بدأ تأثير الحظر النفطي الروسي، الذي تفرضه الولاياتالمتحدة ومقاطعة بعض كبرى شركات النفط في العالم، يتزايد بالظهور بأرقام قياسية في بينات الشحن وتتبع السفن العالمي وكشفت عن تراجع قدرات موسكو الإنتاجية والتسويقية للنفط الخام وبعض المنتجات البترولية. وأخيراً طرحت روسنفت، أكبر منتج للنفط في روسيا، مناقصة نادرة لبيع شحنات خام سوكول من حقول سخالين إلى آسيا، في مؤشر على مبيعات عاجلة مع تكدس إمداداتها، وقال اللاعبون في السوق إن المنتج عرض ثلاث شحنات سعة 700 ألف برميل للتحميل في 7-10 مايو، و14-17 مايو، و27 مايو - 1 يونيو. ويواجه منتجو النفط الروس صعوبات متزايدة في بيع الشحنات حيث تتجنب شركات التكرير والشركات التجارية التعامل مع الإمدادات خوفًا من العقوبات الغربية، المفروضة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي تصفه موسكو بأنه "عملية خاصة". وقالت المصادر إن روسنفت نادرا ما تبيع الخام من خلال المناقصات لأن معظم نفطها ملتزم بالفعل بشركات تجارية مثل فيتول، وترافيجورا بموجب خطط تمويل طويلة الأجل. وقالوا أيضًا إن توقيت الشحنات المعروضة سريع وخرج عن دورة التداول المعتادة، حيث أكملت المصافي الآسيوية بالفعل مشترياتها من النفط الخام لمايو الشهر الماضي. وقال أحد المصادر إن المناقصة من 21 أبريل الساعة 2 ظهراً بتوقيت موسكو (1100 بتوقيت جرينتش) وتبقى سارية حتى الساعة 10 مساء في 26 أبريل. وقال متعاملون إن روسنفت ربما تكون قد أصدرت مناقصة منفصلة لبيع ما يصل إلى سبع شحنات من خام إسبو بليند يتم تحميلها في مايو، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من ذلك بشكل مستقل. في سوق النفط الخام المتطور باستمرار، أدى ندرة النفط الخام من إيران وفنزويلا، ومؤخرا روسيا، إلى قيام شركات التكرير الآسيوية بشراء إمدادات ضيقة من الدرجات اللاتينية الثقيلة كبديل. تم الإبلاغ عن شراء الفائدة لهذه الدرجات من المكسيك وكولومبيا والإكوادور في الأشهر الأخيرة، ولكن التوافر محدود وقد تؤدي الزيادة في العرض من الولاياتالمتحدة إلى دوران السوق مرة أخرى. وفرضت الولاياتالمتحدة حظرا على واردات النفط من روسيا الشهر الماضي، بينما جعلت العقوبات المفروضة على المؤسسات المالية في موسكو من الصعب معالجة مدفوعات النفط الروسي. وكشفت آخر البيانات أن متوسط إنتاج روسيا من النفط انخفض إلى 10.32 ملايين برميل يوميا في الفترة من 1 إلى 11 أبريل، من 11.01 مليوناً في المتوسط في مارس، بانخفاض أكثر من ستة بالمئة. واستوردت الولاياتالمتحدة 672 ألف برميل يوميًا من الخام والمنتجات المكررة الروسية العام الماضي، وفقًا لبيانات من إدارة معلومات الطاقة. ومن ذلك، 30 ٪ أو 199 ألف برميل يوميا من النفط الخام بينما 473 ألف برميل يوميا من المنتجات المكررة. وذكرت البيانات أن ناقلة نفط خام وثماني ناقلات زيت وقود تحمل نحو 6.3 ملايين برميل غادرت روسيا هذا الشهر وصلت إلى الموانئ الأمريكية. وتم استلام شحنة مليوني برميل من مزيج خط أنابيب بحر قزوين وخام الأورال التي غادرت من روسيا إلى ولاية ديلاوير، وفقًا لبيانات تتبع السفن بناءً على عقد الإيجار. ويتكون مزيج قزوين من النفط من كازاخستان وغالبًا ما يتم خلطه بالزيت الروسي ويتم تحميله في ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود. ولا يشتمل الحظر الأمريكي على الواردات الروسية التجارة في خام مزيج قزوين، لكنه ينصح بفصل الخام الروسي المنشأ. وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط في أبريل إن إمدادات النفط الروسية انخفضت بنحو 700 ألف برميل في اليوم في المتوسط حتى 21 أبريل مقابل مارس. وأضافت أنها تتوقع ارتفاع الخسائر إلى 1.5 مليون برميل يوميا هذا الشهر مع تمديد المصافي لتخفيضات التشغيل وتجنب المزيد من المشترين البراميل الروسية التي دفعت لامتلاء مخزونات البلاد. وحذرت وكالة الطاقة الدولية يوم الأربعاء من أنه اعتبارًا من مايو فصاعدًا، قد يتم إغلاق ما يقرب من 3 ملايين برميل يوميًا من النفط الروسي بسبب العقوبات أو الحظر الطوعي. وفي الوقت نفسه، تخطط بيوت التجارة العالمية الكبرى أيضًا لتقليص مشتريات النفط الخام والوقود من شركات النفط الروسية التي تسيطر عليها الدولة بحلول 15 مايو، لتجنب الوقوع في حالة انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على روسيا، ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في العالم. إلا أن البراميل الروسية التي تكبح في الغرب، قد خططت موسكو مسبقاً لتعزيزها خارج أوروبا، حيث كثف المشترون الصينيون والهنود مشترياتهم من النفط الخام الروسي، على الرغم من أن الهند احتضنت خام الأورال أكثر من الصين. فيما تتجه جميع شحنات خام إسبو الروسية إلى الصين حيث الطلب المرتفع. فضلاً عن قدرة موسكو في إعادة توجيه التدفقات المنقولة بحراً من أوروبا لأفريقيا وأمريكا الشمالية بشكل كبير، فيما لا تزال أوروبا حتى الآن مشتريا كبير لخام الأورال الروسي إذ لم تخفض بعد، اعتمادها على الواردات عبر نظام خط أنابيب دروجبا. وعلى الرغم من التوقعات المنتشرة بين محللي الصناعة بشأن انخفاض العرض، تخطط روسيا لتصدير المزيد من خام الأورال في أبريل. ومن المقرر أن تصل عمليات التحميل المنقولة بحراً إلى أعلى مستوى لها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات عند 9.26 ملايين طن متري. وانخفض إنتاج روسيا من النفط والغاز المكثف في بداية ابريل إذ نزل إلى أقل من 10 ملايين برميل يوميا إلى أدنى مستوياته منذ بدء الجائحة، حيث أعاقت العقوبات والقيود اللوجستية التجارة. وتعرض إنتاج النفط الروسي لضغط هبوطي هائل وسط عقوبات من الغرب بسبب غزوها لأوكرانيا. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن إنتاج النفط الروسي قد ينخفض بنسبة 4 ٪ إلى 5 ٪ في أبريل من مارس بسبب مشاكل التأمين واستخدام السفن. وقالت المصادر إن الإنتاج ازداد انخفاض إلى 9.76 ملايين برميل يوميا الثلاثاء وحده، وهو أدنى مستوى منذ 9.37 ملايين برميل يوميا في المتوسط في يوليو 2020، عندما تأثر الإنتاج والطلب بانتشار فيروس كورونا. وسجلت شركة روسنفت، أكبر منتج للنفط في روسيا من حيث الإنتاج، أكبر انخفاض في الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يوميا حيث انخفض إلى 2.87 مليون برميل يوميًا خلال الفترة 1-11 أبريل من 3.35 ملايين برميل يوميًا في مارس.
