التجارة والسياحة فإنه يتم استغلال ذلك لإدخال تلك المواد إلى المملكة، إلا أن الدولة بأجهزتها المعنية يقظة والتصدي قوي -ولله الحمد- وما عمليات القبض والكميات التي يتم ضبطها إلا دليل على ذلك.
وأكد الأطرم بأنه لا يوجد في المملكة زراعة أو صناعة للمخدرات، وإن وجدت فهي ضئيلة ولا تعدو أن تكون محاولات تكشف في النهاية، وفي المواجهة الدولية هناك إجراءات تمكن في كثير من الأحيان للوصول لمصادر المخدرات، ومن ثم استهدافها بتبادل المعلومات مع دول المصدر.
*الجانب النفسي للوالدين
وعن الجانب النفسي لأسر المتعاطين، قالت أ. بينه، لا يقل ألم المتعاطي عن ألم والديه، فالوالدان الحريصان على تنشئة الابن تنشئة صالحة يتملكهم شعور الألم والحزن عند اكتشاف أحد أبنائهما يتعاطى المخدرات، وتكون ردة الفعل تجاهه عنيفة تتمثل بالحبس، أو الضرب، أو غيرها، وهذا يعود إلى الجهل وقلة الوعي بسلوكيات الابن أو الابنة قبل تعاطيه، وكذلك الجهل بعد تعاطيه، وذلك يؤدي إما الى استمرارهم في التعاطي أو إلى سلوكيات أسوأ من ذلك بالعنف والتهديد والابتزاز وأمور لا يحمد عقباها.
وتنصح أغلب الدراسات العلمية الأهالي عند اكتشاف تعاطي الابن أو الابنة بحسن الإدارة والتعامل والتوجه للاستشارة الطبية عن نوع المادة ومرحلة التعاطي وشدتها ورفع درجة الوعي لديهم وتعريفهم بطريقة التعامل الأمثل مع المتعاطي.
* الفحص الإجباري
وعن إدراج الفحص الاجباري كشرط للقبول الجامعي أو التوظيف ومدى جدوى ذلك في الحد من انتشار المخدرات، أوضح اللواء الأطرم أن الفحص ذو أهمية عالية من حيث الإسهام في الحد من التعاطي وكشف المتعاطي أيضا، متمنيًا أن يعمم على نطاق أوسع.
وقال: صحيح أن بعض الدول قننت استخدام بعض أنواع المخدرات وشرعته وذلك لأسباب اقتصادية تهمها، إلا أن هذا الأمر لا يمكن أن يكون في بلدنا؛ كوننا ملتزمين بمنظومة قيمية ودينية ومجتمعية تمنعنا من تشريع المخدرات والسماح بها. لذا أرجو أن تكتمل منظومة التشريعات ومنها هذا الفحص لنصل إلى مجتمع خال من المخدرات.
التوصيات
* التعاون في تحقيق أهداف الحملة الأمنية ضد المخدرات بالكشف عن المعلومات والمدمنين والمهربين بالوسائل السليمة.
* مواجهة المخدرات وظواهر المجتمع السلبية بالوقاية القبلية، من خلال تعزيز الثقة في نفوس النشء وتعزيز الرقابة الذاتية لديهم ومراقبة التعاطي مع وسائل التواصل الحديثة.
* توعية المجتمع ومراكز علاج الإدمان بعدم إظهار المتورط بصورة سيئة منبوذة وفق ثلاث قواعد (إبقاء الأسوياء أسوياء، وانتشال المتورطين، وخدمة ذوي المتورطين).
* استحداث منهج دراسي إلزامي لنشر الوعي لدى الأطفال والمراهقين والمعلمين وكذلك الأهل
* التعامل مع المدمنين بمبدأ الترغيب والترهيب، بحيث يكون الترهيب بالعقوبة والتشديد بتطبيق القوانين والأنظمة، والترغيب بتعزيز النماذج الناجحة في العلاج من الإدمان.
* عدم إظهار المتعافين بصورة سيئة منبوذة أو صورة سوية مبالغ فيها.
ضيوف الندوة
اللواء عبدالله الأطرم
د. عبدالله الوايلي
د. ضيف الله العتيبي
ماجد الفيصل
د. بينة المري
حضور الندوة
هاني وفا
خالد الربيش
صالح الحماد
عبدالله الحسني
صالح الحميدي
سارة القحطاني
صالحة العتيبي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.