الأمن وقدسية الوطن

دعا أبو الأنبياء إبراهيم وهو يرفع مع ابنه إسماعيل عليهما السلام القواعد من البيت لهذه الأرض المباركة بالأمن والرزق، وهما أهم عملتين في حياة أي مجتمع من المجتمعات. وما زال هذا الوطن -ولله الحمد- يجد آثار هذه الدعوة النبوية المباركة من خلال ما نراه من أمن ورزق وفير جعل العيش على أرضه، بل مجرد الحصول على فرصة عمل فيه حلم الكثير من الناس على امتداد هذا العالم الفسيح. قال تعالى: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ» (البقرة: 126). كما قال تعالى في سورة إبراهيم: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ» (إبراهيم: 35)، ولقد استجاب الله سبحانه وتعالى دعوة نبيه إبراهيم لهذه الأرض المباركة. من هنا وبالإضافة إلى جهود الدولة المباركة من الناحية الأمنية؛ فإنه لم يكن مفاجئاً ما أظهرته المؤشرات الدولية المعنية بالأمن من تقدّم المملكة العربية السعودية وتصدرها دول مجموعة العشرين، متفوقة في الترتيب على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وذلك من خلال خمسة مؤشرات أمنية صادرة عن تقرير التنافسية العالمي 2019م، وتقرير التنمية المستدامة 2020م، ولقد حل وطنك في المرتبة الأولى من بين دول مجموعة العشرين في مؤشر شعور السكان بالأمان أثناء السير بمفردهم ليلاً لعام 2020م، متفوقة بهذا الإنجاز الأمني على الصين وكندا من بين دول مجموعة العشرين، وعلى الصين والولايات المتحدة الأميركية من بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وفي مؤشر ثقة المواطنين بخدمات الشرطة، وهو مؤشر يقيس الثقة الشعبية بالضبط الأمني وفاعليته في فرض النظام والأمن، جاءت المملكة في المرتبة الأولى حيث تصدرت مجموعة دول العشرين، ومتفوقة أيضًا على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وحلت المملكة كذلك في المرتبة الأولى في مؤشر ضبط الجريمة المنظمة الصادر عن تقرير التنافسية العالمي لعام 2019م، متقدمة بذلك على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، قبل كُلٍ من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، وفي المرتبة الثانية في المؤشر ذاته من بين دول مجموعة العشرين. أليست كل هذه الإنجازات الأمنية العالمية المبنية على إرادة الله ودعوة إبراهيم عليه السلام وحرص قادة هذه البلاد المباركة وتمكن رجال أمنها، ووعي مواطنيها والمقيمين على أرضها مدعاة للفخر والاعتزاز؟ ورسالة واضحة بتفرد هذه البلاد في منظومتها الأمنية كما هي متفردة في موقعها الجيوسياسي، والاجتماعي والاقتصادي.