يأخذك الحنين في ممرات معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2022م إلى حياة الترحال والانتقال، وتتجذر في ذهنك فكرة العزم على أن تبرح مكانك، باتجاه مدرج الثقافة؛ فإن الذهب في أرضه تراب، والعود في مكانه حطب، والأسد ما لم يتحرك فلن يَفترس، والسهم لولا فراق القوس لم يُصِب. تتسابق الحقائب في معرض الكتاب كسباق المسافرين في أرض المطار، ولكن جوهر الفرق في مضمون المحمول واشتياق القارئ، فكتاب مثقلٌ بالمعرفة كفيل بستر عقلك ووقايته من لفحات الفكر المعاكس، فاحجز تذكرة الرجاحة، وانطلق نحو ميدان الثقافة، وسافر إلى وجهتك القرائية؛ لتعيش في عالم معرفي يمنحك الصواب، ويقوّم ذائقتك. ويعيش زائر «كتاب الرياض» تجربة فريدة خارج الواقع الافتراضي في رؤية أنماط السفر وتفاصيله، من حيث رؤية المسافرين إلى عالم الثقافة يغدون ويدلجون من بوابات المعرض صبحاً وعشيّاً، متخذين من حاملات أمتعتهم خدراً تنشأ منه ثقافتهم، وتربو بداخلهم منطلقات حياتهم المعرفية المنفتحة على حب الاطلاع والاستمساك بالقراءة. وهنا يشرعن المعرض تعدد أنماط السفر المتشابه في التفاصيل المستخدمة والمتباين فيما تؤول إليه كل وجهة، حتى أمسى محدد الوجهات ومعلوم الهوية، معروفاً بسيماه التي تنثر عقود الأفكار النيرة، وتنشر النور في أنحاء العقل القاصد لممراته، فحين البصيرة يصبح الجاهل عارفاً، وتتشكل المعلومة كتاباً يرسم طريق المعرفة.