توصّلت الولايات المتّحدة مع كوريا الجنوبية إلى اتّفاق بشأن مساهمة سيئول الماليّة في الوجود العسكري الأميركي في البلاد، وفق ما أعلنت السلطات الكوريّة الجنوبيّة الاثنين، في اليوم الأوّل من المناورات العسكريّة السنويّة المشتركة مع الجنود الأميركيّين. وشهدت العلاقة بين سيئول وواشنطن اللتين يجمعهما تحالف عسكري، اضطرابات كبيرة في السنوات الأخيرة، إذ اتّهم الرئيس الأميركي السابق الجمهوري دونالد ترمب كوريا الجنوبيّة بعدم المساهمة بشكل كافٍ في الوجود العسكري الأميركي على أراضيها، مطالبًا إيّاها بمليارات الدولارات. وينتشر نحو 28500 جندي أميركي في كوريا الجنوبيّة. وطلبت الإدارة الأميركيّة في بادئ الأمر من كوريا الجنوبيّة دفع 5 مليارات دولار سنويًا. وكان هذا المبلغ أكثر من خمسة أضعاف المبلغ الذي حدّدته الاتّفاقية السابقة التي انتهت صلاحيّتها نهاية عام 2019، والتي بموجبها كانت سيئول تساهم بمبلغ 920 مليون دولار سنويًّا. وقالت وزارة الخارجيّة الكوريّة الجنوبيّة: إنّ الجانبَين وقّعا اتّفاقًا "مبدئيًا" لم تُحَدّد قيمته. وأضافت في بيان "الحكومة ستحلّ مشكلة استمرّت أكثر من عام، من خلال توقيعها السريع على اتّفاق". وبعد ذلك، يتوجّب أن تتمّ الموافقة على هذا الاتفاق في الجمعية الوطنيّة الكوريّة الجنوبيّة. ويأتي هذا البيان في اليوم الذي بدأت فيه المناورات العسكرية بين البلدين، ولكن على نطاق أضيق بسبب جائحة كوفيد- 19. وقد تثير هذه التدريبات، وهي التاسعة من نوعها، غضب كوريا الشمالية التي لطالما عدتها بمثابة استعدادات لعملية غزو. وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية في بيان الأحد: إن "التدريب السنوي المقبل طبيعته دفاعية بحتة". وفي أفغانستان قالت الحكومة الأميركية: إن جميع الخيارات مازالت مطروحة بالنسبة لقواتها المتبقية في أفغانستان والتي يبلغ عددها 2500 جندي، موضحة أنها لم تتخذ قرارات بشأن التزامها العسكري بعد الأول من مايو. وجاءت تعليقات وزارة الخارجية بعد نشر تقارير قالت: إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قام بحملة عاجلة جديدة لتعزيز جهود السلام التي تقودها الأممالمتحدة، تضمنت تحذيرا من أن الجيش الأميركي يفكر في الخروج من أفغانستان بحلول الأول من مايو. وقال بلينكن في رسالة إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني نشرتها قناة طلوع التلفزيونية الأفغانية وصحيفة نيويورك تايمز: إن الولاياتالمتحدة "تدرس سحب القوات بالكامل بحلول الأول من مايو مع بحثنا خيارات أخرى". وامتنعت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تأكيد صحة الرسالة لكنها قالت: إن الولاياتالمتحدة "لم تتخذ أي قرارات بشأن وضع قواتنا في أفغانستان بعد الأول من مايو. كل الخيارات لاتزال مطروحة". وقالت الرسالة: إن الولاياتالمتحدة تبذل جهودا دبلوماسية رفيعة المستوى "لتحريك الأمور بشكل أكثر واقعية وسرعة نحو التوصل لتسوية ووقف دائم وشامل لإطلاق النار". وأضافت الرسالة أن الولاياتالمتحدة ستطلب من الأممالمتحدة دعوة وزراء خارجية ومبعوثين من روسيا والصين وباكستان وإيران والهند والولاياتالمتحدة "لبحث وضع نهج موحد لدعم السلام في أفغانستان". وتصاعدت أعمال العنف وعمليات القتل التي تستهدف أشخاصا محددين، منذ أن بدأت الحكومة الأفغانية مفاوضات مدعومة من الولاياتالمتحدة مع طالبان في سبتمبر الماضي، ويقول مسؤولون أمنيون غربيون: إن المتمردين الذين يسيطرون بالفعل على مساحات شاسعة من المناطق الريفية بدؤوا في تحقيق مكاسب حول البلدات والمدن.