خلال قمة الأمن والتنمية والتي عقدت بالمملكة خلال الأسبوع الماضي، أكدت المملكة على ثوابت وأسس لا تحيد عنها وأكدها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والذي ترأس المؤتمر، وأكد سموه على أن الظروف العالمية «تستدعي مزيداً من تضافر الجهود الدولية لتعافي الاقتصاد العالمي وتحقيق الأمن الغذائي والصحي» خاصة أن العالم اليوم يواجه أزمة «التضخم» وسلاسل الإمدادات وخاصة الغذاء وظروف الحرب الروسية الأوكرانية، وتناول سمو ولي العهد الهم الأكبر اليوم ومستقبلا وهو موضوع البيئة وتغير المناخ الذي يشهده العالم «التحديات البيئية التي يواجهها العالم حالياً وعلى رأسها التغير المناخي، تقتضي التعامل معها بواقعية ومسؤولية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تبني نهج متوازن وذلك بالانتقال المتدرج والمسؤول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة» وهذا رسالة المملكة التي تعمل عليها وأكدها سمو بأن تكون متدرجة والمسؤول الذي يراعي عدم القفز على خيارات وأوليات وظروف كل دولة، وأكد سموه على التزام المملكة «بالحياد الصفري» من خلال منهجية متوازنة واتباع الاقتصاد الدائري بما يتوافق مع خططها التنموية. وأكد سمو ولي العهد على أن «نهوض المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تصفير مشكلاتها وأزماتها من خلال حلول سياسية وواقعية تعيد الأمن والاستقرار للدول المضطربة» هنا تأكيد من سمو ولي العهد يحمل بُعدا عميقا جدا أن حل المشكلات «تصفيرها» يعني عودة الأمن والاستقرار والعمل والإنتاج وبالتالي الأثر الاقتصادي والاجتماعي سيكون واسعا وكبيرا جدا ويقدم حلولا لهذه الدول وينعكس على العالم، ويمكن نشاهد الكثير من الاضطرابات في العالم فحين يحدث الأمن والاستقرار «وتصفر» هذه الاضطرابات يمكن لنا تصور الأثر النهائي لها وما تقدمه من حلول. المملكة والمنطقة تفتخر وتفاخر بما ذكره سمو ولي العهد حول الدعوة «للعالم باحترام القيم النبيلة للمنطقة وأنه لا يمكن التخلي عنها وأن ذلك هو طريق تعزيز الشراكة الحقيقة» وهو تأكيد من سموه على أن الدول كل الدول لها قيمها النبيلة وعادات وتقاليد وأديان يجب أن يحترمها العالم وأن لا تدخل بشؤون الدول واحترام ذلك لا بضغوط ولا أي وسيلة كانت، وكانت كلمة سموه واضحة وتصل العالم هذه قيمنا لا مساس بها. وحول إنتاج النفط، المملكة قدمت للعالم كل ما يمكن خلال أزمة «كورونا» وأنتجت بكامل طاقتها وتسهم المملكة في استقرار العالمي في أسعار الطاقة وفق قدرتها والتزاماتها، وأكد سمو ولي العهد على «أن السعودية أعلنت عن زيادة القدرة الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميا، وبعد ذلك لن يكون لدى المملكة أي قدرة إضافية للزيادة» وهذا مساهمة كبيرة للمملكة في كبح التضخم العالمي أكثر من تغيير سعر فائدة قد لا يؤتي ثمارا سريعة أو حقيقة وأثرها الاقتصادي قد يكون أيضا يحمل سلبيات كبيرة أي أسعار الفائدة، المملكة تسهم مساهمة فاعلة وجوهرية في إنتاج النفط لمساعدة العالم في كبح التضخم وقدمت المملكة كل إنتاجها وفق اتفاقات والتزامات لديها.