لا تزال نبرة أسواق النفط قوية وسط توقعات بأن الطلب على الوقود سوف ينتعش بسرعة مع التعافي الاقتصادي في أوروبا والولاياتالمتحدة، في الوقت الحالي، يركز المستثمرون على بيانات المخزون الأميركي الأسبوعي، حيث انخفضت مخزونات النفط الخام للأسبوع الرابع على التوالي مع تكثيف المصافي لعملياتها إلى أعلى مستوى منذ يناير 2020. ومن المرجح أن تنخفض مخزونات الخام الأميركية للأسبوع الخامس على التوالي، بينما من المقدر ارتفاع نواتج التقطير والبنزين الأسبوع الماضي. ومن العوامل الأخرى التي دعمت المشاعر انتخاب القاضي الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي رئيساً، ويوم الاثنين، أيد المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية الست، لكنه امتنع عن لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن حتى لو ألغت واشنطن جميع العقوبات. وفي خضم الظروف الراهنة، تقلصت فجوة السعر بين خام برنت، وغرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من سبعة أشهر، مما يشير إلى أن إنتاج النفط الأميركي لا يزال في حالة ركود وبائي ومن المرجح أن يظل السوق يعاني من نقص المعروض. إلى ذلك، ارتفعت واردات الصين من النفط الخام من بحر الشمال وإفريقيا في مايو، ولكن من غير المرجح أن يستمر هذا الاتجاه حيث يحوم سعر برنت-دبي فوق مستوى 3 دولارات للبرميل، مما يجعل شحنات النفط الخام الخفيف من غرب السويس المرتبطة بالمعيار الأوروبي باهظة الثمن، وفقاً لتجار صينيين. وفي مايو تلقت الصين 2.02 مليون طن متري (478000 برميل في اليوم) من النفط الخام من النرويج والمملكة المتحدة، بارتفاع 4.1 ٪ من إبريل و66.3 ٪ على أساس سنوي، حسبما أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك في 21 يونيو. وأظهرت البيانات أن النرويج، المنتج لحقل "جوهان سفيردروب"، كانت تاسع أكبر مورد خام للصين في مايو، حيث تم تسليم 1.5 مليون طن متري من الشحنات، على الرغم من انخفاضها بنسبة 1.6 ٪ عن إبريل، في المقابل، كان الحجم 255.989 طنا متريا في نفس الشهر من العام الماضي. وقد أدى ذلك إلى زيادة الإحجام من الموردين في بحر الشمال بنسبة 33.9 ٪ على أساس سنوي لتصل إلى 11.65 مليون طن متري في الفترة من يناير إلى مايو. ومع ذلك، من غير المرجح أن يستمر هذا الاتجاه، وقال تاجر إن هناك نفطا حلو مع شركة نفط عملاقة مملوكة للدولة، يعتبر مرتفع للغاية الآن، أكثر من 3 دولارات للبرميل، في وقت، لم تعد الخامات المرتبطة ببرنت جذابة. وبلغ متوسط سعر برنت على بورصة دبي للعقود الآجلة للمقايضات، وهو مؤشر رئيس على علاوة برنت على مؤشر الشرق الأوسط، 3.22 دولارات للبرميل حتى الآن في الربع الثاني وبلغ 3.91 دولارات للبرميل في 18 يونيو. وقال متعامل ثان في شركة نفط أخرى مملوكة للدولة "ليس النفط الخام من بحر الشمال فحسب، بل أيضا النفط الإفريقي غير مدرج في قائمة المشتريات التي يجب شراؤها مؤخرًا لأنها مرتبطة أيضًا بخام برنت". وأظهرت بيانات أن أنغولا، أكبر مورد إفريقي، سلمت 3.27 ملايين طن من الخام إلى الصين في مايو، بزيادة 4.6 ٪ عن إبريل و11.7 ٪ على أساس سنوي. ومع ذلك، انخفض إجمالي واردات النفط الخام من إفريقيا بنسبة 5 ٪ على أساس سنوي إلى 5.61 ملايين طن متري في مايو، مما أدى إلى انخفاض التدفقات الداخلة من القارة بنسبة 0.9 ٪ على مدار العام إلى 30.2 مليون طن متري في الأشهر الخمسة الأولى. وأرسل معظم الموردين الأفارقة شحنات أقل إلى الصين في الفترة من يناير إلى مايو، باستثناء ليبيا والكونغو ونيجيريا والكاميرون، التي زادت الإمدادات في نطاق 21 ٪ إلى 177 ٪ على أساس سنوي. ولتعويض انخفاض شراء الخام الخفيف الحلو من بحر الشمال وإفريقيا، قال متعاملون إن شحنات الخام الأميركية، التي يتم تسعيرها مقابل خام غرب تكساس الوسيط، ستكون خيارًا أفضل. من جهتها قفزت الولاياتالمتحدة لتصبح عاشر أكبر مورد للخام للصين في مايو، حيث سلمت 1.07 مليون طن من الخام في الشهر، وأظهرت البيانات أن الحجم ارتفع بنسبة 95.3 ٪ على أساس سنوي على الرغم من انخفاض إجمالي واردات الصين من النفط الخام بنسبة 14.6 ٪ عن نفس الشهر من العام الماضي. في غضون ذلك، قال متعاملون: إن النفط الخام المرتبط بدبي يعد اقتصاديا، مما يجعل خامات الشرق الأوسط وخام مزيج "إيسبو" الروسي مفضلًا على الأرجح. في الفترة من يناير إلى مايو، رفع منتجو الشرق الأوسط إمداداتهم من النفط الخام بنسبة 3.1 ٪ على أساس سنوي إلى 106.38 مليون طن متري الى الصين لتأمين 48.2 ٪ من حصة السوق في أكبر مستهلك آسيوي. وأظهرت بيانات أن المملكة هي أكبر مورد للخام للصين منذ نوفمبر، على الرغم من انخفاض شحناتها في مايو بنسبة 21.5 ٪ إلى 7.2 ملايين طن من أعلى مستوى قياسي بلغ 9.17 ملايين طن متري في نفس الشهر من العام الماضي. كما انخفض تسليم روسيا بنسبة 29.4 ٪ على أساس سنوي إلى 5.44 ملايين طن متري في مايو. بالإضافة لخام "إيسبو"، تزود روسيا أيضًا الصين بخام "أورال" و"سوكول"، والتي يتم تسعيرها مقابل برنت.