مواقف نبيلة وإنسانية رحبة تتسع للجميع، ذلكم هو نهج قيادتنا السعودية منذ عهد الملك الموحّد للمملكة العربية السعودية، وسار على خطاها الملوك البررة الذين تشرّبوا القيم من هذا العبقري الفذ. ولقد دأبت قيادتنا الحكيمة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعضده سمو سيدي ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- على الأعمال الإنسانية الكبيرة التي لفتت أنظار العالم بأكمله؛ وهي جهود لا يتصدى لها إلا الكبار؛ والمملكة كبيرة دوماً بأثرها وحضورها في كل المواقف والأزمات؛ تقدّم العون والمساعدة ولا ترقب في هذا شكراً ولا أضواء. أعمال نبيلة مجرّدة من أي غرض إلا تعزيز القيم الإنسانية، والرجاء بما عند الله. وهي إذ تقدم كل هذا تنطلق من شعورها بالواجب الذي أملاها علينا ديننا الحنيف، الأزمة التي يتعرض لها السودان الشقيق تؤلمنا جميعاً؛ وندعو الله أن تزول هذه الأزمة ويعود هذا البلد المسالم وشعبها النبيل لحياتهم المستقرة الآمنة، وما يتعرض له السودان يتابعه العالم باهتمام، ومحبو السلام والاستقرار يدعون الله أن يتم تغليب لغة الحوار، ويتجاوز هذا الشقيق الفوضى التي حدثت وتكاد تعصف بالبنية التحتية وتكبّده خسائر هو في غنى عنها. نتمنى أن تعبر هذه الأزمة وأن لا تتحقق أماني وآمال المتاجرين بهموم وأوجاع الآخرين، الذين يقتاتون على الفوضى، ويصدّرون القلاقل والفوضى ولا يريدون للعرب عموماً أي استقرار وسلام وأمان؛ وتلك شنشنة نعرفها من أخزم. السعودية العُظمى كما هو دأبها؛ وفي كل أزمة حاضرة؛ فما بالنا مع شقيق كالسودان؟ لقد كان التجاوب مع هذه الأزمة من قيادتنا سريعاً وناجزاً ومُنجزاً؛ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. ولا شك بأن شعب السودان الشقيق المسالم يستحق أن يعيش حياة الكرامة والاستقرار؛ وهذا ما تسعى لترسيخه قيادتنا الحكيمة. التي حرّكت رجالها ومعداتها من بواخر وطيران لإجلاء الجاليات من من دول عربية وصديقة وجرى استضافتهم والقيام بواجب الأخوة الذي لا يستغرب ممن يعرف تاريخنا الإنساني. ليس السودان وحده مستهدف بإشاعة الفوضى والدمار، وما تعرض له من مؤامرات على تفكيكه وإشعال نار الفتنة بين شعبه متوقعاً؛ بل إننا كعرب مستهدفون دوماً والتاريخ شاهد صادق على ذلك؟ أما السعودية فهي دائماً في طليعة أعمال الخير ومساعدة المنكوبين، ورأينا ذلك في تركيا وسورية عندما تعرضتا للزلزال كانت السعودية أول المبادرين بجسر جوي إغاثي إنساني دون النظر لأي اعتبارات إلا للإنسانية، يتكرر اليوم المشهد في السودان الشقيق بوقفة إنسانية تجلّت في هذا الظروف. شكراً سلمان العزم والحزم والإنسانية، وشكراً محمد بن سلمان الشاب المُلهم، وشكراً لرجال جيشنا وللشعب السعودي النبيل. نسأل أن يرفع الغمة عن شعب السودان، وأن يوقف هذا النزيف، ويعود السودان مشرقاً باسماً يحوطه الأمان والاستقرار.