المدينة المنورة - خالد الزايدي تتوالى المناسبات الوطنية العزيزة على بلادنا المحلقة في سماء الفخر والعزة، ففي الثالث والعشرين من سبتمبر كل عام تطل على بلادنا مناسبة اليوم الوطني، وفي الثاني والعشرين من فبراير نستعيد ذكرى التأسيس، وتتابع الأيام الخالدة لبلادنا لينضم لها يوم العلم الذي أقره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله- ليخلد يوما جديدا يستوقف التاريخ ويستنهض العزم والهمة، ويدفع مملكة العزة والشموخ نحو المستقبل، تخصيص هذا اليوم يأتي انطلاقا من القيمة المحورية لراية بلادنا ودلالاتها العميقة استنادا على عقيدة لا تتزعزع تمثلها راية التوحيد، وسيف يظهر القوة والعدالة، ولون أخضر يرمز لكل معاني السلام والنماء والرخاء. مضامين سامية وقال الناشط في وسائل التواصل الاجتماعي عبد الله بن يتيم العنزي: إن أمر مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله - بتخصيص يوم الحادي عشر من مارس يوما للعلم يؤكد اعتزاز القيادة الرشيدة براية التوحيد وبما تحمله من مضامين سامية قامت عليها المملكة العربية السعودية، الدولة المباركة التي قدمت خدمات جليلة للمسلمين ونشرت العقيدة الوسطية الصحيحة واهتمت كل الاهتمام بالحرمين الشريفين، ويؤكد هذا القرار الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين أهمية التمسك بالقيم والثوابت التي تقوم عليها بلادنا وفي مقدمتها العناية بكتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والاهتمام بالحرمين الشريفين وبكل ما يخدم الإسلام والمسلمين وما يعزز التلاحم الشعبي والوحدة الإسلامية والتضامن في ضوء الرسائل السامية التي تحملها هذه البلاد وقيادتها الرشيدة –حفظها الله- وهذا القرار الملكي مفخرة لكل مواطن سعودي فالعلم يمثل هوية وطنية وإسلامية، واعتزازا لدى أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في مختلف دول العالم أيضا، وهو يؤكد أن أسس بناء وطننا عميقة ومتأصلة في الوجدان، فالمملكة دولة عظيمة بإنجازاتها الوطنية والإسلامية والعالمية، مضيفا: علم بلادنا هو العلم الوحيد الذي لا يتم تنكيسه أو إنزاله إلى نصف السارية في حالات الحداد أو الكوارث والأحداث الكبيرة التي تعبر عن موقف الدولة والمراسم الدولية، وذلك لما يحمله من دلالة دينية عميقة تمثلها كلمة التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله». تطور العلم السعودي وأضاف: تطور العلم السعودي متجذر في تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها، والراية السعودية منطلقة من العمق التاريخي، ويذكر المركز الوطني للوثائق والمحفوظات أن راية الدولة السعودية الأولى كانت خضراء ومكتوب عليها كلمة التوحيد، وقد ارتبط أئمة الدولة السعودية بهذه الراية منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى ثم الدولة السعودية الثانية، وفي عهد الملك عبد العزيز –طيب الله ثراه- تطور العلم بفترة مبكرة حيث أوضحت الصور المبكرة لجيش الملك عبد العزيز في عام 1329ه وجود العلم بلونه الأخضر وكلمة التوحيد وفوقها سيف مسلول، وفي عام 1344ه وفي حفل البيعة في مكةالمكرمة أمر الملك عبد العزيز بتشكيل هيئة التأسيس من عدد من المستشارين والمندوبين وكان من بين مهامها وضع شكل العلم والنقود، وفي عام 1355ه صدرت موافقة الملك عبد العزيز على قرار مجلس الشورى قرار رقم (354) في 4 ذو الحجة 1355ه بشأن إقرار ما ورد في خطاب وزارة الخارجية المتعلق بمقاس العلم السعودي على نسبة (150 سم طولاً) و (100 سم عرضاً) وأن تنوع مقاسات العلم وأشكاله وقبول تبادل الأعلام مع الدول على مبدأ التجامل والتعارف الدولي العام، وقد تواصل الاهتمام بالعلم السعودي في عهود الملوك أبناء الملك عبد العزيز حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله- الذي أصدر قرارا تاريخيا بتحديد الحادي عشر من مارس يوما للعلم. الدولة الحديثة وقال الأكاديمي د. محمد بن علي الذبياني: ملامح مضيئة وأخبار جميلة تترى تؤطر لدولة سعودية حديثة من خلال أيام تؤرخ لتأسيس هذه الوطن العزيز فبالأمس القريب كان يوم التأسيس والذي يؤصل لقيام الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، واليوم يزف لنا الخبر الملكي الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- عن تاريخ جديد من خلال يوم أرخه التاريخ حينما صدرت موافقة جلالة الملك عبد العزيز -رحمه الله- في 27 ذو الحجة 1355ه، الموافق 11 مارس 1937، على مواصفات العلم السعودي والذي يرمز إلى التوحيد والعدالة والقوة والتنمية والازدهار، وباختيار جلالة الملك عبد العزيز -رحمه الله- لذلك العلم أراد أن يرسل رسالة مضمونها بأن دولته قامت على توحيد الله وستبقى على ذلك، قوامها شرع الله واتباع نهجه كما أن اختيار العلم بشكله الحالي أرسل رسالة عالمية في ذلك الوقت أن توحيد هذه البلاد قد اكتمل وأن الانطلاق إلى بناء الدولة الحديثة قد بدأ، إن الأمر الملكي باستحداث يوم للعلم السعودي يجعلنا نحن كسعوديين في قمة الفخر ذلك لأنه يجعلنا لا ننفصل جسديا أو روحيا عن الاعتزاز بوطننا كما أنه يستحث ذاكرتنا حول تضحيات الآباء والأجداد في جيش المؤسس رحمه الله لبناء صرح أصبح اليوم منارا للتطور ومثالا يحتذى في كيفية بناء الدولة الحديثة. عمق تاريخي وأضاف: إن رمزية العلم السعودي في حد ذاتها لم تأت من فراغ بل إن كل شيء فيه يرمز إلى أصالة ضاربة في عمق تاريخ هذه البلاد المباركة حيث يدل اللون الأخضر فيه على الخير والنماء، ويرمز اللون الأبيض إلى السلام والنقاء، كما يدل السيف في العلم السعودي على العدالة والقوة والمنعة والتضحية والوطنية، وترمز الشهادتين إلى الشريعة والتوحيد وأن كلمة الله هي العليا، كما أننا نعتز أن العلم السعودي له مزية عن غيره من الأعلام حيث لا يتم تنكيسه لأي حدث مهما بلغت عظمته كما تنكس أعلام الدول الأخرى ذلك لأنه مزدان بكلمة التوحيد التي تستمد منها الدولة أساس بنيانها وموئل عزتها وفخرها، وحق علينا كسعوديين أن نحافظ على علمنا بعدم تعريضه لأي أمر يمتهنه أو يقلل من شأنه، وأيضا يتم تأصيل الناشئة منذ صغرهم على احترام علم بلادهم من خلال المناهج الدراسية ومحاضن التربية والتعليم، وإن مكانة هذه البلاد تأتي من مكانة قادتها –حفظهم الله-، واليوم ونحن ننعم ولله الحمد بقيادة خادم الحرمين الشريفين يعضده سمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- حيث تزدان بشتى أنواع التطور والتقدم من خلال رؤية عظيمة أصبحت حديث العالم متابعا لمسارات إنجازها يقوم عليها شاب أذهل كل من تعامل معه أو قابله بسعة أفقه وقوة عزيمته في سبيل بناء وطن يشار إليه بالبنان ويشعرنا نحن كشعب سعودي أننا في أيد أمينة وعز يبقى بإذن الله لآخر الزمان. راية لا تنكس وقال الباحث والمهتم بالشأن العام الأستاذ نواف بن سالم الردادي: الحادي عشر من شهر مارس عام 1937م هو اليوم المبارك الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه علم الوطن بشكله الحالي، ولكن رمزيته ودلالاته كانت حاضرة على مدى ثلاثة قرون شاهدة على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية تحت ظل راية لا تنكس رفعها القادة الأفذاذ، فارتسمت على أرض الوطن ملاحم بطولية جمعت القلوب، وأرست القواعد ونشرت المبادئ والقيم منذ التأسيس، وحتى العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله- حيث يتدفق سيل الإنجازات لوطن يسير بخطى حثيثة وواثقة نحو المستقبل، مضيفا: يحق لنا أن نفخر في كل يوم بمنجزات لا حصر لها لوطن عريق، وحضارة متجذرة، وثقافة راسخة لدولة تقف بعز وشموخ في مقدمة الدول، وإلى مصاف العشرين الكبار، نبرز للعالم مظاهر الاعتزاز والإجلال والإكبار في أكناف بلاد آمنة مستقرة، تتمايز بلحمة لا نظير لها وازدهار لا مثيل له، إنها العبقرية الاستثنائية لولاة الأمر الذين كسروا بإرادتهم وعزيمتهم منظومة التشتت وأعلوا شعار الوحدة والاستقلال السياسي التام عن أي قوة خارجية، وحققوا الازدهار وانطلقوا بالمملكة العربية السعودية نحو التغيير عن النمط السائد والتأسيس لمسار جديد من خلال الوحدة والتعليم ونشر الثقافة وتعزيز التواصل بين أفراد المجتمع والحفاظ على الأمن، حتى رسخت في الأذهان أهمية المثل والقيم العليا والمبادئ الوطنية، والتشبث بالثوابت والكرامة والفخر والسيادة الحقة. التوحيد والعدل من جهته أشاد المستشار والباحث الشرعي د. زياد بن منصور القرشي بالقرار الملكي الكريم بتخصيص يوم 11 مارس يوماً خاصاً بالعلم باسم (يوم العلم) وقال: هذا القرار الكريم وهذ الاهتمام والعناية بأمر العلم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- يدل على حرصهم واهتمامهم وتعظيمهم بما يحمله العلم وهو كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فالمملكة قامت وأسست على التوحيد الذي هو أول واجب وآخر واجب وهو حق الله الواجب فأول واجب على العباد توحيد الله تعالى وهذه الكلمة هي مفتاح الجنة والتوحيد دعوة كل الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والتوحيد هو سبب لكل خير وبر و (لا إله إلا الله محمد رسول الله) هي أصدق الكلام وأعظم الذكر على الإطلاق وهذه البلاد المباركة منذ نشأتها وهي تنشر وتطبع كتب التوحيد وتدرسه في مدارسها ومعاهدها وكلياتها وجامعاتها وتدافع عنه وتحمي جناب العقيدة الإسلامية الصحيحة ويحمل العلم السعودي صورة السيف التي ترمز للعدل وتطبيق الشريعة الإسلامية والقوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة والأمن والاستقرار ويحمل لونه الأخضر معانى الرخاء ورغد العيش والسعادة والسرور وعلم المملكة العربية السعودية يرمز إلى الولاء للدين ثم المليك والوطن وكذلك يرمز إلى توحيد هذا الكيان العظيم والمحبة والسلام والتلاحم والتعاضد بين الراعي والرعية والقيادة والشعب وهو العلم الوحيد عالمياً الذي لا ينكس لما يحمله من كلمة التوحيد واسم الله تعالى فهو دائماً قوي وشامخ ومرتفع وعزيز وتخصيص ولاة الأمر يوم للعلم مبادرة عظيمة فهم دائماً سباقين في رفع كلمة التوحيد واسم الله عز وجل في كل المحافل والمؤتمرات والمناسبات الدولية والمحلية ويسعون للحفاظ على التراث الوطني، والعلم مظهر من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمز للمحبة والوحدة الوطنية، ويوم 27 ذي الحجة 1355ه الموافق 11 مارس 1937م، هو اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء ، حفظ الله المملكة العربية السعودية وحفظ الله ولاة أمرها ونفع الله بهم الإسلام والمسلمين، ودام الدين والوطن عزيزاً عالياً وشامخاً في كل المجالات. د. محمد الذبياني عبد الله العنزي زياد القرشي نواف الردادي