الشاعر العُماني سالم بخيت المعشني تجد في شِعره القوة والجزالة، يكتب الحرف المضيء المؤثر في النفس.. كلماته بلسم، حروفه كالعطر الذي يزيد المكان جمالاً ورونقاً. قوس الربابه شوق والليل ناي يعزف على ذكراك من حيث مرّ «الرياض» التقت الشاعر المعشني، الذي تحدث عن ألحانه التراثية، وآرائه حول الساحة الأدبية، وتحكيم الأمسيات الشِّعرية، ورحلته المثمرة مع الشّعر التي من خلالها كتب أعذب القصائد وأجملها. * كيف تقيّم الساحة الشِّعرية في الوقت الحاضر؟ وما نظرتك المستقبلية لها؟ * الساحة الشِّعرية رموز وقنوات ومنابر تشبه برامج التواصل الاجتماعي بكل ما فيها من الغث والسمين.. ولكن تبقى جزيرة العرب وطن المعلقات والضاد الذي لا يتأثر برياح التغير.. ومهما تعددت مدارس الشّعر والنثر وغيره تبقى القصيدة المتكاملة بُردة مطرّزة بحروف الحكمة والبلاغة والحس، فشمولية الشِّعر بكل أركانه وأوزانه وأزمانه لا يغيب عن جزيرة العرب ومواهبها التقليدية الثابتة رغم تأثيرات العصر. * عُرفت كشاعر من خلال الكتابات الشِّعرية للأوبريتات الوطنية والمسرحيات الغنائية حدثنا عن هذه التجربة؟ * كانت لي تجارب وأمسيات وأغانٍ وشِعر الميدان الذي يشابه فن المحاورة في الخليج.. وبعدها حاولت ملامسة العالم الآخر من الشّعر.. كالأوبريتات والمسرحيات الشّعرية والغنائية، وكنت أقرب إلى الأوبريتات أكثر.. لأن المسرحيات الغنائية والشّعرية ما زالت تحبو وبعيدة عن الذائقة المجتمعية والرسمية، وينقصها عناصر التنفيذ من كل الجوانب. * تغنّى العديد من نجوم الطرب أمثال: د. عبدالرب إدريس وأحمد فتحي بقصائدك حدثنا عن هذه الأعمال؟ * د. عبدالرب إدريس لحن لي أعمالاً وطنية مثله الفنان أحمد فتحي في قمّة مسقط لمجلس التعاون الخليجي، وكذلك أنور عبدالله الملحن الكويتي.. وعمل وطني جديد من ألحان د. عبدالرب إدريس أتمنى أن يرى النور في عيدنا الوطني لهذا العام. * هل ترى أنك وصلت إلى درجة الاحتراف في كتابة الأوبريت والقصيدة المُغناة؟ * الاحتراف دنيا أخرى من الإبداع.. لكن لي تجربة طويلة في المجالين. * حدثنا عن تجربتك مع تجديد الألحان والإيقاعات التراثية؟ * التراث مُنجم لا ينضب، فهو شامل ومتكامل، ونتيجة لمؤثرات داخلية وخارجية.. وربي وفقني في إعادة بعض ما وصل إلينا من التجارب السابقة، فنقلت ألحاناً شعبية تراثية بسيطة إلى أوبريتات وطنية ضخمة، وإيصالها إلى الأجيال المقبلة. * تعتبر أول شاعر أضاف من وزن أوزان الفنون الريفية باللهجة (الجبالية) إلى أوزان عربية بنفس الروح الريفي.. حدثنا عن ذلك؟ * نعم أضفنا ثمانية إيقاعات جديدة للتراث العماني، وهي ألحان وأغانٍ ورقصات حرّة دون إيقاع أو آلة موسيقية وكلها باللهجة الظفارية (الجبالية) ولاقت نجاحاً باهراً.. كونني من الجبل وأقول الشِّعر الجبالي.. لذا نقلت تلك الأوزان الشّعرية إلى العربية وكان لها نصيب كبير في أوبريتاتي، وأضحت على مسامع الجميع، وتجاوزت جغرافيتها الجبلية لتصل إلى الطرف الآخر. * بعد هذا العطاء الحافل بالتميز والنجاح.. ما أهم المحطات في مسيرتك الشِّعرية؟ * مررت على عدّة محطات صعبة.. وغربة.. وطموح.. وتمنٍ.. وأمل وإصرار للوصول إلى قلوب الناس والتعبير عنهم.. تجاوزت خطوات ليست سهلة في عدّة مراحل.. (لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر) ولله الحمد وصلت إلى كثير من المنابر الشّعرية الكبرى كشاعر ومحكّم وضيف شرف في مهرجانات الشِّعر ومنابره.. وكان أهمها شاعر المليون.. وأوجه التحيّة لمن كان له الفضل في اختياري وتشريفي. * مَن الذي تجده ينتصر في شِعرك الحُبّ، الوطن، الألم؟ * الألم جزء من الحُبّ، والحُبّ تربة وطن وأحباب، يجتمع كل ذلك في معظم قصائدي وأعمالي الإرث، العروبة، الأرض، الإنسان، تكتمل كل تلك الأوابد والشواهد في عيون وخوافق وأرواح قصائدي. * ماذا يستهويك: كتابة الأوبريت، أو شِعر المسرحيات، أو الغناء الريفي الحرّ؟ * هذه الجوانب كلها موائدي، أشكّلها وأنتقيها حسب الواجب والحس الزمني لها. * ما المعيار الناجح لكتابة شِعر المسرحية الغنائية والأوبريت؟ * الموهبة.. والهدف وخلفية الشاعر الثقافية والأدبية واختيار الزمن المناسب لتجسيد هذه التجارب وملامسة هموم وطنك وناسك في تلك الأعمال هي العناوين المُهمة لتلك الجذوة الشّعرية التي تحرقها همومك واهتمامك كشاعر أو كاتب أو صاحب مهنة. * مَن مُلهمك في كتابة القصيدة؟ * الوطن.. والضاد. * ماذا يقتل طموح الشاعر؟ * النرجسية أولاً، والتجاهل ثانياً. * كيف ترى حضور الشعراء في مواقع التواصل؟ * وجوه متشابهة باستثناء الرموز. * ما أصعب شيء واجهك في الشِّعر، وماذا تطمح إليه كشاعر؟ * الحياة!! بكل قديمها وجديدها ومفاجآتها وظروفها النفسية والمعنوية والمادية منها.. وطموحي كشاعر الاستقرار النفسي والأمان الروحي. * افتقدنا الحس الشاعري في بعض القصائد.. ما تعليقك؟ * التلوين المزعج من دون إحساس يرهق النظر والسمع ويخدش الذوق العام.. فالقصيدة جسد وإحساسها الروح.. مللنا تماثيل الحروف يا أبا هذال. * هل تفضل الأمسية الجماعية أم وحدك؟ * للخصوصية طعمها ونرجسيتها.. ولكن يد الله مع الجماعة. * حدثنا عن أهم مشاركاتك في المهرجانات الشعرية؟ * مهرجانات عُمان، والشارقة، وقطر، والعيد الوطني العُماني97 اختارني جلالة السلطان لكتابته، وكان في صلالة في ميدان النصر، كذلك مهرجان الخريف 99 وكان أول سبق وأول أوبريت في مهرجان صلالة.. فكرة وكلماتي كامل، أيضاً مهرجان الخريف 2000، وأوبريت الغبيراء 94 إشراف د. عبدالله الرميثان، وأوبريت تراثيات الحائز على الميدالية الذهبية على مستوى الخليج من البحرين. * لماذا لم تصدر ديواناً يحفظ حقوقك الأدبية؟ * ظروف.. إهمال.. كسل.. كلها اعتراف بتقصير غير مبرر. * من منظورك هل الشِّعر النسائي أثبت وجوده؟ * مازلنا نبحث عن الخنساء في كل مرابعنا. * عملت محكماً في عدّة مهرجانات شِعرية.. ما أهم مواصفات الشاعر الناجح؟ * قصيدة المسابقات، قصيدة تكنيكية، تكتيكية تعتمد على فكر الشاعر وإلمامه بكل أبجديات المسابقة والقصيدة معاً.. هنا يأتي اختياره على الإبهار والتفرّد والثقة بكل أدواته وتنسيقها في قالب شِعري بلاغي متجدد بصور شِعرية مُبهرة وصياغتها بحرفنة الفوز والإقناع والامتاع. * ما أجمل الأبيات التي ترددها باستمرار؟ * للأديب عبدالله عبدالوهاب نعمان أعمال لن تتكرر، وكذلك المحضار، ودائم السيف، وما قالته العرب في ديوانها. * كلمة أخيرة؟ أجمل تحايا ساقها من خاطري ظّل الغمام أهديتها للمملكه دار المعزّه .. والكرم لأخوان نوره كلهم وأهل السعوديه الكرام شعب وملك وبلادهم لُحمه على نفس القَسم د. عبدالرب إدريس سالم المعشني أحمد فتحي