لم تشهد المملكة في تاريخها المعاصر حملة إعلامية شرسة كما هي عليه الآن، ويرفع راية هذه الحملات خط إعلامي متحالف مكون من ثلاث جهات التقت مصالحهم واتفقت رغباتهم في تشويه صورة المملكة عربياً وأقليمياً. الجهة الأولى هي بعض الدوائر الإعلامية الغربية التي وجدت في صراعات حلفائها الداخلية منفذاً وطريقاً لتصفية حساباتها عن طريق هذه الحملات التشويهية، ويتفق هذا الخطاب التشويهي المنظم مع رغبات الجهة الثانية المتحالفة وهم السعوديون المقيمون في الغرب ممن خانوا وطنهم وشقوا عصا الطاعة، فأصبحوا مشردين يتلقفون كل ما يرد على مسامعهم من الحملات ويزينونها بالكذب والإفك. ثم يلتقي هذا الخط الإعلامي بجهتيه السابقتين بجهة إعلامية ثالثة يقودها نظام الحمدين القطري، الذي لا يترك شاردة ولا واردة عن المملكة إلا حجمها وضخمها وزينها بالكذب، ظل الحال هكذا مع هذه الحملات الإعلامية طيلة السنوات الماضية تزداد حدة حيناً وتخبو حيناً آخر، حسب المصلحة السياسية لهذا الخط الإعلامي المتحالف، حتى جاء أمر الله وقضاؤه بفيروس كورونا الذي لا يرى بالعين المجردة أصاب العالم برمته. فظهرت المملكة التي عانت من ويلات التشويه بأبهى حُلة إنسانية، وأخلاقية جعلت من هذه الجائحة شاهداً صادقاً سترويه الأجيال. فقد واجهت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- هذه الجائحة بمهنية واحترافية عاليتين تتمثل بشقين رئيسيين هما الجانب الصحي، والجانب الاقتصادي، ففي الجانب الصحي أمر -حفظه الله- بدعم وزارة الصحة ب 47 مليار ريال بهدف رفع جاهزية القطاع الصحي، وتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، وفي الجانب الإنساني الذي أشاد به الجميع، مجانية العلاج للمواطن والمقيم النظامي والمقيم المخالف، ولا نغفل الإقامة الفاخرة لنزلاء العزل الصحي من المواطنين والمقيمين على حد سواء، أيضاً لا ننسى اهتمام القيادة حفظها الله بالمواطنين العالقين في الخارج، ممن لم يتسنَ لهم العودة إلى أرض الوطن، حيث الإقامة في أفخر الفنادق وتقديم الرعاية الطبية، والاجتماعية والنفسية. أما الجهود المبذولة في الشق الثاني (الجانب الاقتصادي) فلا يخفى ما أمر به خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- من دعم للقطاع الخاص للتخفيف من آثار جائحة كورونا ما مجموعة 230 مليار ريال تتمثل بمبادرات حكومية (الجوازات - الزكاة والدخل - الكهرباء- نظام ساند). أما المبادرات الخارجية ففي ضوء رئاسة المملكة لقمة مجموعة العشرين لهذا العام قامت بالدعوة لعقد قمة استثنائية افتراضية لقادة المجموعة في 26 مارس الماضي، أثمرت تلك القمة عن التزام قادة المجموعة بضخ (7) تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي، كما قدمت المملكة في بادرة إنسانية دعماً سخياً قدره 500 مليون دولار للمنظمات الدولية خصوصاً الصحية منها. كذلك قدمت دعماً سخياً لليمن الشقيق قدره 38 مليون دولار، ولدولة فلسطين كذلك 3 ملايين دولار. جميع هذه المبادرات الإنسانية ترد على هذا الخط الإعلامي المتحالف لتشوية صورة المملكة. إن أزمة كورونا أظهرت الوجه الحقيقي الإنساني للمملكة بقيادتها الحكيمة وشعبها المثالي، ورموزها الشامخة، ومكتسباتها المتعددة.. حقاً كورونا لا تكذب.