لشهر رمضان الكريم روحانيته الخاصة ونفحاته الإيمانية الجميلة التي تلقي بظلالها على المجتمع. في هذه الزاوية، نحفز فيها ضيفتنا الفنانة التشكيلية أمل حسين فلمبان، لتشاركنا في تذكر أيامها الرمضانية وعلاقتها الاجتماعية والفنية.. * كيف تجدين الفرق بين رمضان اليوم مقابل رمضان الأمس؟ * رمضان مازال محتفظاً بروحانيته وطقوسه رغم تغيراتها عبر الزمن وإن قل فيها التواصل، ففي الماضي في منطقة مكةالمكرمة (جدة، مكة، الطائف) التي نشأت بها كان الاستعداد لرمضان في كل البيوت والتي مازالت بعضها موجوداً إلى الآن وإن اختلفت بزيادة منتجات أكثر وهو شراء (مقاضي رمضان)، وكان لها سعادة مختلفة عن الأيام العادية وتحضير أواني الفطور الخاصة بأكلات رمضان مثل: الزبادي وكاسات التوتوا التي تبخر بالمستكة لشرب الماء وخاصة الزمزم، كان الفطور الأول في بيت الجد من الأم أو الأب أو كبير الأسرة بتجمع الأبناء والأحفاد، وكانت التهنئة بالزيارات وليس الرسائل بالذات لكبار السن، كانت جميع النساء الموجودات، الكبيرات والصغيرات، تساعدن في تجهيز الفطور، ولم يكن الاعتماد على عاملات المنزل التي لا تتوفر في جميع البيوت، كانت التجمعات بعد صلاة التراويح من أهم الطقوس للرجال خارج البيوت، وانتشار بسطات البليلة والمقلية والكبدة، وكل له أهازيج لجذب المارة، وتجمع الرجال في أماكن مفتوحة ولعب الضومنة أو البلوت وغيرها من الألعاب، كانت حياة مختلفة في كل حي أصوات الباعة وحماس الرجال في اللعب وركض الأطفال، كل ذلك له إحساس جميل، بخلاف اليوم الذي اختفت فيه معظم هذه المشاهد. * ما الذي تحبين أن تشاهديه؟ وما الذي ترفضين مشاهدته، داخل المجتمع أو في الإعلام؟ * التجمع العائلي بعد الفطور لمشاهدة التلفزيون من أهم الطقوس الرمضانية الجميلة، وغالبا في معظم البيوت، فأحب مشاهدة المسلسلات التي تحتوي على مواضيع اجتماعية، والبرامج الإنسانية، افتقدنا لفوازير رمضان التي كنا ننتظرها كل سنة، ومن ثم أصبحت مسابقات والآن اختفت، لكن ما يزعجني في بعض المسلسلات بعض المشاهد أو العبارات التي لا تليق بهذا الشهر الفضيل. أجمل ما أحب فعله في رمضان زيارة الأماكن المخصصة التي تحيي الطقوس الرمضانية مثل: المنطقة التاريخية، وتناول الوجبات الخفيفة فيها، وما يزعجني ما أراه من تجاهل بعض الشباب والفتيات لقدسية هذا الشهر سواء في السلوك أو ممارسات لا تليق بالعادات والتقاليد، ليس تشدداً مني، ولكن الكثير منا يستنكرها، وأسال الله الهداية للجميع. * مواقف حصلت لك في رمضان أثناء التصوير، إن وجدت، أو غيرها؟ o لم يحدث لي مواقف معينة في شهر رمضان، ولكن أصعب شعور في استهلال رمضان الفقد!! عندما يأتي رمضان وقد فقدت عزيزاً خاصة الوالدين وهم أهم من تحرص على مباركتهما بالشهر. * حياتك الأسرية كيف هي في رمضان؟ o الحمد لله أحافظ قدر المستطاع على بعض أهم العادات، وهي المباركة بالشهر على جميع كبار العائلة بالاتصال وليس بالرسائل، وكذلك عودت بناتي وأبنائي، وأحرص جداً على التجمع الرمضاني العائلي. * انطباعك عن التحولات في كافة الميادين داخل المملكة؟ * رغم البعد الاجتماعي بسبب تغير الحياة النمطية بشكل عام إلا أن إعادة الدولة لإحياء الأماكن التاريخية وإقامة الفعاليات الرمضانية وإعادة ما كان سيندثر شي جميل وجهود جبارة تشكر عليها دولة العز والاعتزاز، مهم جداً لأبنائنا أن يعيشوا ثقافاتنا القديمة ويستشعروا جمالها. * كلمة للجمهور.. o أبارك للجميع هذا الشهر الفضيل، وأن يحرصوا على التواصل ومشاركة الآخرين، وأن لا ينسوا من ضاقت بهم الدنيا فهذا أجمل شهر سواء العطاء بالفعل أو حتى بالكلمة، وأن يعيشوا الأجواء الرمضانية ويستمتعوا بعاداته وتقاليده الجميلة.