أكد باحثون أنه من الممكن إمكانية خفض الطاقة الكهربائية في المحطات المستقبلية إلى أقل من 2 كيلو واط بالساعة لكل متر مكعب باستخدام طرق حديثة وابتكارات جديدة من شأنها المساهمة في تقدم صناعة التحلية عالمياً. جاء ذلك خلال استعرض ملتقى الأفكار والحلول الإبداعية الذي نظمته المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، ومناقشة مجموعة من المبادرات التطويرية التي تستهدف رسم التوجهات البحثية المستقبلية لصناعة التحلية، بما يواكب رؤية المملكة 2030 ويحقق مستهدفاتها الطموحة لاسيما فيما يرتبط بمبادرات السعودية الخضراء وتعزيز فرص الابتكار ودعم المحتوى المحلي، والثروة الصناعية الرابعة، وتمكين الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة، علاوة على خلق فرص الاستثمار في المملكة. وناقش المشاركون والخبراء الأفكار الإبداعية والمبادرات التي عُرضت ضمن أعمال وجلسات الملتقى، الذي رعاه محافظ المؤسسة المهندس عبدالله بن إبراهيم العبدالكريم، وتمركزت محاور اللقاء على مبادرات معهد الأبحاث والابتكار وتقنيات التحلية في تحقيق مبادرة الحياد الكربوني الصفري (zero carbon footprint)، وإنتاج الهيدروجين الأخضر (Green Hydrogen)، مستفيدة من البنية التحتية العالية التي تتمتع بها المؤسسة في منظومات إنتاجها، وفرص توفر الكربون الذي يمكنها من الجاهزية لتدوير الكربون وتخزينه وإنتاج الهيدروجين الأخضر من مياه التحلية المقطرة باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية. ونوه المدير التنفيذي للمعهد الدكتور أحمد العمودي أهمية الابتكار والتكامل بين المعهد وقطاعات المؤسسة الأخرى لتحقيق إستدامية المؤسسة في الابتكار. واستعرض المشاركون خلال جلسات الملتقى الابتكارات في عدد من المجالات التي تعزز تطوير صناعة التحلية، منها مشروع إنتاج الهيدروجين من خلال نظام هجين لوحدة تناضح عكسي تعمل بطاقة الرياح والطاقة الشمسية في الشمال الغربي من المملكة، ومبادرة الاستفادة من الوحدات الحرارية القائمة في تدوير الكربون وإنتاج الهيدروجين الاخضر من خلال استغلال مياه التقطير(Distillate) عالية النقاوة والتي سوف تساهم بشكل كبير في رفع جودة الهيدروجين المنتج, ومن المبادرات الهامة التي تناولها الملتقى مبادرة تطبيق الذكاء الاصطناعي في منظومات إنتاج المؤسسة حيث يعمل معهد الأبحاث مع مختبرات وزارة الطاقة الأمريكية (DEO) على مشروع تطوير حساسات ذكية وطابعة ثلاثية الأبعاد من شأنها تخفيض الكلفة التشغيلية وتصنيع مكونات التحلية بأسعار اقتصادية. وتناولوا التقنيات الإبتكارية في المستقبل ودور الطبيعة وتوظيفها في خدمة صناعة التحلية، وكشف الباحث عبدالله البلادي عن مبادرة التحلية المغمورة (underwater desalination) التي لا تتطلب معالجة أولية ولا مأخذ مياه وتستهلك أقل كمية من الطاقة مستفيدة من الضغط الطبيعي تحت البحار. وشهد الملتقى عرض الخطة الاستراتيجية للبيانات والذكاء الاصطناعي والتي تضمنت 56 مبادرة من أجل تحقيق منظومات إنتاج ونقل ذكية، واستدامة وكفاءة الأعمال، وتمكين تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في صناعة التحلية. وقدمت إدارة مشاريع الكفاءات المحلية خلال الجلسات، ابتكارات استثنائية لتعزيز حلول قطاع المياه، والمساهمة في القضاء على أحد أكبر التحديات التي يواجهها العالم والمتمثلة في ندرة وشح المياه، من أبرزها إعادة تدوير اغشية التناضح العكسي وتعظيم الاستفادة من الاغشية المستهلكة وتعزيز مفهوم الاقتصاد الدائري. وكذلك أغشية الجرافين وهي تقنية واعدة تهدف لفصل المياه بقدرة عالية ما يؤدي لتقليص كميات الطاقة المستهلكة، وتمكين الطباعة ثلاثية الابعاد. وشهد الملتقى تقديم 13 مبادرة في المعرض المصاحب للجلسات، استهدفت تقديم الحلول المستقبلية في عدد من المجالات.