من باب هذا المبدأ «الصعب أحلى» خطف نادي الهلال لقب كأس خادم الحرمين الشريفين 2023 لكرة القدم، بكل جدارة واستحقاق، بعد فوزه على «فرسان مكة» نادي الوحدة بنتيجة 7 - 6 في اللقاء الذي جمع الفريقين مساء يوم الجمعة الفائت على أرض ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية «الجوهرة المشعة» في جدة، بقيادة الحكم البولندي سيمون، في المباراة النهائية من المسابقة، حيث تمكن لاعبو نادي الهلال من حسم الصراع بركلات الترجيح، بعد أن لعبا أشواطاً إضافية، أهدر فيها الفريقان العديد من الفرص، مهدياً نادي الهلال لجماهيره هوامير المدرجات فرحة غالية، بالتتويج الأول في هذا الموسم، والبطولة ال66 في تاريخه. هذا اللقب له نكهة خاصة، خصوصاً أنه حصل في موسم يعد الأصعب، والاستثنائي بجميع المقاييس، وكما يقال: «الذي يأتي بعد مشقة، وفي ظروف مختلفة، يكون له تأثير خاص في النفس»، وهذا ما جعل احتفال لاعبي نادي الهلال وجهازه الفني والإداري مع جماهير الزعيم ونادي القرن، التي وجدت في الجوهرة المشعة، صاخباً ومعبراً عن شدة التنافس، والمشوار الصعب والشاق حتى التيقن بأن اللقب بإمكان الحصول عليه بكل سهولة، فمن تابع مجريات الاحتفالات يعتقد في تفكيره أنه اللقب الأول وليس العاشر في خزائن النادي. والحديث عن هذا الفوز والتتويج الغالي بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لا بد أن يدفعنا للحديث عن عناصر ساهمت في إحراز هذا المنجز، وتجديد نادي الهلال وجوده، كونه نادياً تم تأسيسه ليبقى على الدوام في المنصات، في كل مسابقات الكرة السعودية والخليجية والعربية والآسيوية والعالمية، فهناك في المقابل جنود مجهولون كانت لهم الأفعال وآخرون وضعتهم ظروف أدوارهم في الواجهة وطبيعة مسمياتهم، فلا أحد يمكن أن يتجاهل دور المدرب الأرجنتيني رامون دياز ومساعده إيمليانو دياز وبصمتهما في مشوار معانقة الكأس الغالية، فبعد إخفاقات غير مرضية للجميع في الدوري وكأس السوبر وكأس آسيا وكأس ولي العهد شكلت حاجز ريبة في مستقبل النادي استطاع أن يفرض أسلوبه، بفضل القائمة الجيدة من الأسماء، بين اللاعبين المواطنين الخبرة، وأيضاً الشباب، والمحترفين الأجانب، ويشكل «خلطة» حققت الفوز في هذه المباراة الصعبة، يساندهم فيها القوة الزرقاء بالهتاف والحيوية والتشجيع والحماس، ورئيس النادي فهد بن سعد بن نافل بالأسلوب الإداري الواعي، وتعاون أعضاء الشرف. في هذا الموسم الاستثنائي البالغ في الصعوبة كل التحية والتقدير للأبطال: من هم داخل الملعب، ومن هم في الصورة، ومن خلف الكواليس. خاتمة قال الشاعر تركي آل الشيخ: بقلوبنا عايش وقولنا تضمه يا هلال يا قايد للقمة للقمة تشهد بطولاته واغلى منصاته يستاهل التتويج ونشيل راياته يلعب يهز القاع والفوز عاداته والفن والإبداع في كل جولاته